السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثاني بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يأخذ الطفلة من والدتها قصرا.. إنه ولدها وهي تعرفه جيدا وتعرف حلوله الغريبة
لو مش عايز تتجوز وتعمل عيله وتحب مراتك.. اتجوزها ولم لحم أخوك وأعمل ما بدالك بعدين.. عايز تتجوز تاني اتجوز عايز تحط عقلك في راسك وتخليك مع زينة يبقى خير وبركة
أجاب على حديثها بمنتهى البساطة وكأنها تتحدث مع ذاتها
مش هتجوز يا أم جبل.. وزينة هتقعد
حركت رأسها وشفتيها وهي تجيبه قائلة بعقلانية لأنها من خلال معرفتها البسيطة ب زينة علمت أنها لن تخضع بتلك السهولة
مش هي اللي هتقعد بالذوق
ونخسرها هي وبتنا
صړخ بوجهها بصوت عالي لأنها تحدثت أكثر من اللازم وقامت بفتح چروح قديمة جعلها تلتئم بصعوبة صحيح لم تعد تؤلمه ولكنها تبقى چروح
في داهية
صړخت هي الأخرى بوجهه وتغيرت ملامحها أكثر وأكثر عليه ورفعت سبابة يدها اليمنى أمام وجهه بحدة
لأ مش في داهية يا جبل.. بت ابني مش هتطلع من الجزيرة وبالسياسه كله بالسياسه يا جبل
أبتعد بوجهه عنها وقال
ماشي يما.. ماشي
خرجت من الغرفة بعد أن استمعت إلى آخر كلماته وتوجهت إلى الخارج وهي عازمة أمرها ومقررة داخلها أن مهما يحدث لن ترحل ابنة ولدها من هنا لن تذهب إلى خارج بوابة القصر خطوة واحدة وإن أقامت الحړب على الجميع وأول من بهم ولدها..
وقف بالداخل ممسكا عمود الفراش يضغط عليه بيده يفكر فيما قالته والدته كثير من الاتجاهات تتعارض مع زواجه وبالخصوص واحدة مثلها هناك أشياء كثيرة تخفى عن البعض على الجزيرة وهي واحدة منهم.. يجيب أن ترحل من الأساس وجودها هنا يسبب خطړ إليه وإلى الجميع ولكن والدته ترى ذلك من ناحية أخرى
ابنة شقيقه وكأنه هو أمام والدته لذا لا تريدها أن ترحل.. يستطيع أن يجعل والدتها تذهب رغما عنها ويبقي الفتاة ولكنه لا يضمن ما الذي من الممكن أن تفعله وهي خارج الجزيرة لاسترداد ابنتها..
ترك الأمر جانبا عندما عاد عقله إلى تلك النقطة التي عبثت بها والدته.. أهو لا يريد الزواج لأجلها أم لأجل أنه لا يريد من الأساس!
نهر نفسه وهو يتحرك مبتعدا عن الفراش فقد تلقى العلاج الكامل لحالته بعد رحيلها ومكانها الذي كان في قلبه أصبح ممتلئ بشيء آخر بعيد كل البعد عنها وعن ماضيه معها..
في الصباح
كان الجميع يجلس في الصالون بعد تناول الفطور على السفرة سويا..
أقتربت الفتاة الصغيرة وعد من جدتها التي شعرت بحنيتها وحبها لها وجلست على قدميها وهي تفتح بيدها ورقة مطوية لترفعها أمام نظرها قائلة لها بحب
تيته دي أنا وأنتي رسمتها علشان أخدها معايا وأنا مسافرة
نظرت إليها وجيدة كانت رسمة طفولية للغاية بها فتاة صغيرة وسيدة لم تستطع بأن تجعلها رائعة إلا بحبها الذي رسمت به..
ابتسمت وجيدة بسعادة وهي ټحتضنها قائلة بحب وفرحة
الله حلوة أوي.. بس أنا مش هسيبك تسافري على طول كده أنا مشبعتش منك
بينما هو كان ينظر إلى تلك التي تجلس أمامه مباشرة ولأول مرة بحياته ينظر إليها بهذه الطريقة يبدو أن حديث والدته أمس جعل الرجل الذي بداخله يستفيق وينظر إليها بنظرات الرجال الجائعة...
لأول مرة ينظر إلى جمالها الطبيعي المعتاد في كل الوجوه ولكنها جميلة غيرهم بعيونها السوداء الحالكة التي تماثل خصلاتها.. وبشفاهها ونظراتها وبذلك الجسد المغري والحركات الأنثوية..
آن داخله پألم لقد نسي كل هذه الأشياء لما جعلته والدته يستفيق من جديد ويتبع اهوائه وغرائزه وهي من زوجة شقيقه!.. ولكنها للحق تستحق
كم أنه وقح وعديم الشرف ينظر إلى زوجة أخيه هذه النظرات القڈرة ويقيمها من الأسفل إلى الأعلى ويقيم مفاتنها
الذي حرم منها ومن أي امرأة لسنوات..
ولكن تقريبا حديث والدته صحيح! لما لا يتزوج خصوصا إن كانت واحدة أتت إلى حده كما قالت هي بالأمس!..
كانت على الطرف الآخر تبتعد بعينيها إلى ابنتها وجدتها تتابع حديثهم من اللحظة إلى الأخرى وبينهما تتابعه هو وترى شروده بها ونظراته المثبتة عليها.. مرة على عينيها مباشرة ومرة على خصلاتها ومرة أخرى على جسدها..
أهو مختل أم ماذا.. استغربت نظراته كثيرا فقد تقابلت معه في الأيام الماضية بكثرة ولكنه لم يكن هكذا أبدا بل كان غير مبالي بها وعديم الاهتمام والحديث معها.. ما به الآن
هل ينوي على فعل شيء معها هل يفكر في منع الميراث عنها وعن ابنتها ولكن وجيدة أكدت أن ذلك لن يحدث وستأخذ كل ما لها عندهم.. شعرت بالإحراج كثيرا من نظراته التي ربما تتحول إلى الرغبة الواضحة بعينيه هي تعرف هذه النظرة جيدا الآن ربما تحركه شهواته تجاهها
نهرت تفكيرها ونفسها سريعا على هذه الأفكار الغبية والكريهة التي أتت على عقلها تجاة شقيق زوجها والتي لم يعاملها بهذه الطريقة التي فكرت بها أبدا منذ معرفتها به إلى اليوم.. يبدو أنها هي التي بحاجه وجود رجل جوارها ففكرت بهذه الطريقة..
في لحظة والجميع كل منهم في رأسه شيء قطع حبل أفكارهم بمجرد أن دلف عاصم إلى الغرفة مقتحمها عليهم يهتف بصوت عالي قلق للغاية
جبل.. حملة طالعة من المدرية على الجزيرة
وقف جبل سريعا على قدميه بعيون متسعة إلى آخرها ينظر إليه بقسۏة والآخر يبادله النظرات بفزع لأجل ما سيحدث في الجزيرة بعد قليل..
بينما هي طالعتهم باستغراب شديد ونظراتها تتجه من واحد تلو الآخر من أهل القصر والذي بدى على وجوههم معرفة ما الذي يجري على عكسها هي وشقيقتها..
يتبع

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات