السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبها متيم انا الفصل الخاتمة الجزء الاول بقلم امل نصر

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فمها حتى ظهرت أسنانها البيضاء لتردف بمرح
- أموت أنا في قفشات الأفلام. 
رمقتها مودة بتفحص يعجبها هذا الإشراق الذي يزين ملامح صديقتها فقالت بمشاكسة
- انا شايفة الحلوة مزاجها عالي النهاردة إيه ناوية تحققي أمل الأستاذ شادي وتخرجي معاه
أطلقت شهقة تصنعت بها الصدمة لتنكر قائلة
- اطلع مع مين يا ست مودة عايزة بت ابو ليلة تطلع مع عريسها اللي كتب كتابه عليها بس امبارح كمان مش كفاية انه رضي بيه وسلمه جوهرته النفيسة كمان عايزاه يسمح بالسرمحة والكلام الفارغ ده
- يا شيخة! 
قالتها بتهكم قبل أن تتابع وتسألها بفراسة وتوجس
-- بت انتي كلامك مش راكب على بعضه معايا إيه اللي وراكي.....
- قلم يا مودة.
انتفضت مجفلة وخرجت هذه المرة شهقتها بغير افتعال لتستدير إليه وتجده أمامها مباشرة يرمقها بأعين مشټعلة يعتلى تعابيره الغيظ مكررا نحو مودة التي أردفت تحييه
- أهلا يا استاذ شادي نورت المحل.
- أهلا بيكي يا مودة ناوليني قلم حبر لو تسمحي. 
اردف بالكلمات وأبصاره لم تحيد عنها فقد كانت شهية بشكل موجع وجهها المشرق بابتسامة ساحرة كشمس أخرى تضيء المكان من حوله تلهث بابتهاج طفلة انتهت من الركض واللعب اللون المميز بعينيها يشع بشقاوتها المحببة حتى وهي تجعله يدور حول نفسه بأفعالها 
- إيه بتبصلي كدة ليه
سألته تدعي عدم الفهم وقد امتدت يده على العارض الزجاجي وكأنه يحاصرها ليجيب بتحفز
- هي مين اللي مينفعش تخرج مع خطيبها حتى وهو كاتب كتابه عليها امبارح وعشان ما هي جوهرة نفيسة
توسعت عينيها تتصنع الأجفال لتردف
- يا نهار أبيض هو انت سمعت الكلمتين اللي جولتلهم من شوية...... دا كانوا هزار.
طالعها بتشكك يجسر نفسه حتى لا يتأثر وقد كانت كقطعة السكر أمام عينيه فتابعت تزيده
- وعلى فكرة الهزار مكانش مع مودة دا كان معاك انت عشان كنت متأكدة انك جاي ورايا بعد ما عديت جصادك وعملت نفسي مش واخدة بالي منك وانت بتفتح باب العربية جبل ما تمشي على شغلك. 
كالعادة تأخذه بيدها إلى البحر وتعيده عطشان كما يقال في الفلكلور الشعبي زمجر بوعيد وتشكيك يتمتم
- عارفة يا صبا لو ما بطلتي عمايلك دي هيحصل إيه
بتحدي نابع من ثقتها في عشقه رددت بلهجة يغمرها الدلال
- يعني هتعمل إيه يا أستاذ شادي أنا مغلطتش فيك أنا بت مؤدبة وماشية في طوع ابويا اللي جاعدة في بيته فيها حاجة دي
لم يرد على الفور بل ظل على تواصله البصري معها عدة لحظات بملامح مبهمة قبل أن يغلبه طبعه وابتسم ليردف متوعدا
- خليكي في طوع ابوكي اللي مطلع عيني ده ومحرم عليا حتى القعدة معاكي كلها تلت أسابيع شايفة
رفع كف يده أمامها ليشير على الأصابع الأخيرة مرددا
- التلاتة دول بس يعدوا يا صبا وانا هطلع عليكي انتي وابوكي القديم والجديد. 
- خلاص على ما يعدوا يعدلها ربنا عن إذنك.
قالتها وتحركت مغادرة على الفور لتختفي كالزئبق في كل مرة يلتقي بها زفر أنفاس خشنة وظلت ابصاره معلقة بأثرها يضغط بأسنانه على شفته السفلى مغمغما
- ماشي يا صبا ماشي.
حينما التف نحو الأخرى وجدها ممسكة بالقلم صامتة وقد بدا أنها كانت مندمجة في المشاهدة امتدت ذراعه نحوها ليفيقها بقوله
- القلم يا مودة.
- ها 
- بقولك القلم يا مودة.
- اه اه خد اهو.
تناوله منها ثم أخرج ورقة نقدية أعلى من سعرها وضعها أمامها ثم غادر على الفور.
- طب استنى خد الباقي طيب .
حينما لم يتراجع أو يلتف جعدتها لتضعها في جيب سترتها وابتسامة غزت محياها تردد
- الله ېخرب عقلك

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات