رواية عقاپ إبن البادية المقدمة بقلم ريناد يوسف
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
توقف بالسيارة أخيرا بعد سفر طويل على طرقات وعرة مارا بصحراء سيناء الشاسعة إلى أن وصل لهذا المكان لهذه البادية القابعة وسط محيط من الرمال الذهبية التي تشبعت بحرارة الشمس حتى بدأ الوهج يخرج من جوفها.
ترجل من السيارة ثم أمر من فيها بالنزول قائلا
يلا يا عايده انزلي ونزلي آدم.
فتحت السيدة باب السيارة وترجلت هي والصغير صاحب الخمس سنوات. وما إن وضعوا أرجلهم على الرمال حتى أخذت السيدة تتلفت حولها بقلق ودب الړعب في أوصالها لما تراه حولها
فقالت بصوت خائڤ
محمود ايه المكان ده هو معقول فيه ناس عايشين هنا لا لا يا محمود أنا مش موافقة. يلا بينا نرجع خلينا نسيب البلد بحالها ونسافر بره خلينا ناخده ونمشي خالص ولا اننا نعمل فيه كده.
عايده إحنا اتفقنا على كل حاجه من زمان خلاص يا عايده انتهى وقت النقاش.
ودلوقتي يلا اتفضلي قدامي.
نظرت عايده حولها مرة أخرى ثم نظرت إلى صغيرها في شفقة بالغة وقالت في نفسها
لله الأمر من قبل ومن بعد... منهم لله.
قالتها ثم تقدمت ممسكة بيد الطفل الذي كان يطالع المنطقة من حوله مبتسما فهذه التضاريس جديدة عليه كليا. فها هو يرى الرمال التي كان يراها فقط على تلفازه في أفلام الكارتون
استمرا في التقدم ببطء وصعوبة بسبب الرمال إلى أن وصلا خيمة كبيرة تليها مجموعة خيام أصغر منها متوزعة على جوانبها بعشوائية. وعلى مسافات من بعضهم البعض.
ويا للعجب الذي أخذ آدم حين رأى أطفال يلعبون
يلحق أحدهم الآخر يطوفون حول أشجار النخيل ومن الجمال الكثيرة منها الواقف ومنها النائم
ماما شوفي.. هورسس أند ألوت اوف انيمالز
لتنظر أمه في اتجاه إصبعه الصغير فتجد خيولا مصطفة بجوار بعضها البعض تأكل وأغناما وماعزا كبيرة وصغيرة متفرقة في أنحاء المكان وكلابا تجري خلف الأغنام المبتعدة فتعيدها وتمنعها من الابتعاد أكثر.
وفي الجانب الآخر نساء تجلس أمام قدور سوداء وضعت فوق بناء طيني صغير يسمى موقد وتحتها قطع من الخشب ېحترق لطهوا الطعام. وأخريات ذاهبات نحوا البئر حاملين جرارا فوق رؤوسهم.
وقف محمود في مكانه وهو يرى رجلا بدويا يتقدم منه سريعا وكان