رواية عشقت امراة خطړة الفصل الثاني عشر بقلم ياسمينا احمد
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
كله خرج من إيدي
لم يستوعب كل ما قالته يريد تنفيذ غايته ولو بالقوة لكنه لآنا معها ليقول بنبره خبيثه
برضوا إنتى مش هتغلبى دا انا اخوكى حبيبك
زفرت انفاسها بضيق فلم يكن فى رأسها أى حيله لتستخدمها فى السيطره على صبا
سألها بمكر
حسين اتبقى له قد ايه ويرجع
أجابت باقتضاب
شهرين
حرك رأسه وهتف متاملا
فى غرفة زيد
اتجه نحو خزانته يقطر الماء من خصلات شعره المجعده الطويله المترميه بعشوائية فوق جبهته يرتدى شرشف
ذو أكمام ناصع البياض عقلة يفكر بشرود كعادته دوما يبدوا منفصلا عن الحياه كأن جسده يخطو على الارض
ورأسه شارد فى السماء فتح خزانته وإذ به يتفاجى بجسد آخر متكور بأرضيه الخزانهإختفت دهشته عندما تحقق من ماهيتها وصر على أسنانه فى محاولة لكبح غضبه الذى ظهر جليا من صوته الساحق بين أسنانه متسائلا
حدقيتها البنيه التى تراقصت داخل مقلتيها كشفت عن عدم تعمدها ذلك وأنها واقعه بمأزق يجعلها تختبى فى خزانته
رغما عنها هذا ما جعله يهدأ نوعا ما مد رأسه ليسألها بلطف أقرب للطفوله جسدتها نبرته الهامسه
هاا بتعملى ايه هنا!
إذرئت ريقها أثر ما تعرضت له من إحراج ابدا لم تتعمده وما يخجلها أكثر هو السبب ومع استمرار
ااانا كنت بلعب مع مريم استغمايه واستخبيت هنا
لا يعرف كيف أضحتكته من داخله على طفولتها المتأخره رغم ذلك لم يبدوا أى تأثر على ملامحه المتهجمه
طول الوقت وكأنه خلق عبوسا لكن حقا كان يقهقه بداخله ابتعد من امامها ليسمح لها بالخروج قائلا
وهو يشير لها ببرود
نهضت متعجله ومع تعجلها اصتدمت رأسها بحامل الملابس المعدنى تأوهت بصوت منخفض خشية من شماته
المتوقعه وعوضا عن الحرج الذى انتابها من الموقف برمته صاحت بعصبيه عليه
لى يعنى مانعلبش فى الاوض ما البيت كبير ولا هى تحكمات وخلاص
رفع حاجبيه متعجبا من عنادها الذى يستفز من أتفه الاسباب وطالعها ببرود متسائلا
تهجم وجهها وهى ترد عليه بطريقه هجوميه تكاد تصل للتشابك بالايدى
ايه بستغبى دى وايه يعنى لما العب واخد رحتى مع مريم هو انتم هتحجروا علينا!
سبق وقولنا إن دا بيتى زى ماهو بيتك وماحدش ليه يقولى انتى هنا بتعملى ايه ولا ماتجيش هنا و......
فاض به من حديثها المستفز وثرثارتها الكثيره والتى من فرط سرعتها تكاد لا تفهم وكأنها لغه مختلفه
وسبق وقولنا برضوا إن البيت فى شباب ولازم تراعى تصرفاتك ما ينفعش تدخلى أوضهم وتستخبى
فى دولايب ولا هتحطى نفسك فى موقف بايخ زى اللى انتى فيه دلوقت وبتكابرى .
انتهى وكعادته يفحمها.
تفهمه متأخر ودوما يكون محقا لم تجرأ حتى على الاستمرار بالنظر الى عينه فرت هاربه من أمامه
بل من الغرفه بالكامل .
لم تتابعها عيناه واكتفى بإرشاد صوت خطواتها بالمغادرة
زفر انفاسه على مهل ليرتب ما بعثرته هى بحضورها واستفزازها وطفولتها كل وقت يمر وهى معهم تحت سقف
واحد تثبت أنها لن تمر مرور الكرام ستفعل ما لم يفعله أحد وإن لم تفعل فقد تركت ذكريات وبصمات لا تمحى
فى أركان هذا البيت المظلم كل يوم يتأكد أنها إمرأة لا تنسي إمرأة خطره.