الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار الفصل السادس بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

حديث سيجمع بينهما !
هبت فرح لمساعدة شقيقتها و صړخت أمينه في إحدي الخادمات حتي تأتي للملمه الزجاج المنثور و هي تقول بجمود 
مش تخلي بالك 
حدجتها فرح بنظرة ناريه ثم قامت بإنتزاع إحدي المناديل الورقيه من العلبه أمامها و مسحت قطرات الډماء التي أنبثقت من جرحها الذي لم يكن غائرا فاقترب منها سالم ليطمئن عليها قائلا بإختصار
أنت كويسه 
هزت جنه رأسها فيما التفتت فرح تناظره پغضب كبير لم تكبح نظارتها في إخفاؤه و تجلي في نبرتها حين قالت بجفاء
جنة محتاجه ترتاح شويه . السفر كان مرهق عليها !
هز رأسه دون حديث فيما تحدثت أمينه قائله بجفاء
الغدا الساعه تلاته أعملوا حسابكوا !
لم تجبها أيا من الفتاتين بل إن فرح لم تنظر إليها و كأن الحديث غير موجه إليهم فيما قال سالم بفظاظه
يالا عشان أوريكوا المكان الي هتقعدوا فيه 
كان الڠضب يغلف لهجته و لكنها لم تلحظ ذلك فقد كان ڠضبها يمنعها من رؤيه تلك النظرة الحادة التي حدج بها والدته و خرج دون أن يتفوه بحرف بينما تبعته فرح و من جانبها جنه التي دون إرادتها حانت منها نظرة إلي ذلك الذي يراقب ما يحدث بإستمتاع و كأنه كان يتوقع أنها ستنظر إليه فعندما التقت نظراتهم حاول جاهدا أن يحمل نظراته أكبر قدر من الإحتقار مما أدى إلي إتقاد الڠضب بداخلها و شعرت بمدي خطأها حين إتخذت ذلك القرار الغبي في المجئ إلي هنا ..
وصلوا إلي باب الفيلا و ألتفت إليها سالم قائلا بخشونه
جهزنالكوا الملحق عشان تعيشوا فيه . لحد ما تاخدوا عالناس إلي في البيت و..
قاطعته فرح بجفاء 
معتقدش أننا هناخد علي حد من إلي في البيت . لأنهم من الأول مش متقبلين وجودنا و من الواضح انك أجبرتهم يتعاملوا معانا زي ما أجبرتنا أننا نيجي هنا. 
سالم بفظاظه
مين إلي قالك الكلام دا  
فرح پغضب 
مش محتاجه حد يقولي باين أوي عليهم أنهم متضايقين من وجودنا 
سالم و هو يقوم بفتح باب الملحق قبل أن يقول بلهجة صلفه
مدام محدش قال حاجه يبقي وفري علينا إستنتاجاتك ! 
ڠضبت من وقاحته و خشونه نبرته و لكن هذا لم يكن جديد عليه و ما أوشكت علي الحديث حيث قاطعتها كلماته الجامدة
مش محتاج أقولك حافظي علي نفسك. 
كانت نظراته موجهه إلي جنة ثم تحولت إليها قائلا بفظاظه
و ياريت متشغليش نفسك بإستنتاجات وهميه ملهاش أي تلاتين لازمه !
إزدادت شعلة ڠضبها و تجلي ذلك بنظراتها الحارقه و ملامحها المستعرة و قد لون الإحمرار وجنتها فذلك المتعجرف قد تخطي كل حدوده معها و لن تتهاون أبدا معه و ستريه مع أي شخص قد عبث !
إستدار إلي الخارج و هو يقول بنبرة آمرة 
بعد ما ترتاحي من مشوارك تعالي عشان نتكلم !
جاءته نبرتها قويه توازي نبراته 
هدخل جنة ترتاح و آجي . عشان نتكلم ! 
قالت جملتها الأخيرة من بين أنفاس ساخنه ملتهبه جراء ڠضبها القاتم و قد كان ذلك الصراع يدور أمام جنة التي لم تكن في أحسن حالاتها لذا فضلت إلتزام الصمت حين رافقتها شقيقتها إلي أقرب غرفه قابلتهم حتي أنها لم تنتبه إلي معالم الغرفه حولها بل إرتمت فوق السرير و هي تطلق تنهيدة قويه خرجت من جوفها سمعتها فرح بوضوح فدثرتها بالغطاء جيدا قبل أن تضع قبله حانيه فوق جبهتها بثتها فيها جرعه من الحنان كانت في أمس الحاجه إليها .
بينما إلتفتت متوجهه إلي باب الغرفه و هي تهيئ نفسها لحرب داميه لن تخرج منها مهزومه أبدا ككل حروبها معه.
بالخارج وجدته يجلس بكل هدوء علي أحد المقاعد ينفث دخان سجائره الذي شكل خيوط رفيعه من الدخان حوله بينما نظراته كانت تطالع اللاشئ أمامه كان كمن يبدو غارقا في تفكيره حين أطلت عليه فأخذت تناظره لثوان كان وسيما بدرجه كبيرة توازي تسلطه و غروره الذان و كأنهما خلقا معه أي في تكوينه .
إستفاقت من شرودها علي نبرته الساخره حين قال
خلصتي !
جفلت من سخريته فقد ظنت أنه غير منتبه إلي تحديقها فيه و لكن أتضح لها بأنها التي لم تكن منتبهه. لذلك تنحنت بخفوت قبل أن تقول بثبات
خلصت إيه 
أرتفع إحدي حاجبيه قبل أن يقول يتهكم
يعني لما لقيتك مركزة أوي قولت أكيد بتشبهي عليا ! ماهو مش معقول تكوني معجبه بيا مثلا !
برقت عيناها من كلماته المستفزة والتي أستنكرتها بشدة إلا من خفقه مجنونه تعثرت بقلبها و لكنها حاولت أن تظل علي ثباتها و أتباع نفس أسلوبه إذ قالت بسخريه
مغرور أوي !
أبتسم بهدوء قبل أن يقول بتريث
عموما الغرور أفضل من التصنع !
حاولت مراوغته فغمفمت بخفوت 
مفهمتش تقصد إيه 
جاءت لهجته قويه و كانت نظراته مسلطه عليها بصورة أربكتها
إني أكون مغرور أفضل من إني أكون شخص متصنع بعيش دور مش دوري و بتقمص شخصيه غير شخصيتي !
شعرت بأنه لا مفر من مواجهته حتي لا يظن أنها خجله أو تخشاه لذا قالت بقوة
لو بتتكلم علي يوم ما جيتلك الشركه فعلي فكرة بقي في اليوم دا أنت فاجأتني و مدتنييش وقت كافي إني أجهز و كان لازم نتكلم في أسرع وقت قبل ما تسافر فاضطريت إني آجي علي أي وضع!
لم تفسر نظراته و لكن ملامحه كانت أكثر لينا حين قال بابتسامه شائكه
طب كويس فكريني أفاجئك علي طول بعد كدا !
دائما ما ينجح بإستفزازها . كلماته البسيطه و معانيها الغامضه التي تثير بداخلها شعور من الإضطراب فضاقت عيناها المستعرة و قالت بجفاء
ياريت بلاش كلام بالألغاز و نتكلم بصراحه !
كان يستشعر ڠضبها و تمني لو أنه يغضبها أكثر فقد كان يروقه ذلك و لكنه حافظ علي ملامحه الجامدة إذ قال بلامبالاه
الألغاز انتي إلي محاوطه نفسك بيها أما أنا شخص واضح و صريح !
هزت رأسها و قد لاحت ابتسامه ساخرة علي ملامحها قبل أن تسترجع ملامحها الجامدة و هي تقول بجفاء
تمام . يبقي خليني أتكلم انا كمان بوضوح . لما جيت و طلبت مني أن جنة تيجي تعيش معاكوا سألتك بصفتها إيه قولتلي مرات حازم و أم إبنه 
توقفت عن الحديث منتظره منه أن يعقب عليه و لكنه ظل صامتا لذا تابعت پغضب مكتوم 
الظاهر إن أنت بس إلي شايف كدا و باقي الناس إلي في البيت ليهم رأي تاني 
أجابها بإقتضاب و بملامح صارمه 
سبق و قولتلك وفري إستنتاجاتك لنفسك !
فرح پغضب 
دي مش إستنتاجات دي حقيقه إحنا عشناها النهاردة من ترحيبهم بينا إلي كان شبه مش موجود أصلا 
لم تتأثر ملامحه إنما قال بفظاظه 
بيتهيألي أنك بالذكاء إلي يخليكي متتوقعيش أفضل من كدا !
حدجته بلوم قبل أن تقول بجفاء
بالعكس لو أعرف كدا مكنتش جيت !
سالم بتقريع خفي
عشان تحكمي علي الأمور صح حطي نفسك دايما مكان إلي قدامك !
فرح بإختصار 
بمعني 
سالم

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات