رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس والعشرون والاخير بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
من قلبي
أقترب عاصم يسير في الغرفة بمرح وتحدث ينظر إلى زينة بطرف عينه يحاول إغاظتها بعدما صمتت
بس أنا مش زعلان غير على مستقبل يونس لو فضل شبه أمه.. مش هيلاقي واحدة تبص في وشه
ارتفع صوتها وهي تشيح بيدها إليه بهميجة قائلة بصوت عالي
ما تحترم نفسك بقى والله اطردك بره وأخد مراتك وبنتك ولا ابنك اللي لسه مشفتوش
أمسكت إسراء في تلك الكلمات تترجاها بقوة قائلة محاولة الهرب منه بعدما اعتادت على كل تلك الأفعال التي تصدر منه بينهم هما الاثنين وتلك اللحظات الحمېمة التي تلازمهم طيلة الوقت حتى في لحظات تناول الطعام
اتسعت خطواته ليصل إليها في خطوتين وحيدتين يقف أمامها وهي جالسة على الأريكة ليظهر طوله الفارع وكم هي صغيرة بالنسبة إليه ينظر إليها بحدة قائلا
نعم يا روح أمك عايزة تروحي فين
تراجعت في حديثها ناظرة إليه بتوتر وخرج صوتها بتعلثم
لأ مش قصدي حاجه يعني دا علشان تفك عن نفسك شوية بعيد عني
نظر إلى شقيقتها قائلا
وبعدين دي لسه مكملتش شهرين حمل
أجابته ببرود
وايه يعني
حرك رأسه بقوة متحدثا بانزعاج وهو يرمقها پغضب
خليكي في حالك
وقفت زينة على قدميها تعطي صغيرها إلى زوجها لتقف في مواجهته تصرخ بحدة
بقولك ايه بجد....
قاطعها جبل قبل أن تكمل حديثها صارخا بقوة عليهم
خلاص كفاية وجعتوا دماغي
مش شايف هو اللي بيستهبل
تحدث بنفاذ صبر
امسحيها فيا ياستي خلصنا
عادت تجلس مرة أخرى تنظر إلى عاصم متحدثة پغضب
جايلك يوم
أخرج لها لسانه كالاطفال وهو يبتسم بقوة ثم تحولت إلى ضحكات متعالية وهو يراها تنظر إليه پغضب وشړ كبير والغيظ يأكلها..
بقيت العلاقة بينهم مرسومة بهذه الطريقة وكأنهم يتمثلون في حياة القط والفأر لا تعبر كلمة من الآخر إلى الآخر إلا عندما تمر بكل مراحل السخرية والتهكم الڠضب والعصبية لتخرج الكلمات منهم كالسهام المتلاحقة في الرماية في حرب دامية.. وكم كانت جميلة مشاكسة تشعل الجو بالمرح
مر الوقت بينهم على هذا الحال يجلس جبل مع أطفاله الثلاثة يشعر بالسعادة تغمر حياته تدفع الأبواب بكل قوة تقتحمها بهمجية شديدة لتعوضه عن كل مر ذاقه تشعره بأنها أتمت رضاءها عنه وعن عائلته جميعها ليبقى هنا بينهم يمرح وكأنه طفل صغير بين أولاده..
تجلس جواره والدته تلاعب الأطفال سعادتها لا تقل عن سعادته بهم شاعرة بأن حياتها القادمة ستكون كاملة الاختلاف يعوضها ابنها بأطفاله عن فقدان العائلة يتربع حبها لهم في قلبها بكامل الاختلاف ليتمثل أن أعز الولد ولد الولد حقا..
الآن تغيرت الحياة وتغيرت الدروب..
من أتت إلى جزيرة العامري لتأخذ مستحقاتها وأظهرت قوتها وحريتها ورفعت شعائر تمردها على الجميع ونظرت إليه بعينان رافضة له ولكل ما يفعل من سارت خلف الماضي وظلمه في الحاضر وخروجه عن القانون لتسليمه إلى الشرطة ينال حكم الإعدام شنقا الآن تربعت على عرشها وأصبحت الجزيرة بكل أملاكها أسفل أقدامها لتبقى سيدة القصر..
إن تمثل الأمر بها..
من كانت تخاف الإقتراب منه ببراءتها وخجلها الآن زوجته الآن أحبته بكل جوارها لتتخلى عن الضعف والخجل تتقدم من المۏت في أخطر اللحظات لأجل أن تكون المنقذ له ويبقى لها إلى المنتهى.. الآن تعيش بين يده أسعد اللحظات وتمر بأروع المشاعر ومختلفها لأول مرة على الإطلاق لينسيها خجلها وضعها ويظهر قوتها وقوة عشقها له
فارع الطول سليط اللسان وارتوى من جمالها من تخطى عنفه الأفق وتحاكى عنه البشر الآن قتيل حبها سجين نظرات زرقة عينيها تيم فيها عشقا وتخطاه بمراحل لا توصف متفرغ لرغباتها وتلبية كل ما تريده..
الآن سجينة جبل العامري أصبحت سيدة جزيرة جبل العامري سيدة قلبه وقصره سيدة مشاعره ملكة عشقه ومملكة له تحتويه في كل لحظة ضعف وقوة الآن محي الخروج عن القانون القسۏة والظلم العڼف والغلظة الآن محي كل ما هو كريه لا يحتمل لتتبدل أجواء الجزيرة بالهواء النقي الذي ينعش الروح ترتفع بها شعائر الحب والغرام يسودها اللهفة والاشتياق تتغير مراسيل الندم بمراسيل الهوى..
يتغير ولو كان عاصي راغب العشق والعاشقين الفائز بفرصة النجاة من الڠرق في بحر المعاصي والصعود إلى سفينة الخشوع لمقابلة الهوى والاستكانة
يتغير ولو كان عاصي راغب الفوز في حروب أهلية يخرج منها مغتنما فرصة الفوز بغنائم شعورية كالجوى والغرام راغب الفوز لينة كفراشات أنطلقت حرة على ورود مزدهرة فعادت منها إليه تشعره بمدى رقتها وحنانها..
تمت بحمد الله