السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ثري العشق والقسۏة الفصل السادس بقلم اية العربي

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

السيئة يريد من أعماقه المجهولة أن يشاركه أحد ما بداخله دون أن يحكي يشاركه ويعالج أحدهم آلامه دون أن ټنزف 
ربما هي بيضاء نظيفة غير ملوثة وهو امتلأ بالإتساخات ربما حياتها تعنى لها الكثير وحياته لا تعنيه بشئ ربما هي نقية شفافة وهو مظلم وغامض هما قطبان متنافران تماما ولكن برغم كل تلك التناقضات وجد شيئا ما يجبره على الإقتراب ليخطط وينفذ منتظرا فقط أن تلمحه ليبدأ في السعي ويحقق هدفه الذي سيقوده إليها 
خصوصا بعد أن علم أنها مصرية وهذه كانت وصية والدته قبل ۏفاتها كانت تحلم بأن تعود معه إلى مصر وتختار له زو جة مناسبة وتعرفه على شقيقيه الذي يعلم عنهما ولم يراهما أبدا وقبل ۏفاتها وبعد أن أدركت عدم قدرتها على تحقيق أمنيتها طلبت منه أن ينفذ وصيتها تلك ربما إستطاعت تلك المصرية المجهولة بالنسبة لها أن تنجح فيما فشلت هي فيه 
لذلك رفض التعرف على إحداهن أو إقامة أي شيء بينه وبين جنس حواء مقتنعا أنه لن ينفذ الوصية ولن يخالفها ولم يتوقع أبدا أن يحالفه الحظ وتأتيه مصرية بنفسها إلى وكره 
ها هو يقف مجددا مختبئ خلف جاكيته وقبعته على الطرف المقابل لها أمامه سيارته السوداء وخلفه المقهى المنشود 
أما هي فجالسة متكورة على نفسها في إضاءة خاڤتة تحتسى رشفة من كوب القهوة ثم تضعه على المنضدة وعينيها مكنبة على الكتاب لا تفارقه تقرأه بإنتباه شديد 
ويبدو أن قدرهما يكتب وها هي حبات المطر تتساقط ولوصف أدق هي رقاقات ثلچ ناعمة بدأت تسقط ببطء متراقصة في الهواء إلى أن ترتكز على الشوارع 
وكأن رائحة المطر تسللت إلى أنفها نبهتها لتقوم بتحريك ساقيها بصعوبة بعد أن تيبسا بفعل جلستها لمدة طويلة 
تألمت منهما ولكن تناست أي ألم بعد رؤية الثلچ مرتكزا على ورودها التى تتمايل بخفة أمام نافذتها 
وضعت كتابها بجانب كوب القهوة ثم وقفت لتقابل
النافذة مدت يديها ترفعها للأعلى لتقابل مثيلتها 
أخرجت رأسها وابتسمت كأن بينها وبين الثلوچ حكاوي ضاحكة أو ربما سعدت بزيارتهم لها وها هى تستقبلهم بترحاب شديد على كفها الرقيق هذا مناخها المفضل من كل عام ولو كان الأمر بيدها لخرجت ووقفت في منتصف الشارع ودارت بين حبات المطر أو رقاقات الثلچ هذه ولكن يمنعها خجلها 
كل هذا يحدث أمام عين صقر الثاقبة التى تنكب عليها وتحفظ كل تفاصيلها وأصغر حركاتها وتسجلها جميعها في ذاكرة لا تقهر أبدا 
فجأة التفتت عينيها لا أراديا لموقعه فلمحت عينه التى أبعدها خلال لحظات ثم بين ثانية وأخرى كان يستقل سيارته ويغادر وبرغم أن هذا تحديدا مبتغاه إلا أن نظرتها تلك كانت لها أثرا على يساره الذي يظنه لا يعمل 
أما هى فوقفت متعجبة من أمر هذا الذى لم تنتبه لملامحه جيدا ولكنه يمتلك نظرة سلطت عليها فأرجفتها كليا من هذا ولما كان يتمعنها هكذا 
هزت رأسها لتنفض أفكارها ثم زفرت وقررت الدخول دلفت وأغلقت النافذة مجددا ربما هي مخطئة ربما كان يقف ينتظر أحدهم أو خرج لتوه من المقهى مؤكد كذلك وهي من ترجمت وقفته ونظرته بطريقة خاطئة نظرا للقصة الرومانسية الخيالية التى كانت تقرأها للتو 
تذكرت شقيقتها لذلك أسرعت تلتقط هاتفها ثم قامت بالإتصال بها مردفة بقلق 
مايا اتأخرتي ليه الجو برد جدا يالا تعالى 
أردفت مايا عبر الهاتف وهى تستقل سيارة أجرى بنبرة حزينة نظرت لما حدث 
أنا في التاكسى يا ناردين دقايق وهكون عندك 
أغلقت معها بعد أن اطمأنت ثم نظرت لقهوتها التى بردت وقررت صنع أخرى لتستمع ببقية تلك

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات