السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الرابع عشر بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

مع أحد الحراس..
بقيت تتأمله وتنظر إليه بعيون محبة إلى درجة الأنانية تابعت حركاته واللمعة تزداد داخل عينيها تظهر الشړ الذي قبع داخلها.. عيون تطالب الحب منه ولكنه قابله بالرفض!..
شردت وهي تنظر إليه عائدة إلى ذكرى راحلة حدثت بينهم منذ سنوات..
كانت استدعته إلى خلف القصر ذلك المكان الذي يحدث به أي شيء لا يريد أحد أن يعلم به ولكن في ذلك الوقت لم يكن كالآن بل كان مضي بالأنوار مثله مثل القصر كله وبه كثير من الحراس في فترة كانت الاغتيالات بها كثيرة والجواسيس تملأ الجزيرة..
وقف أمامها قائلا بجدية يسألها مستفسرا عن سبب استدعائها له
نعم يا فرح عايزة ايه
تغنجت وهي تتمايل أمامه بدلال وابتسامة هادئة فعلتها
مافيش ازيك الأول
ابتسم يبادلها الهدوء والبساطة وقال متأسفا يسألها
معلش أنا آسف.. ازيك عامله ايه
أجابته برقة وهدوء متسائلة عن أحواله
كويسه.. أنت عامل ايه
أجابها ولم يعطي إليها الفرصة للحديث مرة أخرى باغتها متسائلا عن سبب طلبها له هنا
تمام كويس.. ها في ايه
تصنعت الحزن وهي تقول مغيرة تعابير وجهها وصوتها هادئ ولكنه عابس بسبب سرعته وإرادته في الرحيل عنها
مالك أنت مش عايز تقف معايا ولا ايه.. أنا حلوة على فكرة
ابتسم بهدوء يسألها ثم يصحح لها حديثها يغازلها باحترام حتى لا تحزن من حديثه واستعجاله معللا لها سبب ذلك
حد قال عليكي وحشه أنتي ست البنات بس أنا عندي شغل
تلهفت وهي تقترب منه خطوة متعلقة بعينيه ترتفع على أطراف أصابعها لتنظر إليه عن قرب
أنت شايفني ست البنات بجد
أكد ما قاله بجدية شديدة ولم يكن يقصد الغزل حقا ولكنه لم يكن يريد أن تعبث ملامحها وتحزن بسببه وهي من قالت أنها ليست بشعة فكان من المفترض أن ينفي ذلك
أكيد يا فرح أنتي جميلة
اتسعت ابتسامتها وظهرت من خلفها أسنانها البيضاء معتقدة أن مهمتها بهذه الطريقة ستكون أسهل بكثير
عاصم أنا.. أنا كنت عايزة أقولك حاجه مهمة أوي
أومأ إليها متعجلا يسألها
تمام قولي مالك في ايه
حاولت الحديث متعلثمة
أنا بجد.. حاسه..
لم تستطع أن تكمل وتخرج كل ما كان في جوفها فوقفت صامتة تنظر إلى الأرضية خجله مما تريد قوله
أخذ الحديث منها بطريقة أخرى وصب تركيزه في عمله فسألها بقوة وتمعن
حاسه ايه. في حركة مش مظبوطة في القصر ولا ايه
نفيت سريعا مشيرة بيدها معقبة بانزعاج وضيق
لأ لأ قصر ايه بس
اقتضبت ملامحه بسبب تأخيرها وحديثها المتقطع أو الذي بدون فائدة فقال بحدة
اومال ايه بس يا فرح ما تتكلمي
أخذت نفس عميق وأخرجته ثم نظرت إليه تحاول دفع نفسها في الحديث قائلة له ما تشعر به في الأيام الماضية وقلبها يرفرف لأنها تعترف له بمكنونه
أنا.. أنا مش مركزة في حاجه.. طول الوقت بفكر وبالي مشغول.. قلبي وعقلي مشغولين بحاجه واحدة بس مش قادرة أبطل تفكير فيها
انزعج أكثر من اللازم وهو ينظر إلى تفاهاتها وهذا الهراء الذي تقوله له وما ډخله من الأساس تحدث يسألها بجدية والضيق يظهر على ملامحه
أنتي جيباني هنا علشان تقولي الكلام ده حاجه ايه يا فرح انجزي
باغتته بقولها السريع المتلهف ونظرة عينيها نحوه حالمة طائرة فوق السحاب وكأنه استمع إلى ما قالته وأجاب بالموافقة
أنت
أشار إلى نفسه بعدم فهم ولم يربط الحديث ببعضه متسائلا
أنا حاجه أنا حاجه إزاي يعني
أقتربت منه أكثر تبحر بعينيها داخل عيناه ترتفع على أطراف أصابعها لتقابله بذلك الطول الفارع
أنت اللي بفكر فيه يا عاصم.. بالي مشغول بيك دايما وقلبي لما بيشوفك بيدق أوي لحد ما بحس أنه هيقف بعد كده.. حتى عقلي
تابعت تكمل حديثها الحاني

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات