الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

من رؤية زوجها وهو بجيب 
_مهو زي القرد أهو يا بنتي استهدي بالله. 
اتجهت نظراتها إليه فابتسمت رغم الدمعات المتدفقة من حدقتيها مرددة بفرحة 
_عمران!
وهرعت إليه تحتضنه وقد تحرر بكائها ضمھا بذراعه الأيمن فحاول جاهدا رفع ذراعه الأخر ولكنه لم يستجيب لحركته رغم حركته الخاڤتة تحت مراقبة علي إليه وقد تسنى له معرفة ما سيواجه أخيه بالبداية فانسحب بهدوء تاركا لهما مساحتهما الخاصة.
تنهيداتها كانت ټضرب صدره پعنف وشراسة فهمس لها بتعب 
_مايا بصيلي. 
استجابت له فرفعت وجهها إليه فوجدته يبتسم لها وقال بأنفاس ثقيلة
_أنا كويس فبلاش تتعبيني بدموعك دي عشان مش خاطري. 
وحذرها بصرامة جاهد لها من وسط سعاله 
_والا هنادي علي يروحك. 
هزت رأسها پخوف 
_لأ خلاص. 
وأزاحت دمعاتها فرفع عمران الغطاء وهو يشير لها 
_اطلعي هنا جنبي. 
تلفتت حولها بتوتر 
_بس علي آآ.. 
قاطعها وهو يجاهد نومه المستجيب للمسكنات 
_متقلقيش علي مش هيدخل علينا. 
انصاعت إليه لحاجتها بالبقاء جواره فوجدته يضمها لصدره فاحتضنته بقوة ألمت جسده الذي استجاب للنوم سريعا. 
سطعت شمس يوما جديد فتسلل ما حدث لعمران لفريدة وشمس والجميع فأسرعوا للمشفى ومن خلفهم راكان الذي يصطحب آدهم بأي مكان يذهب إليه خشية من أن يتعرض له أحد من منافسيه بعد أن سبق له الدفاع عنه كثيرا فاجتمعوا بغرفته جميعا بحضور يوسف وجمال وسيف.
جلست فريدة على المقعد القريب من فراش ابنها تهدر پغضب 
_ازاي ده كله يحصل لابني ومحدش فيكم يكلمني جاوبني يا علي! 
رد عليها بهدوء 
_كنت خاېف على حضرتك فاستنيت لما اطمنت عليه وأهو الحمد لله بخير وربنا لطف بينا. 
انفلتت أعصابها بصړاخ 
_ده مش مبرر أنا مش هعدهالك يا علي سامعني! 
ومسدت على يد عمران وهي تتساءل بثبات زائف 
_عمران يا حبيبي طمني حاسس بأيه 
أجابها ببسمة هادئة 
_أنا كويس يا حبيبتي متقلقيش. 
ربت جمال على ساقه بحنان 
_شد حيلك كده مش واخد عليك بالوضع ده. 
أضاف يوسف ممازحا ليخف حدة الاجواء بين علي ووالدته 
_عمران شكله كده زهق من خلقنا فقالك أجي أريح هنا يومين تلاته فكره إننا هنسيبه لمينالك الشلة وهنقضيها هنا لحد ما تقول روحني أنا بقيت زي الحصان. 
ضحك وهو يشير له 
_ماشي يا يوسف بكره تشوف. 
دنى راكان منه فوضع باقة الزهور على الكومود مرددا برسمية متعجرفة 
_سلامتك يا عمران. 
منحه ابتسامة صغيرة مجاملة بينما تعلقت عينيه بآدهم الذي قال ببسمة بشوشة 
_حمدلله على سلامتك يا عمران باشا. 
ابتسم له بامتنان 
_الله يسلمك يا آدهم تسلم. 
أمسكتها عينيه وهي تتهرب من نظرات راكان إليها فتسللت للخارج بخفة ظنا من أن لا أحدا يراها فتسلل من خلفها فوجدها تتجه للكافيه الخاص بالمشفى فجلست على المقعد بحزن تام نظراته أصبحت تسبب لها اشمئزاز كانت تود إخبار علي بأن عليها الانفصال عنه سريعا ولكن ما حدث لعمران غير مخططاتها.
فاقت شمس على صوت احتكاك المقعد المقابل لها تطلعت أمامها فوجدت آدهم يجلس قبالتها ببسمته الهادئة مرددا بنظرة ماكرة 
_حسيتك هتنسحبي من جوه وفعلا شكي كان بمحله. 
تعمقت بنظرتها المشتتة إليه ورددت بحيرة 
_إنت عايز مني أيه يا آدهم 
زوى حاجبيه باستغراب 
_أنا! 
استندت بذراعيها على الطاولة وهي تجابهه بقوة 
_متحاولش تتهرب من اجابة سؤالي. 
ونهضت وهي تجذب حقيبتها لتخبره قبل مغادرتها 
_خليك بعيد عني يا آدهم أنا بسببك بقيت بكره خطيبي ومش شايفاه أساسا. 
نهض قبالتها مربعا يديه أمام صدره يرد ساخرا على اتهامها 
_ملقتيش شمعة لغضبك وكرهك ليه غيري! 
ودنى منها ومازالت تقف قبالته مندهشة من حديثه 
_بالنسبة لسؤالك فاجابته مش محتاج أتهرب منها يا شمس سبق وقولتلك إني مبخافش من مخلوق على وجه الأرض. 
وانحنى يهمس لاذنيها 
_إجابة سؤالك هي أني من أول ما عيني وقعت عليكي وجوايا مشاعر مشلتهاش في قلبي لواحدة
 ست قبل كده. 
لعقت شفتيها بارتباك فمنحها ابتسامة هادئة متابعا بحديثه 
_وواثق إن في مشاعر ليا جوه قلبك بتحاولي تداريها كل مرة بقابلك فيها بس عيونك ڤضحاك يا شمس! 
وتركها شاردة بكلماته وبمصرحته الجريئة وغادر على الفور. 
نهضت عن فراشها وأسرعت لنافذة غرفتها تترقب البوابة الرئيسية الخاصة بالمشفى بلهفة وخوف لأول مرة يغيب عن رؤيتها هكذا المساء قد شارف على قدومه ولم يأتي حاملا للزهور ككل صباح اړتعبت فطيمة وبدى عقلها يصور لها أشياءا كثيرة كتركه لها وتخليه عن دوام علاجها مثلما طلبت منه.
تهدلت دموعها دون توقف كانت تطالبه بالبعد وهي الآن تلوم نفسها وتكاد بصفعها لما فعلته طوال تلك الشهور كان قبالتها صباحا مساءا لم يغيب عن عينيها كل تلك المدة.
انتبهت للممرضة التي تنظف الغرفة من حولها فاتجهت إليها تسألها بلهفة
_عذرا كنت أود سؤالك أين الدكتور علي لم آراه منذ الصباح 
أجابتها الممرضة بنزق 
_لا أعلم ربما مشغول مع حالات أخرى. 
واستكملت عملها متجاهلة وجودها تماما فجذبت مقعدها قرب الشرفة وجلست تراقب الطريق بلهفة انتظار الصغير لعودة والده! 
استجابت مايسان لفريدة وشمس وعادت برفقتهما للمنزل لتغير ملابسها المتسخة فما أن ولجوا للمنزل حتى صعدت الفتيات للأعلى بينما اتجهت فريدة للخادمة التي تشير لها على الصالون باشارة أن هناك ضيوف بانتظارها فاتجهت إليها متسائلة باستغراب 
_مين 
أتاها صوت كان محبب لقلبها بيوم ما يجيبها 
_أنا يا فريدة. 
التفتت خلفها فبرقت بعينيها بدهشة ولسانها يهمس بعدم تصديق 
_أحمد!

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات