رواية سجينة جبل العامري الفصل الرابع والعشرون بقلم ندا حسن
لم تكن زينة إلا عوض له بعد كل عناء عاشه على يد الجميع حتى أقربهم إليه ولم يأتي على خلده يوما أن يتمثل العوض في زوجة شقيقه..
وكان هو العوض بالنسبة إليها أيضا بعد عناء عاشته في خفاء لم تدري بوجوده إلا بعد رحيل زوجها ولم تتخيل يوما أن تكون زوجة أحد من بعده أو أن تترك ذكراه وتنسى ما قدمه إليها ولكن أتضح أن كل ما قدمه ما كان إلا خديعة محت على يد شقيقه.. الذي تمثل إليها في جنون الحب والهوس المصاحب له..
تحدث بهدوء وجدية
عاصم عايز يجي يتكلم معاكي بخصوص إسراء أنتي عارفه اللي بينهم.. وأنا قولتله يجي بالليل
رفعت بصرها إليها بجدية وقالت
بس أنا مقدرش..
قاطعها يكمل حديثه بجدية واضحة
أنا قولتله يجي وبس يا زينة إنما القرار قرارك أنتي في النهاية اللي عايزة تعمليه أعمليه أنا ماليش دعوة
طيب يا جبل ماشي
تحدث مرة أخرى يملي عليها ما الذي من المفترض فعله بعدما تحدث معه عاصم وشرح له الموقف
ابقي فهمي إسراء اللي حصل عرفيها أنه مش شغال في السلاح.. اتسرعتي وقولتي ليها وهي ما صدقت
قالت بجدية وصدق فهي حينها كانت تريد أن تبعدها عنه خوفا عليها
مكنتش قدامي حل تاني أبعدها عنه غير كده كنت خاېفة عليها ومش واثقة فيه
اديكي عرفتي كل حاجه.. ابقي عرفيها
أومأت إليه موافقة
طيب
أكملت تسأله ترفع وجهها مرة أخرى تنظر إليه بعمق
تمارا ليه لسه هنا
أجابها بهدوء وهو يعتدل في الفراش ومازال يحاوطها
أمي طلعت تجبها لقيتها مش قادرة تتحرك قولتلها خلاص خليها لبكرة الصبح
نظرت إليه بجدية شديدة وتخلل القلق قلبها فتابعت متسائلة
ابتسم بتهكم ساخرا عليها يتذكر مظهرها وهي تترجاه أن يتركها ترحل ثم أكمل حديثه بقسۏة
مشوفتيهاش أنتي وهي بتترجاني تمشي.. الله وكيل لو فكرت بس لأكون قاتلها
ترجته هي بقلق تضع يدها عليه تحثه على اللين تجاهها
لأ علشان خاطري خليها تمشي بس مش أكتر من كده
مط شفتيه قائلا بجدية
ده اختيارها هي بقى.. يا تمشي من سكات يا تتقتل
أكيد ندمت بعد اللي عملته فيها وهتفكر بعقل.. مش هتتهور أكيد
قال بقسۏة وغلظة ليست غريبة عليه أبدا وهو يعني كل كلمة يقولها
أنا اتمنى ده علشان لو حصل غيره مش هرحمها وأنا لحد دلوقتي رحيم معاها
أبعد نظرة من الفراغ إليها يميل عليها قائلا بضيق
أقترب منها أكثر يقطف قبله من شفتيها بسعادة خالصة وقلب مشتعل بالنيران المتوهجة تشعل جدرانه بالهوى المچنون..
في المساء وقفت زينة تعدل من ملابسها تستعد للهبوط إلى الأسفل لمقابلة عاصم كما قال لها جبل وهذا بعد أن تحدثت مع شقيقتها وسردت عليها كل ما علمته بخصوصه فقط هو وجبل من الناحية العملية..
ما قالته لها لم يكن إلا حديث كاذب لم تدرك أنه هكذا إلا بعدما اعترف لها جبل بكل شيء..
قابلتها شقيقتها بالسعادة والفرح بعدما غزوا قلبها لأن ما قالته عنه