الفصل الرابع والعشرون
مرت فترة قصيرة بعد الذي تعرض إليه جبل قد حذر زينة كثيرا ألا تتحدث مع أي شخص فيما أخبرها إياه وكأنها لم تعلم شيء من الأساس تخفي السر كما أخفاه لأعوام وأعوام تحافظ عليه كما حافظ عليه وكأنها هو تلك التي اتمنها على كل شيء يعلمه أقرب الناس والذي لا يعلمه..
وبالأخص ما تحدث به عن والدها وأنه كان على قيد الحياة والدته إن علمت ذلك الأمر فقط لن تحزن مرة أخرى غير الأولى التي فقدت بها أحبالها الصوتية من كثرة البكاء والصړاخ وباتت طريحة الفراش لفترة طويلة إنها ستحمله كل ما حدث فوق عاتقه وستلومه على كتمان ذلك الأمر.. ستلومه وتبغض ما فعله فكيف يكون والده على قيد الحياة وهو يعلم ويخفي هذا عن الجميع!..
شعر بالحزن الشديد ينتاب روحه ويلازمه لا يريد تركه وحيدا اختلى به واحتل بدنه وقلبه فلم يجد سواها رفيقة ليالي السهر جليسة أوقات الحب والغرام هي الوحيدة التي استطاعت أن تقف جواره بعد أن حملها المسؤولية الكاملة وهو يقص عليها كل ما حدث بحياته.. يتخلل الحزن قلبه من جانب وهي تحاول أن تنزعه من الجانب الآخر..
أدرك كم تحبه وتريده أدرك أنه قسى عليها كثيرا وهي الوحيدة اللينة الرقيقة التي تخرج ما تحويه أنوثتها له فقط تظهر بتلك الهيئة الشرسة الحادة ولكن معه تلك القطة الوديعة الهادئة..
وهي التي عاشت حياة مليئة بالكذب والخداع واستمرت بعدها لسنوات على نفس المنوال ولم يدرك عقلها ذلك ولم يشعر قلبها بالخېانة والغدر من أقرب الأشخاص إليها إلا هنا على يده هو.. هو الذي أوضح لها كل شيء وكشف الحقيقة المخبأه عن أعينها بادلها الحب والحنان القسۏة والجنون.. جعل هناك مذاق مختلف لحياتها معه..
حاول ان يسترد ذاته مرة أخرى بعدما حدث ليعود إلى حياته ولكن دون أسرار أخرى بعدما كشف كل شيء وتخلى عن عمله مع الشرطة بعدما أدى دورة على أكمل وجه وفعل ما طلب منه وما أملاه عليه ضميره.. الآن محى كل ما فعله والده وشقيقه من أشياء غير قانونية محى كل ذكرى كريهة منهم يدمرون بها بلدهم بدل الأدوار ورسم فوق أفعالهم أفعال أخرى تخرج من رجل شرقي شامخ محب لبلده عادل حكيم..
كل هذا وكانت تمارا مازالت سجينة الجبل إلى اليوم لم تخرج منه بعد أن أمر جبل بفعل ذلك يذهب إليها طعام مرة واحدة في اليوم مع كوب من الماء فقط..
علمت أنها أخطأت كثيرا عندما وقفت في مجابهة جبل العامري لم تكن تدري إنه تحول ليكون هذا الشخص الغريب كليا الذي يذيقها الآن من العڈاب ألوانا.. ندمت أشد الندم لأجل ما فعلته ولأجل أنها فكرت في الاڼتقام بعدما حدثها طاهر الآن فهمت لما هو جبل العامري
الآن فقط ټندم على كل شيء ټندم على عودتها الجزيرة مرة أخرى وټندم على عدم تفكيرها في رغبته بالعودة إليها هل تغير بهذه السرعة والسهولة هل أصبح شخص آخر في لمح البصر هكذا ألم يكن هذا الذي يذوب عشقا في زوجته.. ألم يكن هذا الذي يقف أمامها شامخ يغازلها بكل حب وغرام يبدو غريب كليا عليه.. كيف له أن يتحول بهذه الطريقة وبهذه السرعة ليكون راغبا بها ويريد عودتها والزواج منها.. يا لها من غبية لم تفكر في أي شيء سوى العودة لاسترداد حقوقها لم تفكر في كونه فخ محكم للغاية لدرجة أنه لم يأتي على خاطرها..
وقفت أمامه في القصر بجسد