السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثاني عشر بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

طالما خلاص اتحكم علينا بده وده في مصلحتك ومصلحتي
تفوه مستغربا من حديثها
مصلحتي وعرفناها.. مصلحتك ليه بقى
عادت المسافة التي ابتعدتها مرة أخرى وقالت بجدية وصدق نابع من قلبها وعقلها الذي قټله التفكير
أولا علشان بنتي.. ثانيا علشان أنا تعبت منك وتعبت من تفكيري فيك أنت شخص كويس ولا لا ومحتاجه أفهم بجد وارتاح
ترك ما بيده تماما واعتدل في جلسته عندما طرح عقله عليه هذا السؤال بعد حديثها الذي استشعر به الصدق فقال دون مقدمات
لو طلعت شخص كويس مش زي ما أنتي شايفه هتعملي ايه.. هتفضلي معايا ولا هاتمشي
نظرت إليه للحظة ثم عدلت عليه
أنت سألت السؤال غلط
حرك رأسه يسألها وعيناه تتابع كل حركة تصدر عنها
وايه الصح
نظرت إليه بعمق وبقوة ثم خرجت الكلمات من بين شفتيها تعدل سؤاله ليكون عقلاني أكثر
لو طلعت شخص كويس مش زي ما أنتي شايفه هتغيري نظرتك السابقة فيا وتنسي اللي عملته فيكي ولا لأ
ظل ينظر إليها دون حديث فأكملت هي قائلة
من هنا نقدر نسأل ولو هغير نظرتي وانسى تسأل بعدها هتتقبليني ولا لأ وبعدها هتقعدي ولا لأ
لا يدري لما أصبح ينظر إليها كل هذه المدة دون حديث وهي تتابع عيناه دون كلل أو ملل بل وقف الحديث على طرفي لسان كل منهما ولكنه في لحظة ما خرجت منه الكلمات بعفوية تامة
لو نسيتي وغيرتي رأيك فيا.. هتحبيني
كررت نفس الكلمة باستغراب تام وذهول أحاط عقلها بعد أن ارتجف جسدها من أثرها عليها
أحبك!
بقيت تنظر إليه دون إجابة وهي ترى عيناه وملامحه تترقبها وتنتظر منها إجابة.. أهو حقا ينتظر منها أن تحبه أهو يتخيل أن الأمر بهذه السهولة أو هو تغيرت مشاعره تجاهها ليقول هذا الحديث مرة واحدة.. أهو مختل لقد قفز مرة واحدة في العلاقة بينهم وهي لا تستطيع تحديد أي مرسى تقف عليه الآن معه أنها فقط أرادت التحدث ليس أكثر
شاهد تعابير ملامحها التي تتغير كل لحظة والأخرى وكأنها تحدث نفسها قال
ايه صعب
حاولت الهرب من حديثه لتعود إلى ما أرادت وقالت بضيق وانزعاج
أنت بتغير الموضوع وبتهرب بردو
نفى ما قالته وهو يوجه لها نفس الإتهام بالهرب
أنتي دلوقتي اللي بتهربي
تابعته قائلة بامتعاض
بس أنا اللي سألت الأول
استاء من حديثها لأنه على علم تام بما تريد وفجأة أراد أن يبدل الأدوار وراقت له اللعبة
معلش مش في حضانة إحنا
وجدها تسأله بضيق شديد يظهر على
ملامحها
أنت إزاي كده
لوى شفتيه قائلا
كده ايه
خرجت الكلمات منها بنفعال بعد أن احتارت في وصفة.. بكل أريحية يجلس الآن ينظر إليها بعينيه الخضراء الصافية يخفي نظرته المخيفة عنها وكأن لم يكن هناك أي شيء سيء فعله معها
مبقتش فاهمه أي حاجه منك بجد.. عصبي ودبش قاسې وعڼيف ولا حنين وطيب عادل وحكيم لأ وبتتكلم معايا دلوقتي عادي كده من غير ما عينك تبصلي البصة اللي بتخوف دي
ارتفعت ضحكاته التي لم تخرج مؤخرا إلا معها هي بسبب تلك العفوية الغريبة التي تستدرجه إليها بكامل إرادته
أنا عيني بتخوف
أومأت إليه دون خوف مؤكدة
آه
صمت وهو ينظر إليها ومازال يضحك فابعدت الضحكات عنه وهي تقول بضعف وحزن ظهر عليها
جبل.. احكيلي
تنهد بعمق وهو ينظر إلى ضعفها ويشعر بمدى المعاناة التي تمر بها خصوصا أنها امراة حرة فضولية تريد أن تكون على علم بكل شيء أردف بجدية شديدة
ماينفعش.. جبل اللي أنتي عرفتيه ماينفعش يتهز ولازم يفضل زي ما هو.. وكلمة مني يا غزال طالما أنتي عايزة نبقى كويسين هبقى كويس معاكي بس طول ما أنتي مش بتغلطي
احتارت وهي تقترب منه تشير إليه

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات