الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار الفصل الحادي عشر بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجه مين قال كدا
سالم بخشونه دون أن يرفع عيناه عن الورق أمامه 
صوابعك إلي عماله تطقطقيها .
شعرت بالحرج من كلماته فبللت حلقها قبل أن تقول بتلعثم
لا أبدا أنا بس متعودة أعمل الحركه دي
سالم بإختصار 
يبقي تتعودي متعمليهاش تاني .
فرح بإستفهام 
و السبب
مابحبهاش !
إغتاظت من كلمته و تسلطه فأرادت إستفزازه قائله 
يبقي تحبها عشان أنا بعملها علي طول. تقريبا زي متلازمه كدا !
تجاهل أستفزازها و رفع رأسه يطالعها بنظرات غامضه قبل أن يقول بتسليه
أحبها ! مفروض أحبها عشان أنتي بتعمليها !!
شعرت بالخجل من تلميحه و من هفوتها فأرادت التصحيح حين قالت 
لا طبعا مش كدا أنا أقصد عشان إحنا بنشتغل سوي و وارد أعملها كتير و أنت موجود. و المقصود أنك تأقلم نفسك عليها يعني !
رفع إحدي حاجبيه في حركه أستعراضيه أغضبتها و لكنه تجاهل ذلك و أستمر قاصدا إستفزازها 
تقريبا محتاج أفكرك إني أنا إلي مديرك مش العكس .
أعتقد إن دي حاجه مش محتاجه تفكرني بيها!
قالتها پغضب خفي فأجابها بتسليه 
حاسس إن الموضوع مضايقك مع إنك مفروض تفرحي !
و إيه إلي مفروض يفرحني من وجهه نظرك
يعني كنتي راحه آخر الدنيا عشان تشتغلي و أهو جالك الشغل لحد عندك دانتي كمان مفروض تشكريني !
جمرات الغاضب النابعه من إستفزازه لها أشعلت النيران بداخلها فقالت بإستنكار
أشكرك ! تقريبا أنت آخر واحد في الدنيا هفكر أشكره !
قهقه بخفه قبل أن يقول بتسليه
دانتي قلبك أسود و طلعتي بتشيلي جواكي !
فرح بقوة
قلبي مش أسود و لا حاجه بس مبنساش بسهوله .
سالم بتهكم 
طب خدتي القلم عشان يفكرك بيا ليه
إغتاظت من حديثه فأجابت بقوة
مقولتش عشان يفكرني بيك قولت عشان يفكرني إني جيت هنا في يوم و كمان أنا مبفتكرش غير الحاجات المهمه إلي بتعلم جوايا ! غير كدا لا
جاء حديثه مباغتا حين قال بإستفهام
عايزة تقنعي نفسك بأيه يا فرح
صدمها سؤاله و عرت نظراته الثاقبه شخصها المتوتر و أعادت السؤال في رأسها و قد رفض عقلها أن يفصح عن إجابته . بينما تجلت الإجابه في عيناها التي ظلت أسيرة عيناه التي كانت تخترق أعماقها بقوة و قد طال صمتها لثوان قبل أن تقوم بنفض ما يعتريها من تخبط وقالت بثبات 
سؤالك غريب أقدر أعرف تقصد بيه إيه
أبتسم بخفوت قبل أن يعيد أنظاره إلي الأوراق أمامه و هو يقول بلامبالاه 
مالوش لزوم الإجابة وصلت خلاص !
إغتاظت من حديثه المبهم و ما أن همت بسؤاله عما يقصد حتي أوقفها النقر علي باب الغرفه فإلتفتت لتتفاجئ بذلك الشاب الذي ما أن رآه سالم حتي نهض من مكانه و توجه إليه بينما هرول مروان يعانقه بقوة و هو يقول 
وحشتني أوي يا سالم
أجابه سالم بصدق 
و أنت كمان يا مروان ليك وحشه كبيرة . حمد لله عالسلامه
تبادلوا السلامات فشعرت بالحرج و نهضت من مقعدها و قالت بعمليه 
سالم بيه أنا هروح أطمن علي جنة و آجي
اومأ برأسه و قد كانت نظراته غامضه و لكنها لم تبالي و توجهت إلي الخارج ...
كانت تنظر إلي الطابق الأعلي و داخلها يمتلئ بالتساؤلات التي تجعل أنفاسها تهرب منها . فهي لم ترتح لتلك السيدة و تهاب نظراتها كثيرا و لم تكن هي وحدها فجميع من في هذا البيت كان من الواضح أنهم يهابونها . تري ماذا تريد منها و لماذا أرادت أن تصعد إلي الأعلي للتحدث معها لما لم تحادثها بالأسفل هل تريد إلقائها من النافذه ! أقشعر بدنها حين أتتها تلك الفكرة و لكن سرعان ما نهرها عقلها

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات