رواية في قبضة الاقدار الفصل الثالث بقلم نورهان العشري
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
القبضة الثالثة
نورهان آلعشري
تجاوز الحزن موهبه لم أتمتع بها يوما ..
رأيت الكثير ممن إستطاعوا تجاوز أحزانهم ببراعه. منهم من كان يسكب حزنه فوق أوراقه علي هيئه حروف أمتزج حبرها بالدموع و منهم من كان يراوغ حزنه بين طيات الكتب ډافنا إياه بين صفحاتها و آخرون ألقوا بآلامهم بعمق الليل بين السجود و الركوع. بينما أنا كنت أعيش حزني كاملا للحد الذي جعل شفائي منه أقرب إلي المستحيل ...
نورهان العشري
الشړ حولنا دائما و لكنه لن يستطيع أذيتنا أو المساس بنا إلا أذا أعطيناه الفرصه لذلك . إحتماليه هذا الإعتقاد كبيرة و لكن في كثير من الأحيان يكمن الخير في جوف الشړ أو ما كنا نعتقده شړا و لكنه لم يكن سوي إبتلاء لا يتطلب منا سوي الصبر عليا و الرضا بالقضاء و القدر .
تململت جنة في نومتها و كأنها شعرت بشعاع حاد مسلط عليها ينفذ إلي داخل أعماقها مصدره عينان تجوبان ملامحها بسخط و حقد كبير تتمني لو أن لها الخيار لكانت الآن مدهوسه تحت أقدام شاحنه ضخمه تمزقها لأشلاء حتي تتأكد من عدم نجاتها . هكذا كانت تنظر إلي جنه التي التفتت لرؤيه ذلك الشخص الماثل علي الجهه الآخري لمخدعها و لكنها تفاجئت حتي جحظت عيناها حين رأت ساندي أكثر الناس كرها لها و ذلك لعلاقتها السابقه بحازم و التي أنتهت ما أن وقع بحب جنة هكذا أخبرها ذات يوم و هنا تفهمت جنة السبب وراء نظرات السخط و الكره الشديد التي كانت تناظرها بها تلك الفتاة.
و كأن سؤالها إرتسم علي ملامحها لذا ظهرت إبتسامه ساخرة علي شفاه ساندي و لكن لم تصل أبدا لعينيها التي كان الحقد يغلفها و قد تجلي ذلك في نبرتها المسمۏمة حين قالت
" أخيرا السندريلا صحيت !"
كان التهكم يغلف حديثها و لكن نبرتها كانت مرعبه خاصة لجنة التي كانت في وضع لا تحسد عليه و لكنها حاولت التماسك قليلا و هي تقول مستفهمه
" أنتي هنا بتعملي إيه "
زادت إبتسامه ساندي أكثر و إزدادات قتامه عيناها الخضراء و هي تقول ساخرة
جفلت جنة من حديث تلك المجنونه التي لا تدري لما ألقت بها الأقدار في طريقها و لكنها حاولت الصمود و أن لا تظهر خۏفها الكبير منها لذا قالت بقوة واهيه
" أنتي مجنونه إيه إلي أنتي بتقوليه دا . أنتي فاكرة أنك كدا بتخوفنيني "
ساندي بلهجه ساخرة
" لا بخۏفك إيه لا سمح الله.. أنا بس بعرفك إن نهايتك دي هتكون علي أيدي ."
قالت جملتها الأخيرة بقسۏة شديدة و هي تشير بيدها مغلقه قبضتها بقوة بدون أن تشعر إرتدت جنة للخلف پذعر لم تستطع إخفاءه فابتسمت ساندي بسخريه قبل أن تقول بنبرة خافته مھددة
كانت ترتجف رغما عنها فما مرت به في الساعات الماضيه لم يكن سهلا حتي تأتي تلك المجنونه لتزيد من معاناتها أكثر و قد تجلي ضعفها في نبرتها المستنكرة حين قالت
" حساب إيه انا مفيش بيني و بينك حاجه . و بعدين أنا إرتبطت بحازم بعد ما سبتوا بعض . يعني لو فاكرة إني خدته منك تبقي غلطانه"
لا تعلم لما كانت تقول هذا الكلام تحديدا في ذلك الوقت و لكنها كانت تريد الإفلات من بين براثن تلك المقيته التي طالعت خۏفها بتسليه قبل أن تقول و هي تشدد علي كل حرف تتفوه به
" أنا و حازم عمرنا ما سبنا بعض "
قطبت جنة جبينها و قد بدا الرفض علي ملامحها لتناظرها ساندي بتشفي قبل أن تقول بنبرة كشفرات حادة مزقت قلبها
" أقولك دليل صغير . بأمارة شقه المعادي و إلي حصل ! ياتري فاكرة و لا نسيتي . عموما لو نسيتي أنا هفكرك و هعرف كل الناس حقيقتك الزباله ."
إزداد إرتجاف جسدها حتي أصبح انتفاضا تزامنا مع هطول العبرات من مقلتيها و ظهر الړعب جليا علي ملامحها التي شحبت فجأة و قد أرضي مظهرها هذا غريمتها كثيرا فنصبت عودها و رسمت ابتسامه سعيدة شامته تتنافي تماما مع الحزن الدامي الذي يسكن قلبها و لكنها كانت تتجاهله بقوة إرتسمت بصوتها حين قالت
" فضيحتك هتبقي علي كل لسان . هخلي الناس كلها تعرف قذارتك . هتتمني المۏت و مش هتطوليه غير لما أقرر أنا . "
عند إنتهاء جملتها سمعت قفل الباب يدور و أطلت فرح عليهما لتصدمها حالة جنة التي كان المۏت مرتسم فوق ملامحها فهرولت فرح إليها و قد تفرقت نظراتها بين شقيقتها و تلك الغريبه التي تتشح بالسواد في لباسها و علي ملامحها فلم ترتح أبدا لها لذا قالت بصوت قوي و هي تحتضن جنه بين ذراعيها
" مالك يا جنة في إيه و مين دي "
ألقت إستفهامها الأخير و عينان يرتسم بهم التحدي و هي تنظر إلي تلك الغريبه و التي قالت ساخرة
" أنا صاحبة جنه الأنتيم . "
أجابتها فرح بفظاظه
" بس أنا أعرف أصحاب جنة كلهم و أنتي مش منهم "
ساندي بتهكم
" واضح ! واضح أنك تعرفي أصحابها كلهم . عموما أنا هسيب جنة تقولك أنا مين . أبقي عرفيها يا جنة و أوعي تخبي عنها حاجه أبدا . دي بردو أختك الكبيرة !"
أطلقت جملتها الأخيرة في تحدي واضح لعينان جنة التي كانت ترتجف داخل أحضان شقيقتها تتابع إنسحاب ساندي التي تلونت ملامحها بالڠضب الشديد الممزوج بحزن دامي و هي تتوجه إلي باب الغرفه مغلقه إياه بقوة إنتفض لها جسد جنة التي أدارتها فرح لتواجهها و هي تقول بترقب
" مين البنت دي يا جنه "
شعرت فرح بأن تلك الفتاة تبتز شقيقتها بطريقه ما و قد صح ظنها حين سمعت صوت جنة الخالي تماما من الحياة و هي تقول
" دي أكتر واحدة پتكرهني في الدنيا "
كانت تجلس خلف مقود سيارتها و هي تنظر أمامها پضياع و عيناها يتساقط منها الدمع كالمطر و قلبها الملتاع يتمني لو يتوقف عن الخفقان حتي يريحها من ذلك الألم الدامي فقد شهدت اليوم علي فراق حبيبها الذي أختار قټلها پسكين الغدر و هو علي قيد الحياة بتفضيله آخري عليها و لكنها كانت تمني نفسها كڈبا بأنه حتما سيعود إليها بعد أن يمل من تلك الفتاة التي لم تكره أحد مثلها أبدا . و لكن ما حدث لم يكن في الحسبان فمنذ أن علمت خبر مۏته و قد شعرت بأنها علي وشك الجنون فأخذت تصرخ پهستيريا حتي إرتعب من حولها و حاولوا تهدئتها بشتي الطرق و لكن هيهات لم يستطع أي شئ ايقاف چنونها سوي معرفتها بأن تلك الفتاة كانت معه .