السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الرابع بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بقالي خمس سنين عايشة في أمان مضعش مني غير لما جيت هنا وأنا بنتي في حمايتي أنا وطول ماهي معايا محصلهاش حاجه..
ربتت والدته على صدرها بيدها وهي تقول بهدوء غريب يعكر مزاج الأخرى وتشعر من بعده بالفوران
الجواز هيبقى أحسن صدقيني أنا بحبك وعمري ما اذيكي
صړخت قائلة وهي تشيح بيدها بهم
وأنا رافضة.. أنا رافضة ومش هتجوز هو بالعافية
بعد صمت استمر منه وهو يتابع صړاخها وحركاتها العڼيفة بعينيه وحديثها مع والدته أشتهاها أكثر من الأول وأحب الوصول إليها أكثر من اللازم ثم نطق بجمود
آه بالعافية
أقتربت منه دون خوف بعنفوان وهي تصيح به پغضب
لأ مش بالعافية مين أنت علشان تتجوزني ڠصب.. أنت حتى مش محترم أخوك المېت أنت إزاي كده
وقف أمامها بعدما أقتربت منه وسارت أمامه مباشرة نظر داخل عينيها السوداء التي تحترق من الڠضب والغيظ من حديثهم وأجابها ببرود تام وفتور لا نهاية له
أنا كده وهفضل كده.. وعلشان أنا بحترم أخويا المېت عايز ألم لحمه اللي هي بنته وعلشان مظلمكيش وأخدها منك قولت اتجوزك وتقعدي معاها
استنكرت حديثه باستياء وتطاولت عليه وهي تسبه بعصبية رافعة من صوتها علها تثبت له أنها قوية
ت ايه.. تاخد مين مني أنت مچنون ولا ايه لأ بقولكم ايه مش علشان أنا دخلت عندكم في المكان القذر ده لوحدي تقولوا خلاص نقدر عليها
أكملت بجدية شديدة وهي تنظر إليه بتحدي وقوة
أنا ولا هتجوزك ولا هتجوز غيرك وبنتي هاخدها وأمشي من هنا وكمان معايا حقي
ابتسم بسخرية وجمود وهو ينظر إلى والدته بتهكم ثم إليها يسألها
وأنا ايه اللي يجبرني على كده
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها ووقفت تحرك قدمها ناظرة إليه بحدة وشكوكها تلعب بداخل رأسها فتحدثت بلغز لعله ېخاف منها
كتير يجبرك.. كتير
ابتسم باتساع أكثر وأشرق وجهه ووصل إليه التعبير المناسب الذي أرادت أن توصله إليه فتحكم بالحديث قائلا
أعلى ما في خيلك اركبيه.. مافيش ميراث ومافيش مشي من هنا إلا لو حبيتي تمشي أنتي وأختك يبقى الباب مفتوح وبالسلامة لكن بنت عيلة العامري مش هتطلع من هنا.. والقرار قرارك
تحدته وعيناها تقابل عيناه المخيفة ولكنها حاولت الصمود لأجل أن تذهب من هنا هي وابنتها في أقرب وقت فقد كان يونس الوحيد على حق
هنمشي يا جبل بيه.. ومتقوليش أن كل ده علشان خاطر وعد لأن وعد دي أنت مسألتش عليها مرة واحدة من يوم يونس ما ماټ أنا مش غبية أنا فاهمه كل حاجه
رفع حاجبه يسألها بوضوح وهو يعلم مقصدها
اومال علشان ايه
قالت بجدية وكره ظهر له لأنها تفهمت جيدا ما الذي يريده ليس الفتاة الصغيرة ولا المال أنه لا يريد غيرها
أسأل عيونك وهي تقولك علشان ايه
أقترب خطوة ممسكا بذراعها يسحبها إليه فجعل وجهها مقابلا له ولفح وجهها بأنفاسه الذي كرهتها من المرة السابقة وهو يهددها مرة أخرى
اسمعي يا غزال.. أنا سبق وقولتلك زعلي وحش الله الوكيل وحش بلاش أحسنلك
استغربت هذا الاسم الذي يناديها به للمرة الثانية ولكنها تغاضت عن ذلك الأمر الآن وصړخت بوجهه غير مبالية بحديثه
ما تزعل ولا تتفلق
تحولت نبرته إلى الحدة والجمود وهو يضغط بيده على ذراعها ضاغطا على كل حرف يخرج من فمه بغلظة
ماهو زعلي ده هيطلع على اللي خلفوكي واحد واحد لحد ما يطلع عينك من مكانها وتتمني المۏت ومتلاقيش اللي يدهولك
عاندته وهي تصيح بوجهه ماحيه معالم الخۏف الذي رآها سابقا على ملامحها ووقفت صامدة
اللي خلفوني ماتوا من زمان والمۏت ربنا اللي بيديه مش أنت يا جبل بيه يا كبير الجزيرة

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات