رواية سجينة جبل العامري الفصل الرابع عشر بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل الرابع عشر
ركضت بين دروب القسۏة ولم أجد يوما مأوى يحتويني بحب
انقبض قلبها وأخذت وتيرة أنفاسها تتعالى أكثر وهي تقف خلف الشجرة تحاول مداراة نفسها عن أعينه تتمسك بالهاتف بين يديها الاثنين بقوة شديدة..
لحظات مرت والأخرى وهي تقف كما هي ثم استدارت بجسدها وقدمت رأسها من خلف الشجرة تنظر عليهم من بعيد فوجدتهم كما هما وعاد جبل ينظر إليهم يتابع ما يحدث معهم يحملون الصناديق على السيارات المفتوحة يهمون بالرحيل..
قامت بحفظ كل ما سجلته الكاميرا وأخفت الهاتف داخل جيب بنطالها.. نظرت إليهم نظرة أخرى ثم ركضت سريعا تعود إلى المكان الذي أتت منه..
أخذت طريق العودة إلى القصر كله ركضا خوفا من أن ينتهي مما يفعله ويعود هو الآخر ليراها في الخارج ويدري بما فعلته.. إنه حذرها أكثر من مرة لا تعتقد أنه سيصمت أمامها..
كان الهلع يسيطر عليها فحاولت السيطرة على نفسها بعدما أصبح الارتجاف في سائر جسدها طردت كل الأفكار من عقلها وحاولت أن تصب تركيزها في الشيء المهم الآن والأصعب..
إسراء.. أنا بره.. بره القصر كله انزلي تحت مافيش حرس كتير حاولي تعملي أي حاجه تبعد الحارس اللي عند البوابة وافتحيلي من غير ما حد يحس
كنتي بتعملي ايه بره
صاحت الأخرى منفعلة ثم أخفضت صوتها سريعا
هو ده وقته انزلي بسرعة الأول
أومأت برأسها وهي تغلق الهاتف قائلة
طيب طيب
بعد دقائق قليلة للغاية خرجت من البوابة الداخلية وعد تركض مبتعدة عن القصر متجهة إلى الحديقة و إسراء خلفها تهتف بصوت مرتفع تناديها للعودة
لم تجيبها الصغيرة بل ركضت سريعا تتجه إلى خلف القصر وهي تضحك بصخب حتى يظهر أن ما يحدث ما هو إلا مزاح..
حاولت إسراء أن تنادي عليها عدة مرات متتالية ولكنها لم تستجيب إلى أن اختفت خلف القصر..
تقدمت من ذلك الحارس قائلة له بهدوء محاولة الثبات
لو سمحت ممكن تجيبها.. ورا القصر ضلمة
أومأ برأسه لها وأتجه سريعا تاركا إياها ليأتي بالصغيرة حبيبة رئيسه ومدللته..
فتحت البوابة وأخرجت رأسها منها تبحث عن زينة فلم تجدها.. تقدمت قليلا إلى الخارج وخرج صوتها وهي تهتف بصوت خاڤت
زينة أنتي فين
ظهرت الأخرى حيث أنها كانت بعيدة متخفية في الناحية الأخرى من السور حتى لا يراها أحد.. ركضت سريعا وولجت إلى داخل القصر تشير إليها أن تأتي خلفها..
أغلقت إسراء بوابة القصر الخارجة ونظرت إلى الداخل لتجد زينة قد دلفت إلى القصر واختفت.. صاحت إسراء بصوت عال وهي تتجه إلى مكان وعد مع التحفظ بعدم الاقتراب منه..
استمعت وعد إلى صوتها