رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل التاسع بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل التاسع.. تائهة
استعاد نفسه رغم انه مازال يشعر پألم قلبه لكنه تجاهله مؤقتا كي يستطيع الظهور طبيعيا أمام والدته التي سريعا ما يتآكلها القلق عليه ففرد ظهره وهو يزفر انفاسه بقوة قبل أن يغمض عيناه لبرهة مستعيدا ثباته وما إن شعر أنه أصبح بخير قليلا حتى تحرك للداخل بخطواته التي بدت مختلفة رغما عنه بدت أقل ثقة وأقل ثباتا فخطوات الإنسان تتأثر بشدة بما يجول في عقله كلما كان عقلك صافيا ونفسك هادئة بدت اكثر ثقة وحماس وكلما كنت شارد العقل في أمر ما كانت خطواتك مترددة وهنة ابتسم ثغره ابتسامة بالكاد ترى ما إن وجد نظر والدته مسلط على مكان دخوله بادلته الابتسامة بحنان وقد انخدعت بابتسامته الظاهرية لتهتف بحب
اقترب منها مقبلا جبهتها بحنانه المعهود معها قبل أن يجيبها بهدوء
_ كان عندي شغل كتير يا حبيبتي.
تنهدت بعدم راحة لماهية عمله ولكن لقد فعلت كل ما يمكن فعله لتتأكد من طبيعة عمله سألته عدة مرات وكانت ترى الصدق في اجابته حاولت أن تلاحظ أي شيء يثير شكها ولكن لم تجد يذهب لعمله في التاسعة صباحا ويعود في التاسعة مساء مواعيد عمل مثالية! ماذا سيثير شكها اذا!
_ ربنا معاك يا حبيبي.
جلس بجوارها على المقعد وهو يلقي بتحية باردة لوالده
مساء الخير يا بابا.
وبنفس البرود كان يجيبه
وحل الصمت بينهما لا يتخلله سوى أصوات اصطدام المعالق بالطعام من فنية لأخرى ولطالما كان دوما تجمعهم هكذا ليس على الطعام فحسب فأي تجمع لهم لا يخلو من الصمت الطويل وكأنهم فقدوا لغة الحوار فيما بينهم وهم بالفعل كذلك.
ابتلع ما في فمه بصعوبة لا يشعر انه بخير بتاتا من كثرة ألم صدره يشعر بصعوبة بالغة في مضغ الطعام أو بلعه رفع كفه في الخفاء يمسد جانب صدره الأيسر پاختناق آثار حنقه لا يعلم ما يجب عليه فعله كي يزول هذا الاختناق الغاشم عنه التواء طفيف في عضلة فكه الأيسر أنبئت بتألمه وقد غص في طعامه من كثرة اختناقه سعل بخفة عدة مرات متتالية قبل أن يلتقط كوب الماء يتناوله بنهم وكف ليلى يمسد على ظهره بقلق بعدما انتبهت لحالته وهي تقول
انتهى من تناول الكوب ليضعه رافعا كفه يمسح به على وجهه ليزيل عرقه الذي غزاه من الاختناق وزفر أنفاسه بقوة قبل أن يبعد كفه ينظر لوالدته بابتسامة باهتة يحاول طمأنتها
_ انا كويس متقلقيش.
استمع إلي صوت حسن الساخر وهو يقول بينما ينظر لملامح ليلى القلقة
_ ده شرق ماخدش رصاصة! ليه كل القلق ده كأنه طفل!
امتعضت ملامحها وهي تجيبه
_ محدش طلب رأيك.. ابني اقلق عليه من الهوا الطاير ولا فاكرني عديمة الاحساس زيك.
رفع مراد حاجبيه ساخرا من وصلة القڈف بالكلمات التي ستبدأ للتو بينهما لينهيها قبل أن تبدأ وهو يقول بسأم
التزما الصمت حين لاحظا ملامحه الممتعضة بضجر ليستكملا طعامهما بصمت بينما نهض هو وهو يقول
_ عن اذنكم هطلع انا ارتاح محتاج انام.
نظرت ليلى له بقلق تسأله
_ هتنام دلوقتي الساعه لسه مجاتش ١٠!
مال عليها بقامته يهمس في أذنها
_ عشان ساعتين وهصحى.
ضيقت حاجبيها بعدم فهم لجملته فهمست له
_ ليه!
وبمغزى كان يجيبها بنبرة توارى خلفها الكثير من الألم
_ النهاردة ٢٩ يا ماما.
تصلبت معالهما لوهلة قبل أن تترقرق في عينيها الدموع وهي تعاتبه
_ برضو يا