رواية ثري العشق والقسۏة الفصل الرابع عشر بقلم اية العربي
وحيدا
أسرعت ڼارة تبحث بين أغراضه لتنتقي له ملابس مناسبة
أثناء بحثها وجدت خزنة تحتل جزءا كبيرا من أحد الرفوف ولكن بالطبع لم تهتم وخرجت حاملة لقطع الملابس ثم وضعتها على طرف السرير ووقفت تزفر ثم نظرت لنهى التى تطالعها بتعجب فابتسمت لها وأردفت بعد أن فهمت نظرتها
أنا وصقر اتخطبنا من يومين وأول مرة أدخل هنا بس لأنه بقالوا يومين غايب وموبايله مقفول قلقت خصوصا إن ڤيلتى هنا قصاد ڤيلته بس لما طلعت لقيته بالمنظر اللى شوفتيه ده
اه يا حبيبتى مبروك لخطوبتكم أنا أخت صقر بس دي تانى مرة أشوفه بس أنا بحبه جدا من قبل ما أشوفه أصلا
استشفت ڼارة صدق حديثها ثم تحركت معها قائلة
طيب تعالي ننزل تحت ونتكلم براحتنا
وبالفعل نزلتا للأسفل وجلستا سويا في بهو الفيلا لتبدأ نهى في إخبارها عن لقائها السابق مع صقر وعن أمور عامة عنها وعن شقيقها وأمورا تتعلق بالماضي
اتجه يجلس على طرف الفراش ثم نظر ليمينه فوجد الملابس التى أعدتها له ڼارة
زفر وبدأ يرتديها بوهن ونجح في ذلك بعد مدة كاد يعاود الوقوف ولكن خانته قدمه لذا مد يده للكومود وتناول علبة دخانه وأخرج سېجارة يضعها بين شفتيه ليشعلها بالقداحة ويبدأ في سحب سمها إليه بشرود
عن إذنك يا نهى هوصل الدكتور وارجعلك
أومأت لها نهى بينما اتجهت هي والطبيب للأعلى حيث غرفة صقر فمؤكد قد انتهى من حمامه الآن
طرقت الباب ونادت عليه فرد قائلا
أدخل
فتحت الباب ودلفت تردف وهي على عتبته
اغمض عينيه بضيق حالته الآن لا تسمح بالجدال يشعر برغبة في قتل الطبيب والحارس الذي سمح بدخولهم وجميع من حوله حتى هي أخطأت حينما استدعت طبيبا ولكن عليه الآن تقبل أخطاؤها بترحاب
تحدث وهو ينظر للأمام وېدخن
حسنا
وضع سيجارته في المطفأة على الكومود واتجه يتمدد على الفراش ودلف الطبيب ليفحصه بينما خرجت ڼارة تنتظره إلى أن ينتهي
غادر الطبيب والتفتت تحضر له حساءا قبل تناول الأدوية التى سيحضرها الحارس
أما هو فقرر النزول للأسفل وقف يستند على أعصابه ويتحامل ليخطو للخارج ومنه للأسفل
نظر صقر على يمينه فوجد ناره تقف في المطبخ تعد طعاما له وعلى يساره تجلس شقيقته تحادث زو جها فتعجب من وضع منزله ومن هاتان الإثنتان اللتان احتلتا حياته فجأة
إحداهما بتخطيطه والآخرى بتخطيط القدر
أغلقت نهى مع زو جها لتنتبه لوقوف صقر خلفها يطالع ڼارة التى انشغلت في إعداد الطعام
تحدثت بحنو وهي تقف لتساعده
تعالى يا حبيبي اقعد متقفش كدة أكيد لسة تعبان
تعجب من طريقتها بينما انتبهت ڼارة لتلتفت فتقابله نظرت له قليلا ثم ابتسمت ليبعد وجهه عنها ويتجه يجلس على الأريكة المقابلة لنهى
زفرت ڼارة والتفتت تكمل طعامها بصمت بينما جلست نهى مجددا ونظرت له متسائلة بحنو وترقب
أحسن شوية
تعمق في ملامحها التى تبدو مألوفة له ليس لأنه رآها مسبقا بل هناك شيئا ما يجذبه إليها ويبدو أن هذا الشئ هو رابط الډم بينهما
أومأ بصمت فابتسمت بهدوء ثم تحدثت بترقب
صقر أنا كنت جاية أشوفك وأتكلم معاك شوية بس لقيت ناردين مخضۏضة ولقيتك تعبان علشان كدة أنا هأجل الكلام وقت تاني بس أنا عايزاك تعرف حاجة واحدة بس أنا بحبك أوي من قبل ما أشوفك وكان نفسي أوي أقابلك دايما ولولا ظروف حياتي أنا كنت سافرتلك إيطاليا أدور عليك وصدقني يا صقر أنا لا بصة لفلوسك ولا لمنصبك ولا لكل الكلام ده غير إنك أخويا ونفسي إنت وسامح وأنا نعوض بعض عن اللي فات وننسى الماضي يا صقر
استمع لها برأس منخفض يعيد كلماتها ويقارنها بكلمات ڼارة مسبقا عن كونها تحبه
ثقته مهزوزة ولن يثق في حديثها بسهولة ولكن ليعطي لها فرصة ويأخذ كل إحتياطاته منها
رفع نظره يطالعها قليلا بصمت وكأن عينه أشعة فوق بنفسجية تفحص داخلها ليقرر أخيرا تحرير لسانه قائلا
تمام
كانت تلك الكلمة هي رده على ما قالته وبرغم بساطتها إلا أنها أسعدت نهى كثيرا ووقفت تردف باطمئنان
ماشي يا حبيبي أنا همشي دلوقتى علشان الأولاد وياريت لو احتجت أي حاجة تكلمني أنا كتبتلك رقمي هنا في الملاحظة دي
قالتها وهي تسير على نوت صغيرة موضوعة على الطاولة ويجاورها قلم ليومئ لها بصمت أيضا
تحركت باتجاه المطبخ لتودع ڼارة التى استمعت لحديثها وسعدت به وقفت نهى تبتسم لها قائلة
عن إذنك يا ناردين همشي أنا بقى واتشرفت بمعرفتك خدي بالك من صقر
التفتت ڼارة تبتسم لها وقد تملكها التوتر قليلا فهي لا تحبذ بقاؤها معه بمفردها لتقول بترجي يشوبه الود
خليكي شوية أنا قربت أخلص ممكن نطلع سوا
ويبدو أن نهى فهمت عليها وكادت أن تتحدث لولا تدخل هذا الجالس الذي قال بنبرة خبيثة دون النظر إليهما
أولادها أكيد محتاجينها
تنفست ڼارة بقوة بعدما فهمت مقصده بينما شعرت نهى بالإحراج لتقول مودعة
أيوة فعلا محمود مش بيسلك معاهم هشوفك إن شاء الله مرة تانية يالا سلام
تحركت تغادر تحت أنظار صقر الذي تتبعها إلي أن خرجت ليلتفت ينظر حيث تقف ڼارة التى ادعت انشغالها في تفريغ الطعام وهي تواليه ظهرها
كانت تشعر بنبضات قلبها تتقافز بسرعة عالية وتريد أن تنتهى لتغادر على الفور يبدو أن قلقها عليه هو من حركها ولكن تعلم أن وجودها هنا يعد خطأ ولا يصح لذا انتهت من صب الحساء في صحنه ووضعته على صينية معدنية والتفتت لتقدمه للتفاجئ به قد وقف خلفها مباشرة يستند على حافة الحاجز الجرانيتي الذي يفصل بين المطبخ وبهو الڤيلا الواسع
شهقت وارتدت وكادت الصينية تسقط منها لولا يده التى تمسكت بها ليردف بتعجب خبيث وبلغة إيطاليا هي الأسهل على لسانه
إهدأي جميلتي لم أقتحم خلوتك بل أنت من اقټحمت منزلي وكسرتي الباب أيضا
قالها وهو يميل برأسه صوب مكان الباب الزجاجي الذي أمرت الحارس بكسره لتقف تطالع عينه الماكرة بتمعن ليعود لها ثباتها الإدعائي وقد تركت الصينية بين يده وشبكت يديها لتخفي توترها قائلة