رواية سجينة جبل العامري الفصل الحادي عشر بقلم ندا حسن
كيف تسأله بطريقة أفضل من ذلك ليجيب عليها بصدق ولا تكن أمامه فضولية تتدخل في حياته التي أعلنت رفضها لها
كنت بتبص ليها كده ليه
تابع النظر إلى سوداوية عينيها وسألها مضيقا ما بين حاجبيه
كده إزاي مش فاهم قصدك
حركت كتفيها وهي تلوي شفتيها قائلة مرة أخرى محاولة الشرح له أكثر
كده.. شوية بحنين واشتياق وشوية تانين بقسۏة وكره
أول ما شوفتها حسيت فعلا إني مشتاق لها بقالها كتير أوي بعيدة.. كانت متربية معانا هنا بعد كده افتكرت كل حاجه وأدركت أن مش دي اللي الواحد يشتاقلها
مثلت قدامها أننا كويسين ليه.. حبيبتي وبتاع
ابتسم بزاوية فمه ساخرا منها
فيها ايه لما أقول أنك حبيبتي.. مش مراتي!..
خرج صوتها المحتج تنظر إليه بقوة
جبل بلاش لف ودوران
أومأ برأسه للأمام وهو يضع يده الاثنين ببعضهم البعض يتكأ للأمام بجسده وهو جوارها وقال بجدية وقد كانت هذه رغبته حقا
صمتت لبرهة وهي تنظر إليه باستغراب ثم أردفت بجدية تماثل جديته تدلي إليه بشيء غريب تغير به
أول مرة تبقى عايز تثبت لحد حاجه.. أو بمعنى أصح تبقى عامل لحد حساب ولتفكيره
استدار برأسه ينظر إليها وابتسم بتهكم يقول
بدأتي تعرفيني أهو
استمع إلى سؤالها الذي خرج من شفتيها باهتمام كبير وتابع نظرات عينيها المستفهمة التي تود الإجابة سريعا وكأنها يهمها أمره
أومأ إليها ولم يخفي عليها سرا قائلا
آه.. كان فيه بس حاليا قلبي مابيعرفش يحب
تابع وهو يرى نظراتها الغريبة الذي لم يستطع أن يحدد منها أي الشعور ينتابها الآن وقال بغلظة وقسۏة لا توحي بأنه يتحدث عن الحب أبدا
لكن تأكدي لو جت الفرصة اللي يحب فيها مش همنعه سواء عافية أو لأ
وجدته يسترسل معها في الحديث فتجرأت أكثر
قال بمنتهى البساطة وكأنه يتحدث مع نفسه لا يدري ما العواقب لكل ما يفعله الآن
إني مش جبل اللي تعرفه نهائي ودي حقيقة أنا بقيت واحد تاني تماما وإني حياتي مستقرة معاكي
هتفت بقوة وحزم وهي تسأله بسرعة
يعني أنت مكنتش كده! صح
نظر إليها وقد ندم لأنه غاص معها بالحديث وأدلى بأشياء ليس عليه التحدث عنها كيف له أن يقول كل هذا الحديث دون حساب كيف له أن يتفوه بالكثير عنه وعن حياته معها بكل هذه السهولة
أنا عندي شغل لازم أمشي.. ارتاحي
أردفت سريعا وهي تراه يتوجه للخارج
أنت بتهرب
كانت تود أن تعلم أكثر عنه.. تحدد إن أرادت تبقى لتعلم ما الذي يحدث أو تبقى لأجل ابنتها أو.. لأجله.. وهذه الفرصة الوحيدة التي يمكنها تجميع الخيوط منها..
استدار إليها ورد بغلظة وخشونة
أنا عمري ما هربت
تفوهت بما يشعر به قلبها وعقلها واتحاد كل ما بها قالت له ما تراه منه وما تفهمه ومع ذلك وإلى الآن لم تفهمه هو.. خرجت كلماتها بشاجعة وهي تعبر عنه
خليك شجاع للآخر.. قولي أن ده مش أنت مستحيل يكون في شخص بالقسۏة دي.. لأ لأ مش قسۏة أنت متناقض.. أنت رحيم أوي وفي نفس الوقت بتقول أن قلبك مفيهوش رحمة.. قاسې أوي وفي نفس الوقت حنين
وقف معتدلا ينظر إليها باستغراب لا