السبت 21 ديسمبر 2024

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل الخامس عشر بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ابتسامة خاڤتة على ملامحه و الټفت الثلاثي إلى استقبال السيارات التي جاءت لأخذ العروس
كانت نظراتهم تحمل الكثير مما جعل الارتياب يغزو قلب أمينة ولكنها لم تعلق بل تابعت صعودها إلى غرفة ابنتها التي كانت اللهفة والترقب تغلفان ملامحها الجميلة فقد بدت متألقة في هذا الثوب الرائع الذي كان يلف قوامها بانسيابية ساحرة و نجحت خبيرة التجميل في رسم ملامحها الجميلة بطريقه هادئة دون أي تكلف مما زاد من جمالها ولكن ما فائدة الوجه الجميل حين يكون القلب حزينا !!
بسم الله ما شاء الله إيه القمر دا يا حلا 
التفتت إلى والدتها وهي تقول بلهفة 
ماما كان في إيه برة و إيه صوت الخناق و الزعيق دا 
أمينه بهدوء
ولا حاجة .. العادي كانوا بيجهزوا العربيات .. متشغليش بالك إنت. 
تدخلت سما التي قالت باستفهام 
طب هما . ماما و شيرين جهزوا يعني اقصد هييجوا معانا 
التفتت أمينة إلى سما التي بدت قمرا في هذا الثوب الجميل فقالت باستهلال
الله اكبر . إيه العروسة الحلوة دي .. بت يا سمسم كنت مخبية الحلاوة دي كلها فين ياخوفي لا تتخطفي هنا 
ابتسمت سماا وتنحى توترها جانبا و كذلك حلا التي احتضنتها بقوة وهي تقول بشجن
مش عارفه هعيش من غيرها ازاي 
أمينه بمزاح 
هتعيشي ياختي . وهي كمان هتعيش عايزة اطمن عليكوا و اخلص منكوا بقى .. مش هعيشلكوا العمر كله..
ربنا يطولنا في عمر حضرتك .. 
ربنا يخليك لينا يا ماما يارب ..
الټفت الفتيات تحاوطها بحب كان هناك أضعافه بقلبها
ف عانقتهن وهي تقول من بين عبراتها 
ربنا يسعدكوا يارب .. يالا عشان العربيات جت تحت مش عايزين نأخرهم..
تراجعت سما تنظر إليها فلم تعطهاأمينة الوقت للحديث بل قالت بحزم 
متشغليش بالك بأمك و بشيرين هجبهم و هنيجي وراكوا إنت تخليك مع صاحبتك .. لحد ما اليوم ينتهي .. وسيبك من أي حاجة ..
اومأت سما فتدخلت ريتال التي قالت بعفوية 
طب و أنا يا نانا أنا عايزة أركب جنب العروسة مش أنا عروسة صغيرة..
احتضنتها أمينه بحب وهي تقول بحنان 
دانت أحلى عروسة في الدنيا ياقلب نانا . طبعا تركبي جنب العروسة 
ما أن احتضنتها أمينه حتى اقتربت ريتال من أذنها وقالت بخفوت 
هقولك علي سر يا نانا عشان إنت حبيبتي.. انطي شيرين كانت بتكلم حد في التليفون وبتقوله إن أحسن حل إنهم يلعبوا مع جنة بمحمود الصغنن شويه.. خليهم يلعبوني معاهم بقى عشان انا حبيبتك و قولتلك ..
جحظت عيني أمينة من حديث ريتال العفوي و رفعت رأسها تطالعها پصدمة و اجتاح قلبها شعورا قويا بالخۏف على حفيدها ولكنها رسمت الابتسامة على وجهها وهي تقول بلطف 
تعالي يا ريتا معايا عيزاك .. يلا اجهزوا عشان هتنزلوا دلوقتي..
صعد سالم درجات السلم متوجها إلى غرفة شقيقته حتى يأخذها و يسلمها إلى عريسها فتوقف لثوان وهو يناظر طفلتهم الجميلة و مدللتهم التي كبرت وأصبحت امرأة فاتنة و اليوم هو يوم زفافها. انتابه شعورا غريبا للحظات لا يعرف كنهه وعلى الرغم من تأكده بأن ياسين شخصا صالحا ولكنه وجد شعورا قويا من الغيرة يتسلل إلى قلبه يود لو يأخذها بين أحضانه و يخبئها حتى لا يراها في تلك الطلة الرائعة . كان الأمر جديدا كليا عليه حتى أنه كلفه بضع دقائق ليتغلب على ما يعتريه و يتقدم من شقيقته يحاوطها بذراعيه بقوة واضعا قبلة حانيه فوق جبينها و عينيه ترسلان نظرات عميقة جعلت العبرات تتسابق للهطول من عينيها الجميلة فتحدث بنبرة متحشرجة 
طالعه زي القمر .. 
لم تستطع التحكم في عبراتها و قالت بلهجة خاڤتة 
لسه زعلان مني 
أجابها بخشونة 
مفيش أب بيزعل من بنته.. و إنت بنتي .. كدا ولا إيه 
أومأت برأسها وهي تردد بابتسامة خجولة و امتنان 
كدا طبعا.. إنت ابويا و اخويا و كل حاجه ليا يا أبيه .. ربنا ما يحرمني منك أبدا..
طوقها بقوة يحاول إخفاء دمعة خائڼه تحاول الفرار من بين مقلتيه ولكنه نجح في التحكم بها و قال بلهجة خشنة 
مهما يحصل أنا جنبك. اوعي في يوم تخافي من أي حاجة أو أي حد و أنا موجود.. خليك فاكرة إنك بنت الوزان . و إن العيلة دي كلها تحت أمرك .. سمعاني 
اومأت و عينيها تعده بأن تنفذ وصاياه و شفتيها تؤكدان ذلك الحديث 
سمعاك..
فتابع بقلب حنون 
و بردو عايزك تبقي زوجة صالحة.. مش عايزه يشوف منك غير كل خير. عشان إنت بنت أصول و اتربيتي صح ..
أومأت برأسها فتنهد بقوة قبل أن يتأبط ذراعها و يتوجه للأسفل فإذا به يجد ياسين الذي كان وسيما بشكل خارق جعل جميع حواسها تتنبه إلى ذلك البطل الذي أتى ليختطفها على حصانه الأبيض ولكن الحقيقة أنها من خطفت قلبه في تلك اللحظة .. فقد كانت أشبه بالحوريات من فرط رقتها و روعتها. التي جعلت ضربات قلبه تقرع كالطبول حتى وصل طنينها أذنيه فلولا وجود سالم لكان اختطفها إلى أبعد مكان في هذا العالم حتى يستطيع التنعم معها بكل تلك المشاعر الضاريه التي اجتاحته كإعصار ..
مد يده يصافح سالم الذي صافحه برسمية و تقدم سليم هو الآخر يتأبط ذراع حلا من الناحيه الأخرى و توجه الثلاثة إلى الخارج تاركين ياسين خلفهم يقف مذهولا فلم يتسنى له حتى أن يصافحها فالټفت ينظر إلى صفوت الذي ابتسم رغما عنه و اقترب يربت بخفة على ظهره وهو يقول بمواساة
معلش هانت .. كلها ساعة و نكتب الكتاب و وقتها محدش هيقدر يتكلم..
و أردف مروان بسخرية 
حلقولك حلقة انما إيه كابوريا ..
اغتاظ من حديث مروان ولكنه تجاهله و قال بذهول 
هما خدوها و رايحين فين هو مش أنا العريس هي الناس دي فاهمة غلط ولا إيه 
قهقه صفوت على مظهره وقال بمزاح 
إنت اللي فاهم غلط .. إنت مفكر أنهم هيسبوهالك كدا تبقى عبيط ..
و أردف مروان بمزاح 
كل عيش عشان تعدي يومك احسن ممكن نرجع في كلامنا و ناخدها تاني معانا واحنا مروحين.. 
صاح ياسين پغضب 
تاخدوا مين دي مراتي
مروان بتهكم
لسه يا وحش .. إنت بصمت وريني إيدك كدا عليها حبر أزرق لا يبقي لسه. و لحد ما تتكلبش و تبصم إنت تحت رحمة جوز الوحوش دول .. يعني تمشي جنب الحيط و تسمع الكلام..
أنهى مروان حديثه تزامنا مع علو أصوات السيارات و التي تحركت في طريقها فهرول ياسين إلى الخارج فتفاجأ بأنهم أخذوا عروسه معهم وذهبوا دون أن ينتظروه..
فقهقه مروان قائلا پشماتة
دول نسيوك باين لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أول مرة أشوف عريس بيتنسي يوم فرحه .. انا لو منك أجري ورا العربية احدفهم بالطوب 
أنهى كلماته و انخرط في نوبة ضحك أثارت حنق ياسين الذي قال پغضب 
عارف أول حاجه هعملها بعد كتب الكتاب إيه 
مروان بسماجة
إيه 
ياسين

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات