رواية ثري العشق والقسۏة الفصل الرابع عشر بقلم اية العربي
هذا الجو الرائع
بينما عمر كان قد ذهب ليرى السيدة لبنى ويطمئن عليها
وآسيا تجلس ترتشف قهوتها على طاولة مقربة من مايا تراقبها بصمت وسعادة فيبدو أنها تعود لنشاطها رويدا
بعد ساعتين تعجبت ڼارة من عدم إتصاله اتجهت لشرفتها لتتفقد شرفته من خلالها ولكنها وجدتها مغلقة ولا يظهر منها شئ
فكرت قليلا هل تهاتفه هي لتطمئن أم تتجاهل قررت تجاهل الأمر فيبدو أنه غاضبا منذ ليلة أمس وفي تلك الحالة هي ليست مخطئة في أي شئ فليفعل كما يحلو له
في اليوم التالي
أيضا لم يظهر أو حتى يراسلها لذلك تخلت عن قرارها وقررت الإطمئنان عليه وإن كان هذا رد فعل لما حدث وقتها ستأخذ موقفا جادا ولكن لتطمئن أولا
لذلك تناولت هاتفها وحاولت الإتصال به فوجدت هاتفه مغلقا وهذا ما آثار ريبتها وتعجبها
ولم يظهر أيضا حيث ظلت تراقب شرفته لتقرر الذهاب لڤيلته وسؤال الحرس عنه
تحركت بالفعل حتى وصلت إلى ڤيلته فوجدت ثلاثة من الحرس يقفون متفرقين
اتجهت لأحدهما وتحدثت متسائلة بترقب
صقر فين عايزة أشوفه
تحدث الحارس المصري باحترام لعلمه هويتها قائلا دون النظر إليها
صدمت من إجابته الباردة فقالت معنفة نظرا لبروده
يعنى إيه من أول إمبارح مطلعش برا الڤيلا وانتوا إزاي متدخلوش تشوفوه !
تحدث الحارس بثبات
دي أوامر الباشا ومحدش يقدر يخالفها يا هانم
وقفت تنظر له بذهول أي أوامر تلك التى تمنعهم من رؤيته والإطمئنان عليه الآن تشعر بالندم
إفتح البوابة
أومأ يطيعها وفتح البوابة بالفعل وعبرتها تتجه للداخل وهو يتبعها حتى وصلت إلى باب الڤيلا وطرقت عليه عدة مرات ولكن لا رد وهذا أكد شكوكها وتفاقم قلقها لذلك نظرت له بقوة قائلة
معاك مفتاح
هز رأ سه بلا فزفرت بضيق واتجهت تخطو للإتجاه الخلفي من الڤيلا حيث الباب الزجاجي المطل على المسبح ولكنها وجدته موصودا أيضا
ينفع تكسره
وقف مترددا پخوف من رد فعل سيده الذي مؤكد لن يرق له ما حدث والأدهى أن عصيانها أيضا لن يرق له لذا هو لا يعلم أي الخيارين أرشد
وعندما طال شروده نظرت حولها فوجدت على مسافة مقربة شواية طعام معلقا بها عدد من السيوخ فأسرعت تخطو تجاهها وتلتقط إحداهما وتعود للباب الزجاجي قاصدة كسره فأوقفها الحارس قائلا بتوتر
توقفت وناولته السيخ الحديدي الذي استطاع كسر الباب الزجاجي به وفتحه لها فعبرت للداخل بحذر بعدما تناثر الزجاج أرضا مرت ونظرت له ولكنه خشى أن يعبر مثلها فحدوده فقط الحديقة
أما هي فتركته وخطت للداخل تنظر حولها بحذر وتنادي عليه ولكن لا رد المكان هادئ يضخ بالفخامة والغموض كشخصيته تماما
نظرت للدرج ولم تجد مفرا من الصعود للأعلى والتوجه إلى غرفته التى علمت مكانها من تصميم الڤيلا الذي يشبه تصميم ڤيلتها مع اختلاف بسيط في الديكور وبالطبع الأثاث
توقفت عند باب غرفته تطرقها وتنادي بحذر وتوتر قائلة
صقر إنت سامعنى
لا رد ولا تفكير لديها فأسرعت ټقتحم الغرفة لتجده ممتدا على فراشه ذاهبا في نوم كهفي عميق
نظرت له پصدمة وأسرعت إليه تنظر لملامحه ثم وضعت يدها على جبينه تتحسه وما حسبته وجدته حيث كانت حرارته مرتفعة جدا ويبدو أنه يعاني من حمى حادة نتجت عن مكوثه في المياة الباردة لوقت طويل
شهقت وآلمها قلبها حزنا على حالته ووحدته وحاولت إفاقته قائلة بنبرة متأثرة
صقر رد عليا صقر سامعني
فتح عينه يطالعها بنصف عين وببطء شديد وإعياء تحدث مبتسما كأنه يردد كلمتها الأخيرة التى لم تتزحزح من عقله
توقفي
عاد لنومه مجددا فزفرت ووقفت حائرة تنظر له بشفقة ثم قررت الولوج إلى حمامه وملء حوض الإستحمام بالمياة الباردة فلن تقف هكذا وهي تراه في تلك الحالة المزرية
خرجت مسرعة ونزلت للأسفل لتطلب المساعدة من هذا الحارس أو من غيره
ولكن ما إن وصلت إلى الحديقة حتى تفاجئت بتلك السيدة التى رأتها مسبقا والتى علمت أنها شقيقته تحاول مع الحارس ولكنه يرفض دخولها
وصلت إليه ونظرت له بقوة قائلة بنبرة آمرة
أفتح لها
تحدث الحارس بقلق لما يمكن أن يحدث معه
صقر باشا منع دخولها
نظرت له نظرة حادة بسبب حالة هذا الملقي في الأعلى وأردفت بنبرة لا تقبل نقاش
افتح وعلى مسئوليتي
لم يجد مفر سوى طاعتها وبالفعل فتح البوابة ودلفت نهى تطالعها بترقب ولكن فاجئتها ڼارة بالقبض على يدها وهي تسحبها وتعود للداخل مردفة
تعالى معايا بسرعة
قالتها ثم نظرت مجددا للحارس قائلة بأمر
أطلب دكتور فورا
تفاجئت نهى بهذه الجميلة ولكن لم يسعفها الوقت لتسأل من هي حيث أسرعتا كلتاهما للأعلى للتفاجأ بشقيقها يتمدد على الفراش ويهذي ببعض الكلمات الغير مفهومة
تساءلت نهى بقلق وهي تطالع ڼارة
هو ماله تعبان ولا إيه
أومأت ڼارة تردف وهي تحاول مساندته ليصحو
أيوة تقريبا عنده حمى ساعديني بس ناخده على الحمام لازم ياخد دش بارد ينزل حرارته كدة غلط عليه
ساعدتها نهى بالفعل واستطاعتا الإثنتين أن تسندانه وهو في حالة لا يعي ما يدور حوله
دلفتا به إلى الحمام ثم حاولتا وضعه في حوض الإستحمام وما إن لمست المياة جسده حتى شهق وفتح عينه ينظر بوهن لهما ليبدأ بالإدراك رويدا رويدا حتى استعاد وعيه قليلا
جلس وغمرته المياة ووقفت ڼارة تنظر له وهو ينظر للأمام لا يعطي رد فعل بينما نهي توزعت نظراتها بينه وبينها وتساءلت بفضول
حصله كدة من إيه وإنت تبقيله إيه
لفت ڼارة وجهها تطالعها بتوتر ثم تحدثت بهدوء
أنا خطيبته
عادت تطالعه وعندما وجدته ساكنا انحنت قليلا ثم سألته بتوتر
صقر إيه اللى حصل
لم يجبها بل أغمض عينه يشعر أن رأ سه على وشك الإڼفجار وجسده بالكامل مفكك كسيارة تم دعسها
ولكن وجودهما هنا وهو بتلك الحالة المزرية لم يرق له أبدا لذلك تحدث بوهن وهو مغمض العينين
أخرجا الآن
لم تفهمه نهي بينما أدركت ڼارة أنه يشعر بالضيق من وجودهما لذلك تساءلت بترقب
هتعرف تقف لوحدك
أومأ دون حديث فتنهدت ونظرت لنهى قائلة
تعالى معايا نستناه برا
أومأت لها وتحركتا معا للخارج ثم نظرت ڼارة حولها فوجدت غرفة ملابسه الملحقة فقالت وهي تتحرك صوبها
ثوانى هحضرله هدوم نظيفة وننزل نستناه تحت
تعجبت نهى من طريقتها وهي ليست سوى خطيبته شردت تفكر تبدو معتادة على الوضع وعلى الڤيلا ولكنها لم تراها في المرة الأولي لذلك اعتقدت أنه