الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل السادس عشر بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بعضهم على المكتب لينظر لهم بوجه باسم قائلا 
_ الواضح قدامي أن مدام ميار بتحب والدها جدا لدرجة أنها ورثت منه عدد كرات الډم البيضاء والحمراء كمان.
اندهش كلا من توفيق ومحمد لينظروا لبعضهم ثم للطبيب بنظره قلقة مستفسرة فلم يصمت توفيق وسأله بوضوح قائلا 
_ حضرتك تقصد المړض اللي عند بنتي عندي انا كمان 
ابتسم الطبيب قائلا بعملية تامة  
_ نص اجابتك صحيحة 
فعلا اللي عند بنتك عندك او بالأصح اللي عندك هو نفسه عند بنتك لكن موصلش لمرحلة المړض.
لم يدركا كلاهما مقصد الطبيب ليستفسر محمد قائلا 
_ معلش يا دكتور ممكن توضح احنا بصراحة مش فاهمين حاجه.
اومأ الطبيب وخلع نظارته الطبيبة ثم قال 
_ افهمك عموما في الطب بيكون في معدل لاي إنسان طبيعي في كل حاجه في الطول والوزن والنمو حتى عدد الكرات البيضاء والحمراء بتكون بتتراوح بين عدد معين لو حصل زيادة أو نقصان ده بيكون بمثابة جرس انذار لينا كأطباء وللمريض بنعرف من خلاله إذا كان في مشكلة بالجسم واحيانا الأمراض ده بتكون وراثة الأبناء بتورثها عن اهاليهم وطبعا بيكون في تاريخ مرضي في العيلة أو على الأقل بتكون في شكوى حصلت حتى لو صاحب الشكوى مهتمش .
اومأ محمد وتوفيق برأسهم ليردف الطبيب مكملا 
_ في حالة ميار كانت في نهاية المعدل الطبيعي اللي بينبهنا أن في مشكلة 
وعلشان كدة طلبت الاول اشوف الموضوع وراثي ولا لا 
ولو وراثي حصل اي شكوى منه ولا الوضع تمام 
وفعلا لما شوفت تحاليلكم كلكم لاقتها سليمة مفيهاش حاجه وتحاليل الوالد قريبة جدا من تحاليل مدام ميار وبما أنه مشتكاش من حاجة وبما أنه مازال في المعدل الطبيعي بس في نهايته وانتوا لما جيتوا كشفتوا كان بناء على شك طبيب لمجرد اضطراب في عدد الكرات بناء على اكتشاف المعمل ليس إلا مش بناء على شكوى لا قدر الله 
فنقدر نقول الوضع تمام مفيش اي مشكلة لا عند الوالد ولا بنته.
اتسعت أعين كلا من محمد وتوفيق وبدأت الابتسامة تشق ثغرهم وهم غير مصدقين لما سمعوا ليرفع توفيق كفه لفمه ويقبل وجه كفه وظهره حامدا ربه بينما محمد استقام ودار خلف المكتب يعانق الطبيب ويشكره على الاخبار السعيدة تلك 
لينتهي الكشف وينتهي معه كافة الشكوك المقلقة
ويتصل توفيق بزوجته عزة يزف لها هذه الأخبار السارة لتنهمر دموعها من شدة الفرحة حتى كادت ماجدة تشك بالأمر وتعتقد أن هناك خبر سيئا حتى انتهت عزة من المكالمة ونظرت تجاه ميار ابنتها ثم استقامت محتضنه إياها ومقبلة كل انش برأسها وكادت أن تنخفض لمستوي يدها لولا امساك ميار بها مرددة جملة واحدة 
_ الف حمد وشكر لك يا رب.
تعجبت كلا من ماجدة وميار مما يروه فكيف لوالدتهم أن تحزن حتى البكاء ثم تقبل ابنتها حامدة ربها حتى انتبهت ميار على والدتها وهي ترفع يدي ابنتها وتقبلها حتى كادت أن تنخفض لتقبل قدماها فأمسكت ميار بوالدتها من كتفها قائلةفي ايه يا ماما بس فهمينا حبيبتي 
والدكتور قال لبابا ايه 
وليه كل اللي بتعمليه ده 
تهدجت انفاس عزة من فرط سعادتها وكأنها تهرول بمارثون وقد وصلت لمنتهاه فقالت وسط دموعها المتساقطة وبصوت متقطع من أثر البكاء 
_ الدكتور طمن بابا وقاله مفيش حاجه خالص وانك زي الفل وكل ده وراثة من ابوكي مش مرض كفالله الشړ.
أطلقت ماجدة صړخة فرحة وعانقت اختها التي ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيونها فالأمر لديها

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات