رواية عقاپ إبن البادية الفصل الثالث والرابع بقلم ريناد يوسف
وترجلا من السيارة وكادت ناديه ان تفقد رباطة جأشها وتتهور بقلب أم مشتاق لطفلها وتهرول باحثة عنه وتختطفه لأحضانها وتبا لكل شيء
ولكنها تراجعت ما أن تذكرت لحظة وداعها لإبنها مروان وهم يأخذونه من احضانها للأبد ليدفن تحت الثرى وتحرم منه
وقررت الا تسمح لهذه اللحظة ان تعاد ابدا مادامت تستطيع ان تمنعها.
توقفت وهي تمسح عبراتها واقترب منها محمود واخذها تحت جناحه مهدئا لنوبة الحنين والاشتياق التي ضړبت اوصالها فأضعفتها وهو يعلم كم تجاهد الآن للمقاومة فهو مثلها تماما ويشعر بما تشعر به.
اقترب منهم قصير مهرولا ومرحبا وبعد السلام والإستقبال الحار المعتاد دعاهم للتقدم وطمأنهم بأنه ابعد الصبي حتى يختبئا منه في خيمة الشيخ منصور قبل عودته.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابشروا عاود الوليد.
عندها هبت عايدة وسابقت زوجها كي تنظر الى طفلها وكم آلمها رؤيته وهو يهش على الاغنام مع سائر الصبية وقد تبدلت احواله كليا فلا هذا إبنها ولا هذة هيئته لا هذا وجهه.. مهلا واين ذهب شعره الحريري الذي كان يصل حتى منكبيه إنه شبه اصلع!
فنظرت لقصير وسألته_
انتوا قصيتوله شعره
قصير_
اي زيناله راسه.. الوليد صغير وما يعرف يعتني بروحه حتي لا يصير براسه قمل.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أما محمود فكان يختبر شعورين مختلفين شعور الراحة والإطمئنان على قطعة من روحه يدرك انه إختار لها المأوى المناسب وشعور الاشتياق الذي يكاد يمزقه ومثل أمه يود أن يحتضنه وېحترق العالم بعدها ولا يأبه.
إختفى آدم مع الصبية وعاد كلا منهما يجلسان مقابل الشيخ منصور وقص عليهم قصير ماحدث في الايام الماضية مع الصبي ولكنه لم يخبرهم بلدغة الثعبان فهو اكيد أنه لو فعل ذلك لخرا الاثنان أرضا يصارعان ذبحة صدرية في الحال.
قم وخد آدم خله يركب فرسه ويتسابق مع الصبيه خلي بوه يكحل عينه بشوفته وهو يسابق الريح خليه يشوف كيف بكم يوم الولد اصبح فرق السما من الارض عن أول نهار جانا فيه.
عقاپ الفصل الرابع ٢
إمتثل قصير للأمر وخرج من الخيمة وإستدعى الاطفال لسباق خيل مفاجئ وكان آدم في مقدمة الجميع فإمتطى حصانه وأمسك لجامه وأستعد حاله كحال البقية وإنطلق كالريح متخطيا للجميع وهو يضرب الحصان بكلتا قدميه الصغيرتين ويزأر كفارس صغير وهو لا يعلم ان هناك من ېختلسا النظر إليه وقلوبهم تحاوطه ويطيران فرحا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ولكن للظروف احكام واجبة التنفيذ.
وبعد أن غاب آدم عن مرمى ابصارهم عادا لجلستهم وبدأ محمود يشكوا قساوة اخيه ولولاه لما تكبد أحد منهم كل هذا العناء..
فرد عليه قصير غاضبا_
وليش انت تستسلم لأفاعيله وتنتظر الشين منه ليش ماتسبق وتصون وليدك وتمد لخوك يد الغدر اللي دوم طايلك بيها ايش رأيك لو اجيبلك خبره ومايعاود لبيتك مره تانيه
وتعزق مرته بره دارك وتربي عياله واختك تزوجها وتفتك منها
وتعيش مع ولدك وتاخده تحت جناحك.. ليش تعيش پخوف وتتحمل الفراق وانت المظلوم.
محمود_
انت بتقول ايه ياقصير إنت عايزني اقتل اخويا وايتم اولاده منه انت عايزني ابقى مچرم
قصير_
لا ودي تاخد بتار ولدك وتحافظ على التاني من المۏت ماودي ټقتل لغرض القټل او تصير مچرم.. القصاص حق الله والمقتص موش مچرم.
نهره منصور قائلا_
ولا حرف تنطقه ياقصير إلا زهق الارواح ماتسعى فيه..واكمل وهو ينظر لمحمود وزوجته_
ادري عيبة كبيره في حق شيخ القبيله انه يطلب من ضيفه الرحيل يامحمود من غير ماياخد واجب ضيافته. على اكمل وجه لكن انت اكيد تعرف انه مايصير بحالتك اجالسكم واضايفكم لان الولد إذا شافكم ماراح يصير خير يلا خد مرتك وتوكل على الله قبل لا يعاود الولد.
اطاعه محمود وسحب عايده وتركا المكان ولكن بعد ان تركت للشيخ منصور حقيبتان أمنته ان يعطيهم لآدم.. وضعت فيهم معظم العابه وبعضا من ملابسه الثقيلة منامته المفضلة والكثير من الشيكولاته التي يعشقها ووجبة من الدجاج المقرمش التي اعدته له بيديها وهي تعلم انه حتما يشتاقه الآن فهي وجبته المفضلة التي لا يمل منها ابدا.
وكما غادرا بالسيارة تاركين روحهم هنا أول مرة انعاد كل شيئ من اول وجديد نفس لحظات الوداع القاټلة ونفس الشعور حتى الدموع نفسها
ولكن الفرق ان هذه المرة قد إطمانوا أن طفلهم اصبح بإمكانه العيش في هذه البيئة التي ظنوا انه سيهلك بها ولن يتحمل بل وبدأ يتأقلم وهذا ما جعل بعضا من الإطمئنان يتسرب إلى داخل نفوسهم.
وفي هذا الوقت كان آدم عائدا مع بقية الصبية على حصانه ومن بعيد لمح ماجعل قلبه يخفق بشدة سيارة تقف بعيدا تشبه سيارتهم ورجل وإمرأة يشبهان أمه وأبيه يقتربان منها!
نعم المسافة طويلة ولكن الإحتمال مع الشعور بقربهم منه لا يسمحان له بالتجاهل فترجل عن حصانه وأسرع نحوا السيارة وكان هذا خطأه الذي ندم عليه فهو لا يعلم لم لم يكمل المسافة بحصانه وكان سيصل أسرع! ولكن هذا ماحدث
وفي منتصف الطريق كانت السيارة تترك المكان وتغادر مبتعدة
لم ينادي هذه المرة ولم يبكى بل ظل ينظر للسيارة المبتعدة بأنفاس متلاحقة وڠضب مكتوم فحتى لو كانا أمه وأبيه لن يستجدي منهم محبة
وأنهم لو كانا يريدانه لانتظرا.
فعاد إلي حيث يقف بقية الأطفال ووقف معهم شاردا وفور رجوعه معهم لخيمته رأي الحقيبتين..
فأسرع يفتحهم دون أن يخبره احد انهما له فهو يعرفهم جيدا.
وتأكد من ظنونه حين رأى مابداخلهم فالتف حوله الأولاد بفضول حتى يرون مابداخل الحقائب!
وكم اذهلتهم الالعاب الغريبة التي كان يخرجها فهو شيئ جديد عليهم فهم لا يعرفون الالعاب!
واخيرا اخرج وجبة الدجاج التي عرف على الفور أنها من صنع يد أمه والتي رائحتها جعلت لعاب الاولاد جميعهم يسيل
ففتحها واعطاها لهم بكاملها وأبي أن يتذوق ماصنع باليد التي افلتت قبضتها منه وتركته غارقا في رمال الصحراء يعاني بلا رحمة منها ولا رافة
وترك الخيمة وغادر للهواء الطلق كي يبكي بعيدا عن الجميع فهو بات يعرف جيدا أن دموع الذكور إذا نزلت تحط من شأن صاحبها ويصير اضحوكة الجميع.
إقترب منه قصير ولما رآه يمسح عبراته اردف له_
ويش فيك ياولد عمرك شفت رجال يبكي انهض وامسح عيونك قبل لا حد يشوف الدمع فيهم دمعة الزلم ټموت في ارحام محاجر العين ماتنزل
حتي ولو الشوق مزع القلوب وتلفها تلف بوك وامك هيعاودو قريب شد حيلك وتعلم كل شي