السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ثري العشق والقسۏة الفصل الرابع عشر بقلم اية العربي

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بهدوء 
فعلت ذلك بدافع قلقي عليك أنت تعيش بمفردك ولم أرك بعد خطبتنا وحتى لم تهاتفني لذا كان يجب أن أتأكد من سلامتك قبل إصدار الأحكام فأنا لست من النوع المتسرع أو المسيئة للظنون 
تابعت النظر له لتستعير منه تلك النظرة الخبيثة وتردف 
والآن أراك بحال أفضل وتستطيع تدبير أمورك لذا لأصحح خطأي وأعود للمنزل في الحال وفضلا حينما تنتهي من طعامك ودوائك سأكون في انتظارك في حديقة منزلي عن إذنك 
تحركت تخطو بخطوات سريعة تدل على توترها الذي لم يخفى عليه لذا حررها ود لو قبض عليها ولقنها درسا حادا ورومانسيا على ما فعلته به خلال اليومين المنصرمين ولكن حينها لن يكون نفسه صقر الذي عرف بذكائه وصبره حينها سيكون خسر جزءا من حبها له 
غادرت هي وزفرت براحة كمن أخذت حريتها عندما وصلت للحديقة أما هو فنظر للصينية التى بين قبضتي يده ثم للمكان من حوله ليبتسم على رتابتها حيث لم تترك فوضى في مطبخه 
وضع الصينية على الحامل وسحب إحدى المقاعد المعدنية ليجلس عليه ويبدأ في تناول الطعام مستمتعا بمذاقه الطيب وعقله يفكر في كيفية إقناعها بسرعة زوا جهما دون إثارة أي شكوك فكلما كانت قريبة منه يجد قوة غريبة تمتلكه في سحبها إليه ليكسر عظامها ويسحق شفتيها الثرثارة تلك 
بعد وقت خرج من باب ڤيلته الرئيسي يرتدي ملابس تليق به كمن يذهب للقاء شخصية هامة وهل لديه أهم منها 
تحرك حتى توقف أمام الحارس الذي كسر الباب وأردف بعيون حادة ونبرة مخيفة 
رأيتك من خلال الكاميرات تكسر باب منزلي 
تحدث الرجل وعينه لا تفارق الحشائش في أرض الحديقة ليبرر قائلا 
لقد كنت مجبرا سيد صقر ولو لم أكسره لكانت الآنسة ناردين كسرته بنفسها 
انحنى قليلا ليهمس له بفحيح يشوبه الڠضب 
كنت أود ذلك لأجد سببا يجعلني أقتلك ولكن أصبح تصرفك معها يعيقني لذا فلتدعو لها دوما 
تركه وتحرك للخارج بعدما هندم نفسه يخطو بثبات تجاه ڤيلتها حيث تنتظره في حديقتها كما قالت 
عبر الفيلا دون عناء فقد بات من ضمن أهلها نسيبا وتحرك للجهة الخلفية بعدما أخبره الحارس أنها تنتظره هناك 
كانت منشغلة ب ري الزهور التى زرعتها بنفسها ترتدي فستانا محتشما غير الذي رآها به منذ قليل 
هذا أجمل يليق بها اللون الازرق بل تليق بها كل الألوان لم تخلق الألوان للطبيعة بل خلقت لتليق بها 
يبدو أنها في مزاج جيد بعد أن اطمأنت عليه تنحني قليلا عند زهورها لتباشرها بينما خصلاتها تتدلى وتنتشر حولها بطريقة ساحرة ليقف يتابعها ويتأمل نعومتها لثواني 
اعتدلت تضع سقي الماء مكانه بعدما توغل عطره لأنفها لتلتفت تطالعه بهدوء وثقة قائلة 
حسنا لنتفق على شئ ما إما أن تضع عطرك هذا دوما أو تتحدث عندما تأتي 
تقدم قليلا بخطوات ثابتة وتحدث وهو يهز منكبيه 
حسنا فعلت أحدهم دون إتفاق والآن دعينا نجلس ونتحدث فأنا ما زلت متعبا 
قالها بمكر وهو يجلس على تلك الطاولة لتتنفس بعمق وتتجه تقف أمامه قائلة برتابة 
دعني أضايفك أولا ماذا تحب أن تحتسي 
ابتسم لعينيها وتحدث بعمق 
أحتسيت منذ قليل حساءا مميزا صنع لي بحب ولا أود أن أتناول شيئا يزيل أثره من فمي ليبقى قليلا بعد 
استطاع أن يسكر مشاعرها لتطالعه بعمق وتردف مبتسمة 
شكرا لك بالصحة والعافية 
أومأ إيماءة بسيطة وتحدث بثبات وهو يعدل من وضعية جلوسه 
والآن أسمعك 
تنفست بقوة ونظرت لعينه بثقة لتبدأ في قول ما رتبته بعد تفكير 
حسنا مثلما قلت سابقا هناك أمور كثيرة مشتركة بيننا ومن ضمن هذه الأمور هو نشأتنا في دولة غربية ولكن لأخبرك عني أمرا ما لا أعلم إن كنت تعلمه أم لا 
أعلمه 
قالها بثقة ليؤكد لها معرفته بكل أمورها ولكنها ابتسمت بثقة لعدم معرفته به قائلة 
لو كنت تعلمه ما فعلت ذاك الشئ يوم خطبتنا 
احتدت نظرته وتمعن فيها لتتابع برتابة ورقي 
حسنا ربما لست ملتزمة دينيا كما أخبرتك سابقا ولكني أحب ديني وأسعى لاستكشافه بنفسي بعيدا عن أي تعصب وكلما تعمقت في استكشافه زادني هذا تعلقا به نعم كنت محظوظة بإرثه وبولادتي مسلمة ولكن كان علي البحث بنفسي في تلك المسألة حتى يطمئن قلبي لذا فإن رفضي لقبلتك يومها نابع من قناعاتي بأن هذه الأمور لا تصلح بيننا الآن 
استمع لها بصمت لم يحدثه أحدا من قبل عن الدين بهذه الطريقة ربما مر حديث والدته على خاطره الآن ولكن كان هذا منذ سنوات عدة ډفنها ميشيل تحت أوهام أن الإسلام دين الإرهاب 
لتلاحظ رحيل عقله عنها فتتابع بهدوء 
حسنا أعلم أنك مسلم ولكن تبدو لست ملتزما أيضا ولأخبرك باعتقادي وهو أنني لم أكن أنتظر زوجا متدينا ولكن دوما رغبت بزوجا متفهما يزن الأمور بعقل سليم رغبت في مغامرة فكرية أصل بها أنا وشريك حياتي إلى مرسى آمن ولكن تقلقني حقيقة نشأتك في حياة مختلفة تماما عن مساري فهل لديك ما يطمئن قلبي هل ستكون متفهما وعقلانيا لنخطي معا نحو مسار ديني أفضل 
بدى حديثها مملا بعض الشئ بالنسبة له بدى ليس له داعي ولكن هي تحاول تبرير تصرفها تحاول أن تضع حدودا لعلاقتهما لديها قناعة هو ليس مقتنعا بها تماما ولكن ليكن لها ما تريده ظاهريا ليحقق رغباتها ويعلق طعمه المسمۏم إلى أن تدخل مصيدته حينها يكن لكل مقام مقال 
تحدث بنبرة مخادعة يغلفها الإطمئنان وكم كان بارعا في ثباته حينما قال 
دعيني أخبرك أن برغم ديانة والدتي إلا أنها كانت حريصة على تعليمي للإسلام وربما ماټت وتركت لي تساؤلات عدة دفنت منذ زمن ولإعادة إخراجها من بين أتربة الحياة العملية والغربية يجب أن تقنعيني ولن يحدث ذلك إلا عندما تكون علاقتنا قوية وقريبة جدا فأنا رجلا أحب الشرح المفصل والدقة المقدمة بطريقة رومانسية ساحرة وأنت إمرأة جميلة وناعمة وملتزمة لذا فأنا أجد صعوبة في حدوث ما تريدين إلا إذا أصبحنا زوجا وزوجة 
يا له من ثعلب بشړي ماكر حقا شوش أفكارها وهي التي نادته لتطمئن هل هو الآن يريد الإيقاع بها في شباكه ثم التمرد أم حقا يريد علاقة احتواء تساعده على فهم ما يجهله 
ليلعب على تشتتها ويتابع بنفس النبرة 
دعيني أخبرك شيئا آخرا عني أنا ذلك المتفهم والعقلاني كوني مطمئنة وهذا ما سيثبته لك الزمن سأحاول فهم ما تشرحيه 
تنفست بقوة لتردف بعد ثواني بثبات 
حسنا إذا هذا دليل أن فترة خطبتنا هي أسلم قرار ليرى كلا منا جوانب الآخر 
تنفس ونظر لها بعمق ليردف بنبرة حانقة يغلفها البرود 
حسنا يبدو أنك ثابتة على قرارك بشأن مد فترة الخطبة لذا دعينا نضع حدودنا بطريقتي إذا 
ضيقت عينيها متسائلة بترقب 
كيف ذلك 
تحولت نظرته من الهادئة إلى أخرى غامضة
وتحدث بثبات وثقل 
لتكن تلك أول وأخر مرة تأتين فيها إلى منزلي ولتكن تلك أخر مرة آتي فيها إلى منزلك لنجعل لقاءنا الدائم في شرفتينا مساءا وحديثنا عبر الهاتف 
تعجبت من شرطه وشردت تفكر يبدو أمرا غريبا حقا كيف ستقبل ولم 
تابع بخبث يوضح مقصده 
أسمعي ناردين أنت أول إمرأة ټقتحم حياتي وتمتلكها وأنت أخر إمرأة أيضا لذا رغبت في عيش حياتي معك منذ أن رأيتك أردت التعبير عن حبي لك بطريقتي وبما أن طريقتي لا تناسب قناعاتك ليكن بيننا حدود حدود لنفسي فقط 
تنفست بعمق كأنها من كانت تتحدث وليس هو قلبها يقفز بسعادة من إعترافه بامتلاكها لقلبه وفهمت مقصده جيدا لذا أومأت تردف بقبول 
موافقة 
بعد عدة أشهر
حيث وصلنا لواقع أحداثنا وانتهينا من سرد الماضي وظل فقط أسبوع على زفاف صقر وڼارة 
لنرى ماذا ينتظرهما 
يتبع 
رأيكم يهمنى

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات