رواية سجينة جبل العامري الفصل الثاني عشر بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
ملامحه بعد حديثها
ليه علشان قولت الحقيقة ولا يمكن تكون ۏجعتك
وقف على قدميه بعد أن ارهقه الحديث معها فهو جميعه يحتاج إلى تحليلات يرفعها إلى نفسه ثم إن كانت تجوز أن يدلى بها تعبر من بين شفتيه وتخرج وهو لم يعتد على ذلك أبدا.. أبتعد وهو يقول بنفاذ صبر
علشان كلامك كله بيحتاج تبريرات أنا مقدرش أقولها.. وكله استدراج ليا علشان أتكلم معاكي وافتحلك قلبي زي ما قولتي.. زينة أنا وأنتي اخرنا قعدة صافية زي دي أكلمك فيها كلمتين زي دول أكتر من كده لأ.. لأن دي أسرار وآه أنا تاجر س لاح وق اتل ومچرم
مش حاسه بده.. تصرفاتك الأخيرة وكل الكلام اللي حوليا خلاني أعيد حساباتي وأفكاري فيك.. مافيش مچرم بيعمل كده.. أنت نفس الشخص اللي قالي أن قلبه مافيهوش رحمة...
أشارت إلى نفسها وهي تعترف بأنه رجل لا يوجد به إلا كل الخير
أشار إليها بيده مستنكرا وعيناه تجوب وجهها بذهول
بردو الفضول ده.. أنتي مش بتحرمي أبدا
أكمل بقسۏة تعود إلى موضعها الأصلي تخرج منه بصرامة وعڼف وعيناه بدأت في التحول
حاولي متمشيش ورا فضولك علشان ممكن يوقعك في غلط أكبر مني ومنك.. وقتها هتنوري في الجبل ومش هسمي عليكي
رجعنا للغرور والتكبر والكلام الزفت اللي زيك
شعر بها وبما جال بخاطرها فعاد يقص عليها ما قاله يطمئنها بأنه لن يعود ذلك الشخص القاسې مرة أخرى
بعرفك بس.. متزعليش أوي كده أنا مش برجع في كلمتي قولتلك خلاص هنتعامل كويس
ماشي بس ايه الغلط اللي ممكن يكون أكبر منك
ضغط على شفتيه بقوة بعدما انفعل بسبب فضولها الزائد عن حده فهي لا تترك الكلمة تمر مرور الكرام قال بضيق
أنتي مش بتهمدي..
رن هاتفه على الفراش فتقدم يأخذه نظر إلى شاشته وعاد إليها قائلا
معايا تلفون مهم
ذهب إلى الشرفة بعد أن فتح الهاتف ودلف ليتحدث به وترك الأوراق على الفراش كما هي..
طريقة تواصلهم الذي اختلفت كثيرا وهي التي لم تعد تفهم شيء أكثر من السابق حتى لم تفهم نفسها!.. ما الذي يحدث معهم!..
حركت رأسها بقوة وهي تشعر بالصداع يداهمها من كثرة الأفكار وحاولت طردهم إلى أن تنهي النقاش معه لتبدأ بالصداع وهي تفكر بعد انتهاء الحديث ليكن مرة واحدة..
انتهزت الفرصة عندما أدركت أنه مشغول عنها وهذه الأوراق شغلته أكثر أثناء الحديث فازاد فضولها نحوها وتقدمت منها وهي جالسة على الفراش تضغط على شفتيها بحدة وهي تتمسك ببعض منهم..
رفعت الأوراق أمام وجهها وأخذت تقرأ محتواها وهي تبدل من ورقة إلى الاخرى ثم وقفت بعينيها على حين غرة ودققت النظر وعينيها تتسع پصدمة وذهول..
ألقت ما بيدها وأخذت من بقية
الأوراق على الفراش وعينيها تتسع أكثر وأكثر لم تستطع أن تبتلع تلك الغصة التي وقفت بحلقها وهي تقرأ ما كتب على الأوراق وتلك التواقيع أسفله!!..
كل الأوراق تنص على الإجرام الكامل! كل الأوراق ټقتل البشر كل ما
كتب ينص على قتل النفس والتحريض على ذلك.. حقائق وأسرار بشعة تنظر إليها بعنيها ولا تصدق ما تراه.. وكأن الآية انقلبت!.
رفعت وجهها عنهم محركة شفتيها ناطقة بارتجاف
إزاي.. معقول!
حقيقة أخرى تحل عليها من المساء بطريقة غير معقولة وكأن الله يبعث إليها الحقائق واحدة تلو الأخرى لتستطيع التفريق ومعرفة البشر وما يفعلون من حولها..
احتلت الصدمة كيانها وارتجف جسدها والشريط المار على عقلها لا يتوقف بكل ذكرى راحلة منذ البداية إلى الآن!..
رأته يدلف من الشرفة ينظر إليها والأوراق بيدها تابع نظراته ببرود تام ووقف شامخا أمامها يعود لعصره بعدما علم أن فضولها ساقها إلى تلك الأوراق وعلمت محتواها!..
لكنها كانت في حالة أخرى بعيدة كل البعد عن التفكير به.. بل كانت تفكر بحياتها الضائعة سابقا والآن!..
يتبع