الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السابع بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

دمعة
حملت الأطباق الأربعة على صينية فضية وفتحت باب شقتها مغلقة إياه خلفها .. 
طرقت باب جارتها الشابة في انتظار أن ينفرج عن محيا زوجها الطيب وقد كان .. فقد فتح الباب وطلت ابتسامة حاتم تلق التحية في مودة مفسحا الطريق لها لتدخل مهللا في ترحاب أهلا بحضرتك.. اتفضلي. 
دخلت وما تزل تحمل صينيتها هاتفة في مودة أخبار ماما الجديدة إيه! يا رب تكون بخير هي والبيبي.. 

هتف حاتم مؤكدا الحمد لله تمام.. بس الهانم الصغيرة مش بتنيمنا .. 
هتفت إحسان طب يا رب مكنش جيت فوقت مش مناسب .. 
ما أن أنهت كلماتها حتى كانت قد وصلت للردهة عبر ذاك الممر الطويل ليظهر أمامها جالسا في هدوء وتلك الابتسامة المستفزة الدائمة الطلة والمرسومة على شفتيه تكلل قسمات وجهه الخمسيني او ربما الستيني .. فهى لم تستطع تخمين عمره الحقيقي فهو يبدو بالفعل أصغر سنا وأكثر حيوية من حقيقته .. 
تنبهت عندما هتف حاتم مشيرا لضيفه الآخر حضرتك تعرفي طبعا جارنا القبطان عبدالغني السعدي ..اعتقد اتعرفتوا بالمستشفي.. 
حركت إحسان رأسها بايماءة مؤكدة.. وكيف لها أن تنسي !.. 
هتف حاتم في اضطراب يا خبر.. هاتي عنك يا طنط .. 
أخذ منها الصينية أخيرا وتركها قبالتها على الطاولة حيث جلست تحاول ألا تذكر كيف اندمجت بالغناء البارحة وذاك التصفيق الحار الذي تلقته على تلك الوصلة الرائعة من جارها المتطفل والذي يجلس وقد اتسعت ابتسامته السمجة تلك تشعرها باضطراب لا تعهده .. 
خرجت نرمين فألقت التحية في هوادة لتستقبلها إحسان في حنو هاتفة تعبناك .. مكنتيش قومتي من سريرك.. 
هتفت نرمين مؤكدة لا خالص يا طنط والله .. أهو أمشي رجلي شوية.. وبعدين والله كفاية تعبك معانا وعمي ربنا يبارك له ..لولاكم مكنتش عارفة كان ايه مكن يجرى .. 
هتف عبدالغني وكانت المرة الأولى التي ينبس بحرف منذ طلت إحسان متقوليش كده يا بنتي .. الجيران لبعضها .. وإحنا أهلك .. 
وهتف بحاتم الذي ظهر حاملا صينية عليها بعض أكواب من الشاي والحلوى ولا إيه يا حاتم !.. 
أكد حاتم مبتسما وهو يضع الصينية أمامهما طبعا يا غنوة هو أنت تقول حاجة غلط .. يا اللاه اتفضلوا.. حاجة بسيطة على أدي .. 
هتف غنوة في أريحية لا أنا مليش في الكيك والكلام ده .. أنا هاخد طبق من المهلبية دي شكلها هااايل .. 
شعرت إحسان بالاحراج وامتعضت لفعلته لكنها شعرت أنه ليس من اللائق الحكم عليه فهو وحيد وربما يشتهيها .. لازت بالصمت إلا أنها انتفضت متطلعة إليه ما أن أطلق صوتا تعجبيا مستمتعا ايه ده ! دي مش مهلبية! .. دي إعجاز.. 
تطلع الجميع إليه في دهشة لكنه لم يلق لهم بالا وهو يحمل لفمه الملعقة الثانية مهمهما مغمضا عينيه في تلذذ والتي فتحها فجأة أمرا كل من نرمين وحاتم بتذوق اطباقهما ليشاركاه متعة التذوق الحقيقية لهذا المزيج الخرافي. 
حمل كل منهما صحنه مجربا وإحسان تتطلع إليهم في خجل مضطرب .. فما من أحد اثنى على طعامها منذ سنوات طويلة وكأن ذلك صار حدثا اعتياديا لا يحمل أي مزيج من الدهشة أو حاجة لشكر وامتنان .. 
هتف حاتم وبالمثل نرمين مؤكدين في دهشة ايه ده يا طنط !.. عملتيها ازاي دي !.. 
همهمت إحسان في شك لا تصدق كل هذا الثناء هي حلوة فعلا !.. ولا انتوا بتجاملوني !.. 
أكد حاتم في نبرة صادقة وقد أوشك على إنهاء طبقه بنجاملك ايه يا طنط .. والله ناقص أكل الطبق أهو .. 
اتسعت ابتسامة غنوة هاتفا أروع

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات