رواية صرخات انثى الفصل الواحد والخمسون بقلم آية محمد رفعت
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
إنك كنت السبب إنه يتكتب باسم واحد تاني وان فجأة ضميرك صحي وعايز تاخده في حضنك قولي أقوله أيه وأنا هخرج حالا وهنفذلك طلبك.
أخفض مصطفى وجهه أرضا بحرج لقد حرم من أبسط حقوقه بسبب لحظة قسى بها قلبه فعاش يسدد ثمنها عمرا بأكمله.
ارتمى آدهم على المقعد المجاور لابيه يحيط جبينه بتعب ويستعيد جزءا من رزانته وعقلانيته يحاول قتل كل ما داخله واستحضار عقلية ظابط المخابرات داخله فتنحنح قائلا بندم
هز رأسه وأردف بلهفة
_حاضر يا آدهم هعمل كل اللي تقولي عليه.. هصبر يابني.
ابتسم رغما عن أوجاعه وقال
_أول مرة تناديني بإسم آدهم!
_مدام بتحبه أكتر من عمر مش هناديلك تاني غير بيه.
هامسا بحب تعمد زرعه بمبالغة حتى يحتوي أبيه في ذلك الموقف
_ناديلي زي ما تحب.
وعاد لمقعده يخبره بهدوء
_أنا دلوقتي كظابط مينفعش أمشي ورا شكوكي وكلامك فمحتاج برهان ودليل قوي عشان كده هعمل تحليل DNA ليك ولآيوب عشان نطمن 100 في ال إنه هو.. وبعدها هحدد أول خطواتي.
_لسه هستنى أسبوع يابني عشان نتأكد!
اتسعت ابتسامة آدهم وقال بغرور
_ساعات والنتيجة هتطلع إحنا شغلنا مدينا امتيازات يا حاج..
ابتسم بفرحة ورغما عنه قبل كف يده مرددا
_ربنا يباركلي فيك ياحبيبي.
سحب آدهم كفه وقال بضيق
_وبعدين معاك يا مصطفى قولتلك الحركات دي بتنرفزني.
ومال يقبل رأسه ويده مجددا
ثم اتجه لمقعد مكتبه وعاد بكيس صغير شفاف جذب خصلة من شعر أبيه ووضعه بالكيس ثم قال
_الفجر قرب يأذن اطلع بالاسانسير وارتاح.
_طيب وانت
قال بأعين مازالت دامعة
_مش هيجيني نوم الا لما أشوف آيوب!
انزعج من رنين الهاتف المتكرر فمل لجانبه يحرر شمعدان الكومود متفحصا الوقت بذهول ازداد حينما رفع شاشة هاتفه ليرى اسم المتصل فهمس باستغراب
حرر زر الاجابة بلهفة وقلق اعتراه
_آدهم آآ...
قاطعه بصوت ذبح فؤاد آيوب
_انزل يا آيوب أنا تحت بيتك!
ودون أي كلمة أغلق الهاتف أبعد آيوب غطائه وألقى نظرة متفحصة على يونس وإيثان الذي يغفو جوار آيوب ثم هبط للأسفل بخطوات أشبه للركض صوت آدهم المخټنق وجوده بتلك الساعة المتأخرة جعلته يكاد يجن من قلقه عليه.
_آدهم!
انتصب بوقفته وتطلع له بنظرات كانت غامضة لآيوب وزادت من قلقه عليه ودون أي مقدمات اندفع إليه وبتعلق به بقوة كأنه يضم ابنه الصغير ربت آيوب على ظهره وسأله بهلع
_مالك يا آدهم أول مرة أشوفك بالحالة دي!!!
ردد بصوت اختنقت به الدموع ومازال
_أنا موجوع أوي يا آيوب... حاسس إن قلبي هيخرج من بين ضلوعي!
ربت على ظهره وسأله بلهفة وحزن
_طيب اهدى واحكيلي مالك!
ابتعد عنه بعدما نجح بانتزاع أحد شعيرات رأسه الصغيرة دون أن ينتبه لها ورفع أصبعه يزيح دموعه مرددا
_مفيش أنا بس لسه متخانق مع بابا وبسببي تعب جدا.. ودلوقتي رافض يكلمني أو حتى يسمعني.
إلتمعت عينه بالدمع تأثرا لحالة آدهم دموعه يراها لمرته الاولى مجرد شعوره بأنه يخوض نفس التجربة رفض ذلك ربت على كتفه وقال
_متزعلش شوية وهيهدى وهيسمعك.
قال وقد اختنقت أنفاسه
_مش هقدر استنى... مش هقدر... أنا حتى مش عارف أنام يا آيوب.
وبلمحة ماكرة بعينيه قال
_آيوب هو إنت ممكن تيجي معايا دلوقتي وتحاول تتكلم معاه وتخليه يسامحني
رد دون تردد فلقد خاطر آدهم بحياته لاجله ولاجل أخيه ألا يستحق مساعدة صغيرة مثل هذة
_طبعا هاجي وهتكلم معاه لفجر اليوم التاني لحد ما يسامحك بس الساعة دلوقتي أربعة الفجر أكيد لا ده توقيت ولا وقت مناسب للكلام.
قال بثبات شديد
_هو صاحي أصلا ورافض ينام أو يأخد أدويته بسبب زعله.. أرجوك يا آيوب أنا ماليش أصحاب أو حد يتكلم معاه.
إتجه ليغلق باب منزله الخارجي وقال
_يلا نتحرك.
ابتسم آدهم بسعادة لتحقيق أمنية أبيه برؤيته حتى قبل أن يحدد الاختبار نتيجته فإتجه به لمنزله قاصدا غرفة والده.
طرق بابها فأتاه صوته المتلهف
_تعالى يا عمر.
وقف آيوب بالخارج ينتظر أن يبلغ آدهم والده بوجوده فولج آدهم يغمز لأبيه بعينيه فاندهش من طريقته وكاد بأن يسأله ماذا فعل ولكن آدهم كان الاسرع منه حينما قال بصوت مرتفع ليصل لآيوب بالخارج
_أنا عارف ان حضرتك زعلان مني ورافض تسمعني فآيوب صاحبي صمم يجي معايا بنفسه عشان يصالحنا على بعض.
انتفض بمجلسه وتلألأت الدموع بعينيه التي اتجهت لباب الغرفة بكل لهفة امتلكها يوما فحذره آدهم بنظرة صارمة جعلته يهز رأسه وهو يهمس بصوت منخفض
_مش هعمل حاجة والله ما هقوله حاجة أشوفه بس.
منع آدهم دموعه بصعوبة وصاح بخشونة
_اتفضل يا آيوب ادخل!
تنحنح بحرج لوجوده بوقت كذلك فولج للداخل مبتسما ببشاشة
_صباح الخير يا والدي أنا عارف إننا جايين بوقت متأخر جدا بس آدهم من حبه فيك مش قادر يستنى للصبح.
تعجب آيوب من صمت مصطفى وتأمله لوجهه بطريقة جعلته يرتاب دموعه التي اخترقت وجهه عينيه التي تتنقل على ملامحه وكأنه يتشربها داخله وفجأة ومن بين كل تلك الاحاسيس الصادقة التي انتقلت لآيوب فأدمعت عينه بتأثر فتح مصطفى ذراعيه وقال پبكاء متوسل
_تعالى... تعالى في حضڼي يابني!!!!!
.......... يتبع.....