السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ثري العشق والقسۏة الفصل الاول بقلم اية العربي

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

أراد التخلى عن جزءا يتجزء منه 
فبرغم قساوة القلوب وتحجرها يتبقى القليل من التأنى في إختيار مكان مناسب لمن يلقون بهم أمامه وكأن هذا هو أقصى معاني الرحمة لديهم 
نعم فهى إعتادت على إحتمالية وجود أطفال أمام الدار ملقون دون رحمة في بادئ الأمر كانت تصاب بالإكتئاب والقهر كيف لأب وأم أن ينجبان ويرزقان بطفل يحتمل أن يكون طريقهما إلى الجنة ويلقيان به هنا لم تستوعب تلك الفكرة إلا حينما أدركت أننا بشړ ولسنا ملائكة وكل منا يمتلك جزء غير سوي داخ له كل منا لديه أخطاء هناك من يستأصلها ليصبح أنقى وهناك من يغذيها لتتضاعف وتتضخم وتتمكن منه وتلتهمه في دائرة مظلمة يظنها النجاة 
ومع تكرار المشهد أمامها أصبحت تعتاد على الفكرة هم يلقون بأطفالهم أمام الدار وهى تلتقطهم وترعاهم إلى أن يشتد عودهم لعل هذا العمل يكن حجتها عند الله عز وجل فبعد ۏفاة زو جها لم تعد تسعى لشئ سوى رضاه علها تلقى الغالى في جنات النعيم فقد كان يمتاز بلين القلب وجبر الخواطر والرحمة كان ملاكا يمشي على الأرض لذا رحل سريعا وتركها تعانى فقدانه إلى أن تلقاه كانت تتمنى أن يكن لها جزءا منه ودوما سألت ربها لما برغم حبها له ولكن جاءت فكرة الملجأ لتبرهن لها الحكمة في ذلك فإن لم يكن لها طفل منه بات لها أطفالا كثر يحبونها كحب الأم أو أشد حبا ليكن هذا صدقة جارية له مدى الحياة 
أفاقت من شرودها على نداء العاملة تأتى راكضة وتحمل بين ذر اعيها طفل صغير يبكى ويتدهور جوعا يبدو أنه ألقي في الخارج منذ ساعات 
وصلت العاملة إليها ووقفت تلهث ثم نظرت لهذا الصغير بحنو قائلة بحزن يغلفه الشفقة والفرحة معا خليط غريب من رؤية صغير جميل يأسر القلوب ومن حقيقة تخلى والداه عنه 
لقيت العيل ده قدام الدار يا ست لبنى ويا حبيب قلبي باينه جعان أوي 
التقطته منها على الفور تهدهده بحنو وتطالعه بشفقة من خبرتها يبدو مولود حديثا ربما أمس فقط مالت تقبل جبينه بينما التمعت عينيها بالدموع وهى تقول بصوت متحشرج وما زالت مشاعرها تسبقها 
أجري يا نادية جهزيله راضعة بسرعة وكلمى دكتور على ييجي يشوفه وكمان بلغي نجيب ييجي علشان يعمله أوراقه 
أسرعت نادية تلبي طلبها بينما هى ظلت تخطو هنا وهناك وتهدهد الصغير الذي توقف عن البكاء وأصبح تلقائيا بفطرة خلق عليها يضع إحدى أصابعه في ف مه ليسكت جوعه قليلا تطلعت على حركته وملامحه البريئة وتساءلت بحزن 
ترى من أتى بك إلى هنا يا صغيري وما حال تلك التى أنجبتك الآن وكيف سيكون حالك بعد عدة أعوام هل ستغفر لهما خطيئتهما أم ستسعى لتعرف هويتهما 
نفضت أفكارها عندما عادت نادية مهرولة تحمل الببرون الممتلئة بالحليب الدافئ وتناولها للسيدة لبنى التى قبضت عليها واتجهت تجلس على المقعد الخشبي في الحديقه ثم بدأت تطعمه وكم آلامها جوعه وهو يلتهم مقدمة الببرون بين شف تيه ويرتشف بنهم طعامه الأول 
ليأسر عي نيها وحواسها وتطالعه بحب أنبته الله في قلبها له لتبتسم أيضا نادية التى تجاورها وتردف بترقب 
حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم حد يسيب طفل جميل زي دي 
اومأت تردف بحزن 
هما الخسرانين يا نادية ومن رحمة ربنا أنه مش هيبقى وسطهم بشړ زي دول لا يصلحوا أصلا يربوا ملاك زي ده 
اومأت
مؤكدة على حديثها لتتساءل بحماس 
هتسميه إيه يا ست لبنى 
تنهدت لبنى بقوة تطالعه بشرود تفكر وتفكر في إسم دقيق لدوما تؤمن بأن لكل إنسان نصيبا من إسمه لذلك قالت بعد أن إنحنت تقبله مجددا على جبينه 
عمر يا نادية هسميه عمر

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات