رواية صرخات انثى الفصل الرابع بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
وهي تتابعه وقالت ضاحكة
_خليه كده على الأقل تبقى محتفظة بالبقايا الأخيرة من عربيتي المرحومة.
تعمق بالتطلع لعينيها وقال ببسمة واثقة
_على فكرة عجلة عربيتك عطلت بفعل فاعل.
ابتلعت ريقها بارتباك ودنت منه تتساءل پخوف
_قصدك أيه هما اللي عملوا كده عشان ېقتلوني!
تمردت ضحكاته الرجولية فنفى ذلك مرددا
التقطت أنفاسها براحة غادرتها حينما استطرد
_أنا اللي عملت كده.
برقت بعينيها پصدمة
_إنت! طب ليه
ترك آدهم المنديل عن يده ثم مال برأسه إليها يهمس
_كانت نيتي أشوفك على الطريق وأقف أصالحلك العربية وبعديها تعزميني في مكان على قهوة أو على الأقل تخدي رقمي وتشكريني حاجة شبه الأفلام كده بس صدقيني مكنتش أعرف إن الكلاب دول مش هيلاقوا غير الوقت اللي هقابلك فيه ويهاجموني.
_مش خاېف أقول لراكان أنك بتحاول توقعني
اتسعت بسمته وهو يجيبها دون مبالاة
_أنا مبخافش من حد يا شمس.
وبجدية تامة تناقض نبرته قال
_إنتي نقية وتتحبي بجد عشان كده هقولك إبعدي عن راكان يا شمس ميستهلكيش.
كادت بسؤاله لماذا يخبرها تلك الكلمات ولماذا يحاول التقرب منها فقطعها صوت أخيها المنادي بلهفة
_طمنيني حصلك حاجة
هزت رأسها نافية وقالت وعينيها تجوب آدهم
_خرجت من المكان بفضله.
تركزت نظراتهما عليه فتعرف عليه عمران فقد رأه أكثر من مرة برفقة راكان فقال
_مش إنت آدهم الحارس الشخصي لراكان.
نهض عن مقعده يشير له بهدوء فصافحه عمران بامتنان
_مش عارفين نشكرك ازاي حقيقي جميلك ده مش هننساه أبدا.
_مفيش داعي للشكر يا باشا ده واجبي.
رد عليه علي ومازال يحتضن شقيقته
_ربنا بعتك بالمكان ده بالوقت المناسب.
وتساءل بفضول
_بس ازاي ده حصل فهمني.
خطڤ آدهم نظرة سريعة لشمس قبل أن يجيبه بذكاء
_في الحقيقة أنا السبب في اللي حصل عربيتي سخنت ودخنت بشكل مخيف وقفتها ونزلت أشوف في أيه فلقيت الامور ساءت وعلى وشك إنها ټنفجر.. وللأسف كانت شمس هانم عربيتها عطلانه وعلى بعد قريب مني فنبهتها للموضوع وبعدنا عن المكان والحمد لله مفيش حد اتأذى.
_الحمد لله أنا روحي راحت لما جت المكالمة دي لعمران لو كانوا اتصالوا بالبيت كانت فريدة هانم جرالها حاجه.
ربت عمران على ظهر شمس بحنان
_جت سليمة الحمد لله.
ابتسمت شمس وهي تنصاع لذراعه التي تتلقفها بعيدا عن علي لاحضانه هو فهمس لها عمران بتسلية
_فريدة هانم هتعاقبك بحرمان دائم من العربيات طول حياتك.
_مين اللي هيقولها!
رفع يده ببراءة
_أنا مش هتكلم في سبيل أنك متفتحيش بوقك ولا تفتني عليا في أي کاړثة جاية هرتكبها علوى اللي جنبك ده اللي لسانه فالت أمني عليه بس للأسف مالوش لوية دراع ولا حاجة تساوميه عليها.
راقب آدهم حديثهما ببسمة هادئة وخاصة حينما صاح علي بحزم
_أنا مش جبان زيكم.. عموما لينا بيت نتساوم فيه.
واستدار يقف قبالة آدهم يصافحه من جديد وتلك المرة عينيه تقابله وجها لوجه فقال وهو يضيق نظراته تجاهه
_هو أنا ليه حاسس إني شوفتك قبل كده على ما أعتقد بمصر!
لم تتلاشى بسمة آدهم وأجابه بثبات
_جايز أنا نزلت مصر أكتر من مرة يمكن حالفني الحظ إني قابلتك ولو حصل واتقابلنا تاني هنكون عارفين بعض.
ابتسم لرتابة حديثه وقال
بوداعة
_إن شاء الله.. بشكرك لتاني مرة.
ودعهما آدهم ووقف يراقبها وهي تصعد برفقة علي للباب الخلفي من سيارة عمران فما أن صعدت حتى طلت عليه بنظراتها عبر النافذة كأنه تودعه على استحياء تاركة البسمة تشدو على وجهه الجذاب.
وضعت المال على الطاولة فتلقفه الشابين الجالسان من أمامها لتؤكد عليهما وهي تنفث دخان سېجارها
_ستفعلان ما طلبته منكما غدا بحفل ليام وإميلي.
وعادت تكرر تنبيها الحازم
_واحرصا على أن تنجزان مهمتكما والا لن أدفع لكم دولار واحد بعد الآن.
ووضعت يدها بحقيبتها تخرج لهما صورة الفتاة وبطاقة دعوة ثم ألقتها على الطاولة أمامهما وهي تستطرد
_تلك هي بطاقة الدعوة لدخول الحفل وغدا ستكونان بالموعد المحدد وستنتظران مني إشارة.
هز رؤسهما وغادروا معا بينما نفثت هي دخانها وهي تردد ببسمة استمتاع
_حسنا مايسان فلنري من منا ستنتصر بتلك المعركة أنا أم أنت!