رواية وبها متيم انا الفصل السادس والعشرون بقلم امل نصر
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل السادس والعشرون
بعشق تملكها حتى تغلغل في الأعماق وصار يجري في عروقها كمجرى الډم تحيا به وقد أضحى النفس الذي تتنفسه عبير الروح التي ارتقت بعشقه لتصبح امرأة أخرى تليق برجل مثله يبهجها ولو ابتسامة صغيرة تعلو ثغره ويحزنها ألا تكون هي السبب بها
ما أصعب هذا العشق حينما يعجز المحب عن إسعاد المحبوب بما يستحق ويتمنى
هذا ما كانت تشعر به نور في وقفتها الان بوسط الدرج تراقب زوجها المنشغل دائما على حاسوبه حتى في وقت استراحته بالمنزل لكم الأعمال التي لا تنتهي معه في جلسته بوسط البهو الكبير على اريكته الاثيرة وأبناء شقيقه يلعبن من حول بألعابهم ويشاكسنه بالعبث بأشياءه كعلاقة المفاتيح والهاتف وهو بكل ود وروية يجيب عن أسئلتهم التي لا تنتهي رغم انشغاله وكأنه يعوض الأطفال ولو قليلا عن غياب أبيهم عنهم
حاضر من عيوني يا إياد تكبر انت بس ويشتد عضمك وانا ليك عليا اجيبلك أحسن عربية
طب وانا يا عمو هتجيبلي واحدة كمان
قالها الطفل الاخر والذي كان منشغلا باللعب على الهاتف وكان رد مصطفى بحزم لا يخلو من اللطف
هجيبلك اللي انت عايزه بس لما تخف من اللعب شوية ع التليفون انت قولت شوية صغيرين واحنا دلوقتي عدينا النص ساعة
بتذمر وسخط اعتلت الملامح الصغيرة هتف زياد
ما انا اعمل ايه بس يا أنكل ماما مانعة عننا العاب البلاي ستيشن بقالها كام يوم وشايلة مننا التليفونات بتاعتنا بصراحة بقى زهقت
سأله مصطفى بانتباه وقد ترك ما يعمل عليه فجاء الرد من الطفل الأكبر
أنا اقولك يا عمو اصلها كذا مرة تنبه علينا نبطل نتصل ببابا بس زياد ما بيسمعش الكلام بيتصل بيه وبيبلغه كل حاجة حصلت معاه في اليوم بتاعه
قاطعه مصطفى بسؤاله الاخر وقد اعتلى الڠضب ملامحه
طب وانت يا إياد ما بتتصلش انت كمان ولا هو واخد العقاپ لوحده
لا يا أنكل انا كبير على اني اتصل بيه كل شوية زياد واخد العقاپ لوحده بس انا ماما مضيقة عليا وبتديني الفون لما بطلبه منها بس وتعرف انا عايزه في ايه!
الكلمات العفوية من الطفل جعلت مصطفى يتناسى ما كان يعمل عليه ليزداد تجهمه بحالة من الشرود في هذا الأمر البغيض بغياب شقيقه عن ابناءه وزوجته والتي من الواضح أن البرود الذي تدعيه أمامهم جعله يغفل عن الشعور الحقيقي لامرأة يهجرها زوجها وهو بنفس المدينة معها حتى لو كانت هذه المرأة هي ميسون العرق التركي المتأصل بعنجهية متوارثة تجعلها تتعالى حتى عن إظهار ما يعتمل بصدرها
صدرت بقوة جعلته ينتفض مجفلا ليرى انفجار ميسون هذه المرة على الطبيعة وقد تخلت عن الواجهة الباردة لتخطو نحوهم پغضب وتختطف الهاتف من يد ابنها قائلة بتوبيخ متعمد
انا مش منبهة إن مفيش لعب في الفون غير بمواعيد منظمة مني انا شخصيا ولا انت قاصد تكسر تعليمات مامتك
ألقت الهاتف پعنف على الاريكة التي كان جالس عليها مصطفى لتحدجه باتهام مقصود مما اضطره للرد
في إيه يا ميسون دول يدوب عشر دقايق اخدهم الولد بس في اللعب ما انت منعاه بقالك أيام ومحدش اعترض
مقارعته لها باعتراض واضح أمام أبناءها ارتد بأثره عليها لتكفهر تعابيرها ويعلو صوتها ولأول مرة بوجهه وپغضب مكبوت
عشان محدش له حق فيهم قدي أنا امهم واخاڤ عليهم من تأثير الحاجات دي ولا انت متعرفش بخطۏرة الأجهزة دي على