رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل السادس
أتى المستحيل الذي هددها به لازت بالفرار وانتهت روايتها مع عائلة العامري
نظر إلى عيونها الزرقاء وتابع بعينيه هو البحث في ملامحها النظر إلى شفتيها التي هتفت اسمه برقة لا مثيل لها وكأنه قطعة من قماش الحرير لمسه الهواء والهوى بكل رقة ونعومة..
أومأ إليها برأسه للأمام يؤكد أنه هو
آه عاصم
وجدها تنظر إليه ببلاهة ولم تتحدث فأردف مرة أخرى يسألها
نظرت إلى الهاتف بيدها ثم إليه وتحدثت بصوت خاڤت والملل يتأكل منها
أصل بصراحة الدنيا ملل أوي هنا والجزيرة مافيش فيها شبكة نزلت اتمشى في الجنينة أحاول أجمع شبكة
ابتسم وهو يتابع ملامحها المنزعجة وكأنها طفلة فاقدة أصدقائها الذي تلعب معهم قال بجدية
الجزيرة فيها شبكة في كل مكان على فكرة اومال احنا بنتكلم إزاي
أقصد شبكة نت
أقترب خطوة بقدميه فأصبح جسده العريض أمامها يخفيها لمن نظر من خلفه
فيها كمان شبكة نت تحبي افتحهالك
نظرت إليه بسعادة متسائلة عن صحة حديثه
بجد ياريت أوي
أومأ إليها برأسه للأمام يهتف بصوته الرجولي المميز بالنسبة إليها بهدوء
حاضر
نظر حوله في الظلام الدامس في هذه المنطقة المتوارية عن بوابة القصر والقصر نفسه والحرس جميعا وقال لها بجدية بعد أن استقر بعيونه عليها من جديد
رفعت أحد حاجبيها الشقراء وتركزت بعينيها عليه تسائلة باستفهام
ليه
ضحك واتسعت شفتيه تبتعد عن بعضها ظاهرة من خلفها أسنانه وفي رأسه أشياء عديدة يعبث بها ليست هي من تعبث به
لمصلحتك
حركت رأسها بخفة وهي تنظر إليه لا تستوعب حديثه
مش فاهمه
ابتسم أكثر وهو يتابعها قائلا بجدية
أحسن بردو إنك مش فاهمه.. شكلنا هنبقى صحاب أوي
اشمعنى
تحدث بغرور وعنجهية وهو يقترب منها برأسه قائلا
أصلي بحب العلاقة اللي أبقى أنا بس اللي فاهم فيها
ضيقت عينيها الزرقاء عليه واستنكرته وهي تهتف
متكبر!
ضحك هذه المرة بصوت مرتفع ينظر إليها وإلى تعابير وجهها الذي تثبت إليه في كل حركة منها أنها طفلة وليست فتاة ناضجة كما تدعي فتراجع عن حديثه قائلا
نظرت إليه للحظات وهي تستنكر ما يفعله بحديثه أو حركاته التي تصدر عنه أردفت بجدية وهي تبتعد للخلف
طيب عن اذنك بقى
تمسك بيدها سريعا قبل أن ترحل وتسائل بلهفة غريبة عليه
رايحه فين
نظرت إليه وإلى يده التي تمسك بيدها فتنحنح هو وابتعد للخلف تاركا إياها فأجابته قائلة بجدية وهي تنظر إليه بعبث
طالعه.. مش قولتلي بلاش أنزل في وقت متأخر
وأنتي مطيعة أوي كده
وجدها تنظر إليه باستغراب لم تجيب عليه ولم تبدي أي ردة فعل على حديثه وكأنها تقف مستغربة للغاية مما يفعل ومما يقول فتابع مرة أخرى باقتراح
مافيش مانع نفضل مع بعض شوية.. أضيعلك الملل وتعملي صحاب ولا ايه
فكرت للحظة في حديثه فهو محق للغاية أنها تحتاج لتكوين صداقات لا الحقيقية هي لا نحتاج لذلك ولكن الهوى يلقيها عليه لتستكشف ما به ذلك الرجل العملاق
عندك حق
أشار إليها بيده ناحية الحديقة في الأمام عند القصر أمام الجميع من الحرس وغيرهم
طيب تعالي نقعد.. تعالي
سار معها ليجلسوا سويا وهي جواره تسير بخجل وفراشات معدتها تعبث بها في الداخل لأجل تلك الفكرة الغبية التي وافقت عليها.. كيف تجلس معه وتتحدث وتنظر إليه وهو يباغتها بنظراته الجريئة الحرة!.
من الأعلى رصدتهم فرح من داخل شرفتها بعيون تشتعل بالڠضب والبغض الشديد تجاه عاصم الغبي الذي يسير خلف