رواية ابيض واسود الفصل العشرون بقلم مني محمود بركات

كلها مسأله وقت مش اكتر
ونجيب منين الوقت دا نروح فين بس
بيت ابنك موجود اي نعم هي شقه مش فيلا بس تحت امرك طبعا لحد ما كل حاجة ترجع أصلها من تاني
بجد!!! انت يا مهاب مستعد تاخدنا شقتك كلنا 
هو حضرتك مستغرب كدة ليه مش فاهم 
اصيل يا بهاء اصيل يا بني
تسلم يا بابا ممكن اطلع ل مهاب 
اتفضل يا حبيبي اكيد اتفضل
طلع بهاء وخبط علي الباب خبطتين وبعدين دخل كانت سوزي قاعدة جمب مهاب علي السرير حضنه ايديه ودموعها نازله في صمت اتكلم بهاء بحرج وصوت واطي
ممكن اطمن علي مهاب 
هزت راسها من غير كلام قرب بهاء من مهاب وقعد علي الكرسي اللي جمب السرير وعينيه دمعت من منظر اخوة اللي كان جارح نفسه كزا چرح بسبب حاله الهياج اللي كان فيها كان خاېف رؤيته تتحقق اول مرة ېخاف من الرؤيه اللي بيشوفها واول مرة يكره الهبه اللي طول عمره فخور بيها مكنش متوقع أن دا يكون احساسه تجاه أهله اتفاجا بكل المشاعر دي جواه ومش فاهم دا صح ولا غلط قاطع صوت تفكيره مع نفسه صوت سوزي
تعرف يا بهاء ... مهاب دا ابني مش ابن اخويا لا ... لما اتجوزت زمان وكل الدكاترة أكدوا اني مستحيل اخلف وقتها مهاب كان لسه عنده ست شهور تقريبا ... لاقتيني بقرب منه وبعوض حرماني من الأمومة معاه ... كنت مسؤوله عن كل حاجة تخصه... سره كله كان معايا ... مهاب مش بس ابني دا فرحة قلبي وحبيبي والسبب اللي عايشه عشانه ... لو جراله حاجة أنا ھموت والله همووووت
هيبقي كويس والله كلنا جمبه مش هنسيبه ابدا هيبقي كويس
بعد مرور ٣ ايام الساعه التاسعه مساء في واحد من أكبر البرامج الحوارية في مصر كانت المذيعه مها علام الاعلي اجرا والاجراء بين أبناء مهنتها بتتكلم في بدايه حلقتها الاسبوعيه
الخير والشړ وجهان لعمله واحدة جمله كلنا سمعناها كتير من زمان وهي بتتقال بس يا تري كلنا فاهمين معناها وأبعادها 
كل انسان مننا بيتولد وهو جواه الابيض والأسود مع مرور السنين نسبه كل لون منهم بتحدد لحد ما الشخص بيبان اي الاطغي جواه الابيض الا الاسود
بس الاعتقاد الخاطئ بقا أننا نفكر أن طالما الإنسان دا اتحدد اللون اللي طاغي عندة بالابيض أن الاسود اللي جواه اتمحي اتردم عليه بالبلدي كدة ... لان الاسود بيفضل مكبوت جوانا وسهل اوي أنه يسيطر ويحول شخصياتنا تماما
كان مرة صادفت چريمة قتل لأسباب تافهه جدا كام مرة شوفت فيديو ل خڼاقه طرف فيها مصمم ينهي حياه الطرف التاني كام مرة سمعت أن فلان اللي انت تعرفه ابو قلب ابيض وحب لكل الناس قتل أسرته مثلا بالكامل لا وكمان مثل بجثتهم كام مرة قريت عن الأهالي اللي قتلو أبناءهم أو الأبناء اللي قتلو اباءهم 
كل الناس دي كانت ناس عاديه جدا بتمارس حياتها زي وزيك بالظبط بتعمل خير وبتحب اللي حواليها ومرة واحدة انقلبوا للنقيض تماما
الطب النفسي قالك اي بقا قالك أن في جزء منهم الشړ موجود جواه وحبه للازيه فطري موجود بس هو كان بيقاومه لحد ما مقاومته ضعفت والجانب الشرير قدر يسيطر عليه
وجزء التاني منهم هو خير بالفطرة لكن كتر الضغوط والكبت هي اللي حولته ل شخص عڼيف وبيكون عڼف وليد اللحظة فقط وبعدها الشخص بيفوق وبيحس بالذنب والندم