رواية وبها متيم انا الفصل الخامس بقلم امل نصر
جالسا بوسط الصالة مربعا قدميه والحاسوب أمامه ويعمل به انتبه على دخولها وارتفعت انظاره الحادة دوما نحوها ابتلعت لتردف التحية بصوت يبدو كالهمس
مساء الخير.
انتفض ينزل أقدامه للأرض مرددا بصوت خشن بطبيعته
اهلا اهلا مساء الخير اتفضلي يا انسة.....
قطع يدعي عدم المعرفة فقالت رحمة تذكره بمرح كعادتها
اسمها صبا يا عم شادي في حد برضوا ميعرفش صبا
اتفضلي يا انسة صبا هو انتي جيبتي الأوراق المطلوبة
اومأت بهز رأسها صامتة قبل ان تقترب بالملف إليه على خجل
أهو الملف كامل وفيه كل حاجة.
نهض سريعا يتناوله منها ليرى لاول مرة وجهها الخمري عن قرب وهذه العينان التي تختلف بألوانها المميزة فتجعلها قبلة للنظر تحمحم يجلي حلقه ويتمتم بالاستغفار كعادته لينكفىء على الأوراق ويراجعهم وكانت الصدمة حينما رأى تاريخ الميلاد وارتفعت رأسه إليها يسألها بدون تفكير
اجابته صبا مندهشة لسؤاله
ايوة ما انا خريجة السنادي .
كتم تنهيدة محبطة بداخله وهو يعود للأوراق ولا يركز بحرف واحد منها كان يعلم انها تصغره بكثير حتى شك أن تكون في الدراسة ولكن قول شقيقته بالأمس عن أنها خريجة وتبحث عن العمل جعله يصنع بداخله بعض الأمل أن تكون في السابعة والعشرين أو حتى خمس وعشرين لكن الان وبعد اكتشافه بالفرق الكبير.
غمغم بها بصوت خفيض جعل رحمة تسأله
بتقول حاجة يا شادي
رفع عينيه نحو شقيقته ينفي برأسه قبل أن يذهب نحو تلك الحسناء الواقفة بخجل ېقتله ليسألها
انتي اشتغلتي في أي حتة قبل كدة
أجابت على الفور
لا طبعا مشتغلتش انا قدمت في مسابقات الحكومة وفي كذا مكان تاني لكن بقى...
قطعت تسبل اهدابها بحرج لتزيد عليه الضغط وقد نسى نفسه وركز في ملامحها المليحة ثم هذه الحركة البريئة وهي تشبك كفيها ببعضهم كطفلة زفر يجبر عينيه لتحيد عنها وغمغم كالعادة مستغفرا ثم قال بوجه عابس لا يعبر ابدا عما سيردف به
أوقف برهة ثم استطرد
حضري نفسك وتعالى بكرة الفندق.
ناظرته باستفهام وكأنها لا تفهم ف هيئته الجامدة لا تعطيها تفسير مبشر وسألته
يعني إيه
تدخلت رحمة تجيبها
يا بنتي بيقولك تعالي بكرة عشان تستلمي شغلك جرا إيه يا صبا
نظرت لها ونظرت له قبل ان تقول بحرج وعدم تصديق
ضحكت رحمة لترد
يا صبا افهمي اخويا واخد منصب كبير في الفندق وفي الإدارة اللي قولتلك عليها يعني ان شاء الله متيسرة انتي بس شدي حيلك عشان تروحي بكرة
اشرق وجهها بابتسامة رائعة تجاهد ان تخفيها وخاطبته ممتنة بحرج
متشكرة يااا استاذ شادي.
قالتها بنبرة هامسة فعلت به الأفاعيل وهو يسمع لأول مرة تلفظها بإسمه حتى أنه شعر وكأنه قد فقد النطق ليرد ولو بكلمة واحدة لها وتركها تستأذن وتذهب من أمامه على نفس حالته من الوجوم قبل أن تجفله بعودتها مرة قائلة بلهفة
قاطعها بخشونة
فينها صاحبتك دي
ردت باضطراب من هيئته
دي مودة جارتنا في الشارع الي ورانا.
اومأ بتفهم لينهي معها فقد خارت قواه ولم تعد اعصابه تتحمل اكثر من ذلك فرد بجمود ليخفي عنها ما يشعر به
خليها تجيب ورقها بكرة وربنا يسهل .
سأل أبو ليلة بوجه جامد