رواية في قبضة الاقدار الفصل الاول بقلم نورهان العشري
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
التي لا تهدأ أبدا و كأن أنهار العالم أجمع سكبت في عيناها . فقد كان هذا حالها منذ أسبوع مضي و هي تجلس وحيدة بغرفتها لا تشعر بشئ حولها و كأنها تود لو تختفي بتلك الغرفه للأبد . ترفض محاولة شقيقتها في التحدث إليها و تشعر بالإمتنان لها كونها لم تضغط عليهاو لكن هل ستصمت طويلا
رجفه قويه ضړبت أنحاء جسدها و هي تتخيل أن تصارح شقيقتها بجرمها الذي لا تعلم كيف إرتكبته في حق نفسها أولا
يارب . سامحني . يارب
ظلت تردد تلك العبارة كثيرا و كأنها لا تعرف غيرها . فهي كل ما تحتاجه في تلك الحياة كي تستطيع مواجهه ما هو قادم .
بعد دقائق كانت أنهت صلاتها و ما أن همت بخلع ثوب الصلاة حتي سمعت إهتزاز هاتفها فتوجهت بخط ثقيله لرؤيه المتصل و حينها سقط قلبها من شدة الذعر و تجمدت بمكانها حتي هدأ إهتزاز الهاتف حينها إستطاعت أن تطلق زفرة قويه من أعماقها و جلست بتعب علي السرير خلفها ليعيد الهاتف إهتزازه مرة آخري و لكن تلك المرة كان رساله نصيه فقامت بفتحها بأيد مرتجفه لتخرج منها شهقه فزعه حين قرأت محتواها
إرتعش جسدها بالكامل من هذا الټهديد الصريح لهذا الوقح الذي كانت عاشقه له حد النخاع والآن تتمني لو أنها لم تلتقي به أبدا .
عاد إهتزاز الهاتف مرة آخري فهبت من مكانها و قامت بالضغط علي ذر الإجابه و قبل أن تتفوه بكلمه واحده جاءها صوته الغاضب
أجابته بإرتجاف و دموعها تسري علي خديها
" حازم أنت مچنون أنت عارف الساعه كام دلوقتي "
حازم بصياح
" تكون زي ما تكون قولتلك إنزلي دلوقتي حالا "
إرتعبت من لهجته الغريبه كليا عليه و قالت بلهفه
" طب أرجوك وطي صوتك . وأنا هنزلك حالا."
شقيقتها و الندم يكاد يفتك بقلبها ثم أعادت انظارها إلي الباب أمامها و بخط ثقيله توجهت لملاقاة ذلك المچنون ففتحت الباب برفق فقد كان الجو باردا جدا و المطر علي وشك الهطول فإحتمت بوشاحها أكثر و هي تنظر حولها إلي أن وقعت عيناها علي ذلك الذي كان ينتظرها بجانب الطريق فتوجهت إليه و ما أن همت بالحديث حتي إقتادتها يداه و أجلستها في المقعد المجاور للسائق دون أي حديث و ما أن جلس بجانبها حتي أنطلق بالسيارة بأقصى سرعه فجن چنونها و قالت بصړاخ
كان موجها نظراته إلي الطريق أمامه و هو يقول بنبرة قويه
" هنهرب من هنا !"
كانت تغط في نوما عميق حين أخذ الهاتف يرن دون إنقطاع فتململت في نومتها و ألتفتت إلي النافذه فوجدت الخيوط الأولي لشروق الشمس تلون السماء فإلتفتت تجاه الهاتف لرؤيه من المتصل لتجده يرن من جديد فأجابت بنعاس
" آلو ."
المتصل
" أنسه فرح عمران "
" أيوا أنا مين "
" إحنا بنكلمك من مستشفي (..) أخت حضرتك عملت حاډثه و حالتها خطړ"
لا تعلم كم من الوقت مر عليها و هي جالسه أمام تلك الغرفه تنتظر خروج الطبيب ليطمئنها علي شقيقتها فهي منذ أن علمت بهذا الخبر المشؤوم الذي لم تصدقه من البدايه وجدت نفسها تلقائيا تتجه إلي غرفتها في محاوله منها لتكذيب ما سمعته أذناها و لكنها وجدتها خاويه فسقط قلبها ړعبا من أن يصيبها مكروه و لا تعلم كيف إرتدت ملابسها و هرولت إلي هنا لمعرفه ماذا حدث .
قاطع شرودها خروج الطبيب الذي هرولت إليه قائله بلهفه من بين دموعها
" طمني يا دكتور أختي عامله إيه "
الطبيب بعمليه
" متقلقيش . المدام بخير .شويه چروح و كسور لكن هتبقي كويسه بإذن الله "
سقطت كلمته فوق رأسها كمطرقه قويه في حين أخذ عقلها يردد جملته بغير تصديق
" المدام !!"
يتبع ......