رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثامن عشر بقلم ناهد خالد
تاخده والضغط عالي كده طب هي ليه مبتفوقش
رددت الأخيرة بحزن ظهر واضحا في عينيها فأجابها بتريث
_ بصي الغيبوبة مهاش دليل أبدا على سوء وضع المړيض أحيانا بيكون سببها نفسي وأحيانا بتكون مجرد راحة تامة للجسم واوقات تانية بيكون الجسم لسه مستعادش كامل نشاطه وده غالبا وضع والدتك هي لسه جسمها مش جاهز بس هتفوق في أقرب وقت يعني يمكن في خلال يومين ان شاء الله لأن كل المؤشرات الحيوية كويسة
_ الحمد لله متتخيلش مړعوپة عليها ازاي
ابتسم لها بهدوء قائلا
_ لا الموضوع مش مستاهل كل ده الوضع ابسط من كده أن شاء الله هتقوم بالسلامة
اومأت برأسها مؤمنه على جملته الأخيرة ثم نظرت له وهي تمد كوب القهوة ناحيته وتردد بابتسامة
_ كده حلال عليك القهوة
التقطه منها وهو يهتف بمرح خفي اظهره في غيظ مصطنع
ضحكت بخفة وهي تشاركه احتساء القهوة ويتبادلان أطراف الحديث من حين لآخر
____________
مساء تحديدا في الثانية عشر منتصف الليل
وضعت الكأس من يدها وهي تنفض خصلاتها الحمراء المجعدة للخلف ومشطت المكان بعيناها الخضراء الواسعة قبل أن تنطلق نحو جهتها ألا وهو الحمام وشفتيها المكتنزة باڠراء تدندن مع كلمات الأغنية التي صدحت في أرجاء المكان حتى وصلت للحمام دلفت لدقيقة تقريبا ثم خرجت لتشهق متفاجئة حين وجدت أحدهم يجذبها من ذراعها لتصبح مستندة بظهرها على الحائط وهو مقابلها ملس بكفه على وجنتها وهو يردد بسكر
توترت وارتبكت من قربه المبالغ به لتحاول الحديث عله يبتعد
_ عديني لو سمحت ميصحش كدة انت فاهم غلط انا مليش في الحاجات دي
قالتها بارتعاش وهي تحاول الفرار من ذلك السكير الذي احتجزها بينه وبين الحائط وأين أمام حمام النساء ياله من عديم تربية!
رددها بسخرية وهو يقترب منها أكثر لتتململ في وقفتها پخوف وهي تحاول ابعاده عنها بقدر الإمكان ولسانها يردد بدموع
_ مش كل الي بيروح له في الحاجات دي بعدين انا كنت جاية مع صاحبتي بس هي مشيت ابعد لو سمحت وسبني امشي
والعكس تماما هو ما فعله حين زاد اقترابه منها ناويا تقبيلها رغما عنها ورغم تململها ومحاولاتها للفرار وقد بدأت في الصړاخ بقوة عل أحد ينقذها رغم معرفتها لاستحالة هذا فأولا صوت الأغاني يعلو صوت صړاخها بكثير فلن يسمعها أحد ثانيا حتى وإن سمعها أحد فكل من هنا سكارى لن يتقدم أحد لانقاذها وسيظنون أن ما يحدث ملاطفة من نوع خاص بينها وبين رفيقها!
_ أنت كويسة يا أنسة
رأته بصورة مشوشة وقبل أن يقترب أكثر أو أن يستمع لاجابتها كانت تسقط فاقدة الوعي بين أحضانه التي اسرعت بالتقاطها