السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثالث بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث
جزيرة العامري موضع لكل اشتباه جال بخاطرها
دارت عيونها السوداء على الجميع وكأنها تائهة بينهم تضل طريق العودة إلى واقعها أو تضل المرسى لفهم ما يحدث حولها وقد كان هذا صحيح فهي تقف بينهم وكأنها خيال.. الجميع يعلم ويفهم ما الذي سيحدث بعد قليل ولما الشرطة متجهة إلى الجزيرة إلا هي.. هي فقط من يجهل الأسباب..

أضاف جبل على كلمات عاصم بقسۏة وصرامة
مش عايز أشوف حارس واحد من اللي بره معانا.. صرفهم لحد ما نخلص
أجابه الآخر قائلا بجدية شديدة وهو يصب تركيزه كله معه
كده هنحتاج رجالة كتير
عقب سريعا يكمل حديثه مجيبا بملامح قاسېة لأنه أدرك أن هناك خائڼ بينهم
رجالة الجزيرة موجودين
تقدم منه عاصم قائلا بعملية
جبل!
نفى الآخر برأسه وهو يحركها يمينا ويسارا ثم تفوه
لأ.. الجزيرة يا عاصم
أكمل قائلا بعملية شديدة وهو يتقدم معه إلى الأمام للخروج من القصر
لسه في وقت نقدر ننقل محتاجين مش أقل من تلت ساعات علشان يوصلوا الجزيرة.. إلا لو جايين بطايرات
أجابه الآخر وهو يسرع في التقدم مثله ليحاولوا إنقاذ الموقف الذي وضعوا به
لأ حملة طالعة من المدرية بري
اومأ إليه جبل وهم يخرجون من القصر إلى الحديقة بسرعة كبيرة فقط ليجعل الأمر طبيعي وعلى ما يرام.. في كل مرة لا أحد يستطيع أن يفعل معه شيء أو تقدم إليه أي من التهم لأنه على قدر عالي من الذكاء ومر عليه الكثير مثل هذه المواقف ولكن الوقت هو الوحيد الذي يزعجه.. ثم بعد ذلك سيكون حساب ذلك الخائڼ الذي بينهم عسير.. والجميع يعلم كيف يحاسب جبل العامري وهناك من يشهد على ذلك وتخلد هذه الشهادة داخله
تسائلت إسراء بعيون تتلهف لمعرفة ما الذي يحدث وهي تنظر إلى فرح
هو ايه اللي بيحصل
أجابتها شقيقته بتكبر وهي تبتعد لتخرج من الغرفة قائلة
مافيش حاجه
ابتعدت زينة بنظرها إلى ابنتها وعد الصغيرة وأشارت إليها بيدها لتتقدم منها الفتاة فقامت والدتها باحتضانها بسرعة ورفعت رأسها تكرر سؤال شقيقتها على والدته
هو في ايه يا طنط
وقفت والدته هي الأخرى على قدميها وقد بدا القلق على ملامحها بوضوح وظهر التوتر في نبرة صوتها ومع خروج كلماتها من فمها
مافيش حاجه يا زينة.. مافيش
تقدمت لتخرج من الغرفة على عجلة من أمرها ولكن زينة أوقفتها وهي تقف مثلها تتقدم منها لتقف قبالتها تكرر بحدة أكبر مطالبة أن تعلم ما الذي يجري
مافيش إزاي البوليس جاي الجزيرة ليه ومال ابنك اتخض وطلع يجري.. مش هو لوحده كلكم
نظرت إليها والدته بحدة هي الأخرى وقالت بجدية ونبرة قوية
قولتلك مافيش يا زينة.. ولو في حاجه وإحنا مقولناش يبقى متخصكيش
طالعتها بغرابة شديدة وتمسكت بيد ابنتها بقوة أهي قاربت على فهم ما يحدث!..
خرجت وجيدة من الغرفة لتصعد عاليا كي تستطيع أن ترى ما الذي يحدث في الخارج من الأعلى على الرغم من أن المنطقة بعيدة قليلا عن سكان الجزيرة ولكن جبل لديه تلسكوب في غرفته يراقب به كل ما يحدث بين أهل الجزيرة..
وقفت زينة في مكانها لم تعد تعلم ما الذي من المفترض أن تفعله غير أن تدعي أن يمر ذلك الأسبوع بسلام كي تاخد مالها وترحل من هنا دون رجعة أبدا لقد رأت كل ما هو غريب هنا وحقا كل ما هو غريب الخدم يقولون ألقاب تعتقد أنها لم تعد موجودة من الكثير الحرس كثيرون بطريقة مبالغ بها المنطقة بأكملها غريبة بطريقة مريبة وهو ذلك الجبل الشامخ أمامها يخيفها بكل ما فيه.. لحظات لا تهتز ولو شعرة واحدة منها ولحظات

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات