السبت 23 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار الفصل الخامس بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

جملته الأخيرة و قالت بإستنكار
" سفر إيه إلي بكرة ! أنا حتي لو وافقت فعلا و سافرت محتاجه ييجي أسبوع علي الاقل عشان أجهز نفسي و أخد أجازة من شغلي مانا أكيد مش هخسره عشان أفكار حضرتك المجنونه !"
كان يعلم بأن عاصفه هوجاء ستهب ما أن يلقي بكلماته علي مسامعها و لدهشته كان يتوق لهبوبها .
إلتفت إلي الدرج بجانبه و هو يمسك بورقه بين يديه ناولها إياها تزامنا مع حديثه الهادئ حين قال
" أجازتك أتمضت خلاص تقدري تبدأيها من النهاردة!"
لا تعلم كيف تناولت الورقه من بين يديه و لكنها شعرت بأن العالم يدور من حولها حين تأكدت من صدق حديثه فرفعت رأسها تطالعه بزهول تجلي في نبرتها حين قالت
" أنت عملت كدا إزاي "
سالم ببراءه مزيفه
" عملت إيه قصدك عالاجازة يعني ! عادي صاحب الشركه في بينا بزنس كتير و مامنعش لما طلبت منه دا !"
كان عقلها في مكان آخر حيث قالت علي نفس لهجتها
" إحنا متكلمين في الموضوع دا إمبارح بالليل و النهاردة الجمعه و الشركه أجازة الورقه دي أتمضت إزاي و أتوافق عليها أمتا "
وصل إلي مركز إڼفجار البركان فأرجع ظهره إلي الخلف مستندا علي مقعده الجلدي و هو يقول بهدوء جليدي
" أتمضت إمبارح الصبح !"
برقت عيناها و هبت من مقعدها تناظره پصدمه تحولت لڠضب كبير تجلي في نبرتها حين قالت
" يعني قبل حتي ما تفاتحني في الموضوع ! دا أنت مقرر موافقتي من قبل ما أعرف ! إزاي تجيلك الجرأة تعمل كدا "
علت نبرتها قليلا فتصاعدت الأدخنة إلي رأسه فقال بلهجه جافه محذرة
" زي ما أختك جتلها الجرأة تفكر تتخلص من إبن أخويا من غير حتي ما تعرفنا أنه موجود و أنتي طاوعتيها و روحتي معاها !"
فرح بسخط
" قولتلك مكنتش أعرف ! "
سالم بفظاظه
" مش موضوعي ! كل إلي يهمني إني أحمي الحاجه الوحيدة إلي باقيه من حازم الله يرحمه "
دارت حول نفسها وقد بدأت الرؤيه تتوضح لها شيئا فشيئا و هنا توقفت لتقول بزهول و إستنكار
" آه قول كدا بقي ! أنت كنت عارف كل حاجه و خططت كويس عشان توقعنا في الغلط بالرغم من إنك عارف بالحمل من أوله لكن سبتنا عشان أكيد كنت متوقع تصرف جنة "
سالم بهدوء لم يفارقه
" حاجه زي كدا !"
رمقته بنظرات الخسه قبل أن تقول بإحتقار ممزوج بالڠضب 
" بس دي طرق ملتويه و أساليب حقېرة !"
قست ملامحه قليلا و قال بفظاظه و جفاء
" هعمل حساب لصدمتك و مش هحاسبك علي كلامك دا ! "
شعرت بغصه مؤلمھ داخل حلقها جعلتها تقول بمرارة 
" بعد موقف سليم لما قولتلي لو ليكي حق هتاخديه مني شخصيا حسيت إني واقفه قدام راجل واضح و صريح لكن دلوقتي .."
لا يعلم لما شعر بالڠضب الممزوج بالألم في تلك اللحظه فقاطعها قائلا بهدوء
" كل شئ مباح في الحب ! و الحړب !"
أخترقت جملته مسامعها مرورا بقلبها الذي إنتفض بشدة جاعلا من أنفاسها تضطرب داخل صدرها و لم تستطع إجابته فما قاله كان خارج نطاق توقعها لتجده يتابع بعينان مركزة علي وجهها و كأنها شعاع ليزر
" زي مانتي بتحاربي طول الوقت عشان أختك أنا من حقي أحارب عشان أخويا أو إلي باقي منه ! "
لا تعلم لما لامست الخيبه جوانب قلبها فتابعت پقهر 
" بس دي أنانيه !"
غمغم بهدوء
" سميها زي ما تسميها ! و بعدين أنتي مش خسرانه حاجه بالعكس أنا كدا بحللك كل مشاكلك !"
كانت تتضور ڠضبا من حديثه لذا قالت بجفاء
" أولا مطلبتش منك تحللي حاجه ! ثانيا فين الحل لما آخد أختي و نسيب بيتنا وحياتنا و نروح آخر الدنيا عشان حضرتك خاېف علي إبن اخوك مننا بالرغم من إنك مراقبنا و عارف كل حاجه بتحصل !"
تجاهل سالم حديثها و قد أقترب من نقطه شائكه جعلته فريسه للأرق البارحه لذا قال بترقب
" إلي أعرفه أنك أنتي و أختك ملكوش غير بعض . و مدام هتبقي معاها يبقي مفيش مشكله. إلا إذا كان في حد معين مش عايزة تمشي و تسبيه "
غزت الحيرة ملامحها و لم تستوعب كلماته فقالت بعدم فهم 
" تقصد إيه "
كانت نظراته تقتنصها و تقيم جميع إنفعالاتها و خرجت الكلمات بتمهل من بين شفتيه
" أقصد يمكن في حد في حياتك مش عايزة تبعدي و تسبيه مثلا !"
هنا برقت عيناها من سؤاله الوقح الذي يغلفه بطريقه منمقه تصعب عليها إجابته بألا يتدخل فيما لا يعنيه فقد كان كمن يتشاور معها في الوصول لحل و لكنها كانت تعلم بأنها إحدي طرقه الملتويه كالعادة لذا حاولت إستعادة هدوئها و محاربته بنفس سلاحھ إذ قالت بغموض و قد بدت لمحه من الحزن علي ملامحها
" ايا كان مينفعش أتخلي عن جنه . حتي لو في أي "
إجتاحته موجه من الڠضب بسبب إجابتها المراوغه والتي لم تروي عطش فضوله فقد جمع ما يكفي من المعلومات عنها إلا أنه لم يصل الي تلك النقطه أبدا و كانت غامضه بالنسبه إليه خاصة حين علم بأن لديها الكثير من الصداقات مع الچنس الآخر في عملها و قد بدأ عقله في العمل بجميع الاتجاهات يفكر هل من الممكن أن تكون إحدي هذه الصداقات لها طابع خاص و لذلك حاول معرفه الأمر بطريقه لا توحي بإهتماما خاصا بها و لكن اجابتها بذلك الشكل لم تزيده إلا حيرة و ڠضبا لذا خرجت الكلمات من فمه محمله بالإستياء حين قال
" معلش بقي . هتضطري تتنازلي عن خططك بس دا واجبك تجاه أختك و لا إيه "
هدأت ملامحها إلي حد ما و قد بدا الغموض في نبرتها حين أجابته
" مين قال إني هتنازل عن حاجه ! انا بس هأجل مشاريع كتير كانت في دماغي لحد ما اطمن علي جنة "
بالنهاية نجحت في إغضابه بطريقه لم يتوقعها أبدا و قد إحتدم صراع بداخله عن كونها لا تعني له شيئا فلماذا يريد معرفه علاقاتها الخاصه ومن ناحيه آخري كان غضبه متقدا من إحتمالية وجود علاقه خاصه تجمعها مع أحدهم و هو يقف بالمنتصف لا يملك القدرة علي حسم ذلك الصراع و لكنه نجح بجدارة في إخفاءه عن عيناها الفاتنه التي هدأت عاصفتها فبدا خضارها جذابا صافيا كصفاء الربيع و كأن لكل شئ بها له فتنه مختلفه عن الآخري .
وجدها تهب من مكانها تناظره بهدوء جاء في صوتها حين قالت 
" أعتقد إن كلامنا كدا أنتهي . عن أذنك "
أجابها بجفاء
" السواق هيعدي عليكوا بكرة الساعه ٩ الصبح . ياريت تكونوا جاهزين "
هزت رأسها و أجابت بإختصار
" . عن إذنك "
أومأ برأسه الذي كان يغلي من الڠضب و قد كان مجرد التفكير في سبب هذا الڠضب يزيده أكثر لذا أنكب علي الأوراق أمامه يبثها مشاعر غريبه لا يعلم كنهها و لا يرحب بوجودها !
في اليوم التالي و تحديدا في الصباح كانتا قد

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات