رواية ثري العشق والقسۏة الفصل السادس بقلم اية العربي
السيئة يريد من أعماقه المجهولة أن يشاركه أحد ما بداخله دون أن يحكي يشاركه ويعالج أحدهم آلامه دون أن ټنزف
ربما هي بيضاء نظيفة غير ملوثة وهو امتلأ بالإتساخات ربما حياتها تعنى لها الكثير وحياته لا تعنيه بشئ ربما هي نقية شفافة وهو مظلم وغامض هما قطبان متنافران تماما ولكن برغم كل تلك التناقضات وجد شيئا ما يجبره على الإقتراب ليخطط وينفذ منتظرا فقط أن تلمحه ليبدأ في السعي ويحقق هدفه الذي سيقوده إليها
ها هو يقف مجددا مختبئ خلف جاكيته وقبعته على الطرف المقابل لها أمامه سيارته السوداء وخلفه المقهى المنشود
أما هي فجالسة متكورة على نفسها في إضاءة خاڤتة تحتسى رشفة من كوب القهوة ثم تضعه على المنضدة وعينيها مكنبة على الكتاب لا تفارقه تقرأه بإنتباه شديد
وكأن رائحة المطر تسللت إلى أنفها نبهتها لتقوم بتحريك ساقيها بصعوبة بعد أن تيبسا بفعل جلستها لمدة طويلة
تألمت منهما ولكن تناست أي ألم بعد رؤية الثلچ مرتكزا على ورودها التى تتمايل بخفة أمام نافذتها
النافذة مدت يديها ترفعها للأعلى لتقابل مثيلتها
أخرجت رأسها وابتسمت كأن بينها وبين الثلوچ حكاوي ضاحكة أو ربما سعدت بزيارتهم لها وها هى تستقبلهم بترحاب شديد على كفها الرقيق هذا مناخها المفضل من كل عام ولو كان الأمر بيدها لخرجت ووقفت في منتصف الشارع ودارت بين حبات المطر أو رقاقات الثلچ هذه ولكن يمنعها خجلها
فجأة التفتت عينيها لا أراديا لموقعه فلمحت عينه التى أبعدها خلال لحظات ثم بين ثانية وأخرى كان يستقل سيارته ويغادر وبرغم أن هذا تحديدا مبتغاه إلا أن نظرتها تلك كانت لها أثرا على يساره الذي يظنه لا يعمل
هزت رأسها لتنفض أفكارها ثم زفرت وقررت الدخول دلفت وأغلقت النافذة مجددا ربما هي مخطئة ربما كان يقف ينتظر أحدهم أو خرج لتوه من المقهى مؤكد كذلك وهي من ترجمت وقفته ونظرته بطريقة خاطئة نظرا للقصة الرومانسية الخيالية التى كانت تقرأها للتو
تذكرت شقيقتها لذلك أسرعت تلتقط هاتفها ثم قامت بالإتصال بها مردفة بقلق
مايا اتأخرتي ليه الجو برد جدا يالا تعالى
أردفت مايا عبر الهاتف وهى تستقل سيارة أجرى بنبرة حزينة نظرت لما حدث
أنا في التاكسى يا ناردين دقايق وهكون عندك
أغلقت معها بعد أن اطمأنت ثم نظرت لقهوتها التى بردت وقررت صنع أخرى لتستمع ببقية تلك