السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الرابع عشر بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الرابع عشر
ركضت بين دروب القسۏة ولم أجد يوما مأوى يحتويني بحب
انقبض قلبها وأخذت وتيرة أنفاسها تتعالى أكثر وهي تقف خلف الشجرة تحاول مداراة نفسها عن أعينه تتمسك بالهاتف بين يديها الاثنين بقوة شديدة..
لحظات مرت والأخرى وهي تقف كما هي ثم استدارت بجسدها وقدمت رأسها من خلف الشجرة تنظر عليهم من بعيد فوجدتهم كما هما وعاد جبل ينظر إليهم يتابع ما يحدث معهم يحملون الصناديق على السيارات المفتوحة يهمون بالرحيل..

بعدت بعينيها إلى ذلك الرجل الذي كان يقوم بتصويرهم لتجده كما هو يقف يكمل ما بدأ به يسجل كل ما يصدر عنهم..
قامت بحفظ كل ما سجلته الكاميرا وأخفت الهاتف داخل جيب بنطالها.. نظرت إليهم نظرة أخرى ثم ركضت سريعا تعود إلى المكان الذي أتت منه..
أخذت طريق العودة إلى القصر كله ركضا خوفا من أن ينتهي مما يفعله ويعود هو الآخر ليراها في الخارج ويدري بما فعلته.. إنه حذرها أكثر من مرة لا تعتقد أنه سيصمت أمامها..
وقفت على بعد خطوات من القصر بعد أن وصلت إليه أخذت تلهث پعنف وصدرها يعلو ويهبط تحاول أن تعيد انتظام أنفاسها وتهدأ كي تستطيع التفكير كيف ستعود إلى الداخل دون أن يعلم أنها خرجت ودون أن يراها أحد..
كان الهلع يسيطر عليها فحاولت السيطرة على نفسها بعدما أصبح الارتجاف في سائر جسدها طردت كل الأفكار من عقلها وحاولت أن تصب تركيزها في الشيء المهم الآن والأصعب..
وقفت لحظات تحاول أن تجد طريقة سريعة للولوج إلى الداخل قبل عودته.. في لحظة طرأت على عقلها فكرة ف أخرجت هاتفها من جيب بنطالها وضغطت عليه عدة مرات ثم وضعته على أذنها تتحدث مع شقيقتها قائلة بجدية
إسراء.. أنا بره.. بره القصر كله انزلي تحت مافيش حرس كتير حاولي تعملي أي حاجه تبعد الحارس اللي عند البوابة وافتحيلي من غير ما حد يحس
ضيقت الأخرى حاجبيها وهي تفتح شرفة الغرفة لتنظر إلى الأسفل تجد أن حديثها صحيح لا يظهر أحد من الحرس من الأساس إلا هو.. سألتها باستغراب مستفسرة
كنتي بتعملي ايه بره
صاحت الأخرى منفعلة ثم أخفضت صوتها سريعا
هو ده وقته انزلي بسرعة الأول
أومأت برأسها وهي تغلق الهاتف قائلة
طيب طيب
بعد دقائق قليلة للغاية خرجت من البوابة الداخلية وعد تركض مبتعدة عن القصر متجهة إلى الحديقة و إسراء خلفها تهتف بصوت مرتفع تناديها للعودة
وعد ارجعي هنا بلاش تروحي بعيد
لم تجيبها الصغيرة بل ركضت سريعا تتجه إلى خلف القصر وهي تضحك بصخب حتى يظهر أن ما يحدث ما هو إلا مزاح..
حاولت إسراء أن تنادي عليها عدة مرات متتالية ولكنها لم تستجيب إلى أن اختفت خلف القصر..
تقدمت من ذلك الحارس قائلة له بهدوء محاولة الثبات
لو سمحت ممكن تجيبها.. ورا القصر ضلمة
أومأ برأسه لها وأتجه سريعا تاركا إياها ليأتي بالصغيرة حبيبة رئيسه ومدللته..
وقفت إلى أن اختفى هو الآخر وعلمت أن وعد ستجعله يتأخر في العودة كما اتفقت معها لتقوم بفعل ذلك..
فتحت البوابة وأخرجت رأسها منها تبحث عن زينة فلم تجدها.. تقدمت قليلا إلى الخارج وخرج صوتها وهي تهتف بصوت خاڤت
زينة أنتي فين
ظهرت الأخرى حيث أنها كانت بعيدة متخفية في الناحية الأخرى من السور حتى لا يراها أحد.. ركضت سريعا وولجت إلى داخل القصر تشير إليها أن تأتي خلفها..
أغلقت إسراء بوابة القصر الخارجة ونظرت إلى الداخل لتجد زينة قد دلفت إلى القصر واختفت.. صاحت إسراء بصوت عال وهي تتجه إلى مكان وعد مع التحفظ بعدم الاقتراب منه..
استمعت وعد إلى صوتها

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات