رواية وبها متيم انا الفصل الثامن بقلم امل نصر
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الثامن
بداخل المكتب المتواضع بشقة صغيرة في إحدى المباني السكنية القديمة كانت شهد تمارس عملها الذي اعتادت على فعله منذ ۏفاة أبيها لتحل هي محله في كل شيء بعد أن اجبرتها الحياة على ذلك فمنذ متى كان حمل الهم اختيارا للبشر خصوصا لواحدة مثلها.
بالالة الحاسبة كانت منكفئة على احد الملفات تقيد المصروفات وأجور العمال وما تم تحصيله من مسؤلي الموقع بدقة وتركيز لتحسب المتبقي أيضا وما يتبقى لها من تحصيل وينتظرها من دفع.
صباح الخير.
انتفضت على أثرها شهد مجفلة لترمق بغيظ تلك التي توقفت أمامها مستندة بكتفها على إيطار الباب تلوح لها بالتحية بأطراف أصابعها بأناقة زادت من استفزاز الأخرى لتهتف بها
تبسمت الأخيرة لتقول وهي تخطو بداخل الغرفة حتى جلست أمامها
بس انا مكنتش بتسحب ولا بمشي على طراطيف صوابعي انتي اللي كنت مندمجة في حسبتك لدرجة انك ما انتبهتيش ليا ولا لخطوتي.
سمعت منها لتزفر مطولا بتعب قبل أن ترد عليها ببعض اللين.
معلش بقى يا ست لينا سامحيني المهم انتي نورتيني النهاردة مع ان دي مش عادتك يعني انك تتطبي فجأة كدة من غير اتصال!
تنهدت لينا هي الأخرى بتعب تقول
اعمل ايه يا ستي ما انا كمان مكنتش عاملة حسابي وهي جات معايا كدة وانا بسوق عربيتي لقيت نفسي جاية على هنا حسيت إني محتجالك اوي يا شهد.
ليه يا لينا في حاجة مزعلاكي
اجابتها على الفور
اه في يا شهد ماما!.... طارق امبارح كان عندنا وجايب معاه عريس لقطة زي ما بيقولوا كدة بيشتغل في العمل الدبلوماسي وبني ادم محترم وسيرته كويسة.....
طب ما دي اخبار حلوة يا بنتي امال......
قطعت شهد فجأة لتناظرها بغيظ بعد أن استدركت لمغزى كلماتها لتسألها بارتياب
اوعي تقوليلي انك رفضتيه او مش عاجبك
وضح جليا على وجهها الإجابة لتردف لها شهد باستياء
حرام عليكي يا لينا بجد والله حرام عليكي وعندها حق أمك تزعل انا عرفت لوحدي دلوقتي ومن غير ما تقولي مامتك الله يكون في عونها.
طب اعمل إيه انا بس يا شهد مش بإيدي يا ناس لا بدلع ولا بشوفهم وحشين بس بلاقي نفسي رافضة ومش عاجبني....
قاطعتها شهد
اه يا ختي بس كان يعجبك العيل الأهبل اللي اسمه نيازي! إنتي هتشليني يا بت
تبسمت لينا بخفة ترد
يمكن كان عاجبني عشان مختلف بس شوية شوية اكتشفت عيوبه واكتشفت تفاهتي بتعلقي بيه وفي الاخر كرهته شكلي كدة هعنس.
سمعت شهد ورفعت رأسها بعد أن توقفت عما تفعله لترمق الأخرى بنظرة حانقة ممتلئة بالغيظ لتهتف بها وهي تلوح بالقلم
تعرفي يا لينا إيه الفرق اللي ما بيني وما بينك....
هو مش فرق صحيح هو وجه تشابه.
عقدت حاجبيها لينا تطالع الأخرى باستفسار لتسألها وهي تستند بمرفقها على سطح المكتب
إيه بقى يا ناصحة
فقالت شهد
وجه التشابه اللي ما بينا يا لينا هو اننا متعوسين انا متعوسة بحظي وظروفي الزفت اللي اتحطيت فيها ڠصب عني وانتي متعوسة بدماغك دماغك هي اللي تعباكي يا حبيبة قلبي
برقت لينا بفيروزيتيها تجيب بدفاعية
لأ يا شهد لازم تبقي منصفة مشكلتي هي الحظ الزفت زيك بالظبط انتي ظروفك وانا حظي اللي موفقنيش الاقي الراجل اللي يملا دماغي فهمتي بقى