السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثالث عشر بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث عشر
أثر الصدمات الآتية من أكثر الأشخاص قربا وحبا لا يكون إلا كرها ومۏتا
نظرات مټألمة ومخدوعة في سنوات راحلة ملامح لا تصدق الصدمة التي رأتها من باب الصدفة وأدركت مدى خطورتها على حياتها وحياة ابنتها قلب في لحظة تهشم وأصبح فتات ليس له أي قيمة جسد يرتجف پعنف يظهر على حركاته اللا إرادية الذهول التام وأدرك حينما أبصر الحقيقة أن أرضه كانت محتلة لسنوات عديدة.. ولكنها أحتلت بالحب والحنان.. أحتلت بالعطاء الوافر وفي الخلفية كانت الچرائم لا تعد ولا تحصى.. لم تدرك ذلك إلا الآن من باب الصدفة!

ترقرقت الدموع بعينيها الحادة ورفعت الأوراق بيدها إلى الأعلى لينظر إليهم ثم صاحت بصوت مرتجف متردد
ايه ده
جذب منها الأوراق پعنف وخرج صوته بحدة
أنتي مش هتهمدي.. مين قالك تمدي ايدك على الورق ده
صړخت بوجهه وهي ټنهار وكل حصونها تقع مدمرة حولها من هول الصدمة فلا تستطيع تحملها
رد عليا بقولك.. رد عليا ايه ده
أجابها بعجرفة وهو يقف أمامها شامخا يعلم جيدا ماذا رأت لتكن بهذه الحالة
ميخصكيش
عارضته بقوة وحده وصوتها يعلو أمامه
لأ يخصني.. يخصني أكتر منك
تقدم منها يقف أمامها أكثر إقترابا عندما رق قلبه ناحيتها ورأى رعشة جسدها الواضحة وملامحها التي تحولت إلى أوراق ذابلة
قولتلك يا زينة بدل المرة عشرة اتحكمي في فضولك وخليكي في حالك أنتي مش هتوصلي لأي حاجه إلا لو أنا اتكلمت وأنا مش هقولك حاجه لأن الحقيقة هي اللي قدامك بس أنتي مش مقتنعة
صړخت بوجهه منفعلة وهي تشير بيدها الاثنين بهمجية شديدة
ما تولع.. ياخي ما تولع أنا دلوقتي بتكلم في الورق ده! يونس يونس كان عارف كل حاجه أنت بتعملها كان شريكك
تعلقت عينيها به عندما وجدته صامت لا يجيب أطالت النظر إلى عينه الحادة فلم تدرك ما تقول وإلى ماذا تشير! وضعت يدها على صدرها تستعطفه وحالتها مذرية
رد عليا يا جبل.. أبو بنتي كان بيعمل كده معاك كان عارف كل حاجه عنك
أومأ إليها برأسه بقوة وتأكيد وبعدما كان مظهرها يؤثر على قلبه الجاف القاسې تهللت أساريره وهو يراها فرصة مناسبة لإبعاد يونس عن قلبها للنهاية وأن يرق قلبها ناحيته هو
آه كان عارف
صړخت پعنف وقسۏة وصوتها الحاد يخترق أذنيه قائلة باڼهيار
لأ.. لأ كدب... كدب
كان أناني للغاية في هذه اللحظات عندما وقف بجمود يتحدث بقسۏة لن تفيد أي شخص إلا هو
أنتي مچنونة ولا ايه سألتي ورديت والورق قدامك يثبت وأنتي عارفه إني مش كداب
تقف الدموع حبيسة على أعتاب جفنيها تأبا الهبوط بهذه السهولة أمامه ولكن الصدمة كبيرة للغاية على استيعاب عقلها وقلبها
لأ قول غير كده أرجوك.. قول غير كده إزاي يونس لأ طبعا مستحيل
حرك كتفيه وهو يستلذ بهذه النظرات الخارجة منها الغير مصدقة لما رأته وما قاله عن شقيقه ولكن في نفس الوقت تتغير هذه النظرات إلى الصدمة والذهول الذي يبغضه
طالما أنتي شايفه إنه لأ براحتك
تقدمت منه للغاية وأمسكت بيده بقوة تجهش في البكاء في لحظة ضعف أقل ما يقال عنها أنها جعلت قلبها فتات ملقى على الأرض بإهمال من قبل شخص تخلت عن بصرها لأجله! الدموع تنهمر من عينيها بغزارة كأنها كانت حبيسة لسنوات والآن تحررت..
خرجت الكلمات منها متعثرة تتليها شهقات متفرقة ونظراتها نحوه تطالب بأن ېكذب كل شيء فليس من السهل عليها أن تتحمل هذا أيضا
جبل علشان خاطري.. قولي الحقيقة كلها.. ماينفعش يونس يبقى كده ولا حتى يعرف بالكلام ده
ضغطت على يده وهي تطالب منه مرة أخرى دامجه مع رجائها عن يونس أن يكون هو الآخر غير ذلك
قولي إن فيه حاجه غلط.. قولي إنك مش كده وكل ده كدب
نظر إليها لحظات وشعر لبرهة أنها تود أن يكون شخص آخر بكل جوارحها ولكن للأسف.. تحدث بجدية وهدوء ينعم بثبات غير طبيعي أمامها
دي الحقيقة.. أنا كده جبل العامري مچرم وقاټل ويونس كان عارف كل حاجه عني وكان شريكي
دب خنجر داخل قلبها معتقد أنه مازال في موضعه بكل قسۏة وأنانية
اومال أنتي مفكرة أن الفلوس اللي كان بيصرفها عليكم دي منين
تركت يده وبقيت ترتعش أمامه أردفت سريعا توضح له وتنفي ما يريد التلميح له
من شغله.. كان شغال في شركة محترمة ومكناش أغنية بالعكس كنا زي أي حد
تعالت ضحكاته وهو يسير مبتعدا عنها متقدما من خزانته ليضع الأوراق في مكانها وهو يقول ساخرا منها
عيشتي خمس سنين أنتي وبنتك وأختك بفلوسه اللي سابها وزي أي حد أنتي بتضحكي على نفسك
صړخت به وهي ټنهار مرة أخرى وأخرى وبكائها لا يتوقف ويرتفع صوت شهقاتها في أذنيه لا تتحمل ما يقوله ولا تستطيع استقبال تلك الصدمة
ماينفعش والله العظيم ماينفعش.. يونس!.. لأ
طمست على وجهها وأزالت عبراتها وهي تحاول أن تتحلى بالثبات قائلة بروعة
يونس كان طيب وحنين.. راجل بجد ومحترم ومثقف.. كان عاقل إزاي كده أنا هتجنن
استدار ينظر إليها ببرود ولا مبالاة وراق له ما يحدث كثيرا بل وأحبه أيضا ولو كان يعلم أن هذا سيساعده لجعلها ترى الأوراق منذ مدة ولكن كل شيء يأتي في موعدة
ممكن تكون الحقيقة صعبة عليكي.. بس في النهاية هي دي الحقيقة
أشارت إلى نفسها وهي تتحرك في الغرفة تحدث نفسها باستنكار واڼهيارها الداخلي أصعب بكثير مما يظهر عليها
كان بيبعدني عن الجبل وعنك علشان كده! كان بيحذرني منك وأنا مكنتش فاهمه حاجه طلع كان عارف
وقفت تتابعه والكلمات تخرج منها بعفوية
كان عارف وكان شريكك.. طيب ليه كان بيحذرني منك ماهو كمان كان زيك
تشير إلى نفسها بدهشة وهي تهتف
أنا إزاي اتخدعت كده إزاي!..
نظرت إليه بأمل واقتربت منه لا تستطيع تقبل ما يحدث لا تستطيع أن ترى زوجها الراحل بهذا الشكل والهيئة الذي عليها شقيقه.. قاټل مچرم.. لا تستطيع فهو حقا لم يكن هكذا
الورق ده أكيد مزور.. أكيد غلط أنت عملت كده علشان أشوف يونس زيك صح.. قول الحقيقة أنت اللي عامل كده
وضع يده بجيب بنطاله كعادته الباردة وهو يتابعها دون ذرة رحمة أو شفقة لحالتها الچنونية المڼهارة
أنا لو عملت كده هستفاد ايه مثلا
أشارت إليه بقوة وصاحت بصوت مرتفع عال تقول ما أراده حقا ولكن لم يفعله فهو لم يأتي بخلده أن يفعل ذلك من الأساس
إني أكره يونس علشان أنت عارف إني لسه بحبه.. إني زي ما اتقبلته اتقبلك أنت كمان وأكمل معاك وأحبك زي ما كنت بتقول
ابتسم ببرود قائلا
أنا لو عايز أعمل كل ده مش هعمله بالطريقة الهبله دي.. عندي طرق تانية أحسن وأسرع كتير
وضعت يدها على ذراعه تستطعف كل عضو به وعينيها تذرف الدموع بغزارة ويدها الموضوعة عليه يشعر بارتجافها.. قالت پانكسار وهي تسير خلف أي شيء ېكذب ما علمته
جبل فهمني.. بالله عليك ياخي تفهمني كل حاجه والله العظيم هعملك كل اللي أنت عايزة بس فهمني اللي بيحصل أنا مش قادرة استوعب
كان ينظر إليها باستغراب لقد أنهارت بسهولة لم تفعل هكذا في أصعب لحظاتها.. لم ټنهار هكذا عندما أقترب منها ولم ټنهار هكذا عندما أخذها الجبل لم ټنهار بهذا الشكل في أي لحظة مرت عليها معه.. أيعقل إلى هذه

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات