رواية صرخات انثى الفصل الواحد والخمسون بقلم آية محمد رفعت
ببساطة تلقائية
_لا متقلقش مستلفتش من حد ولا عندي اللي يطالبني بالمصروف أنا لسه زي ما أنا عازب ومش ناوي أرتبط أساسا فمعنديش حياة زوجية تطالبني بمصاريف والموضوع مش زي ما أنت فاكر أنا جبت للجيم مدربين وبيدخل دخل كويس على إيجار شقق العمارة بتاعتنا والدنيا ماشية وفل.
أنهى يونس حواره المستفيض حينما قال
اتسعت مقلتيه بذهول وصدمة وصړخ منفعلا
_هو إنت خرجت ونسيت عقلك في الحبس ولا أيه ده شغلك وتعبك والمحلاين ورثك من أبوك الله يرحمه عايز تشاركني في أملاكك يعني يا يونس لو أنا جرالي حاجة مش هتسد مكاني!! ده انا مش بأمن على أختي وأمي غير في وجودك ولما بتحط في أي مصېبة بډخلها بقلب جامد إنك ورايا!
_اللي عندي قولته.. ومتفتحش الحوار ده تاني على الأقل دلوقتي أنا مش قادر للمناهدة دي كفايا عليا آيوب!
وحينما تذكره اعتدل بجلسته وسأله باهتمام
_صحيح في أيه بينك وبينه لوي دراعه بيه ومخليه مطيع ليك على غير عادته!!
ابتسم بتفاخر وأحاط جسد الأريكة بكلتا ذراعيه واضعا ساقا فوق الاخرى
أزاح قدمه عن الاخرى هاتفا بضيق
_احترم نفسك يا إيثان وخف على الواد شوية مهوش حملك!
وضع آيوب الصينية على الطاولة پعنف نثر بعضا من القطرات على إيثان الذي ضم كفه پألم بينما يصيح آيوب بنزق
_القهوة يا كابتن إيثو!
تجهمت معالمه ڠضبا
_مش قولتلك ألف مرة متقوليش أيثو دي تاني أساسا متنفعش بأي شكل جنب كلمة كابتن يا متخلف!!
_شوف صاحبك اللي جاي يقرفنا الساعة 3 الفجر ده!!
ضحك إيثان مستهزءا
_بتشتكي لأخوكي الكبير مني يا بيضة!
استفزه بكلماته فاستهدفه بمقټل
_خد بالك لو كترت بكلامك المستفز ده هتصلك بصاحبي يظبطك... آه مش عشان أكبر مني بكام سنة هتسوق فيها!
_صاحبك! وده هيمنعني من إنهي زواية.
استفزه بشكل أباد جنونه فجذب هاتفه وحرر زر الاتصال على الطاووس الوقح الذي أجابه بصوت ناعس
_آيوب خير... إنت كويس!
اندفعت كلماته بعصبية وعدم اتزان
_عمران إنت عارف إني طيب وماليش في جو التلات ورقات ده وآ..
_اهدى يا عم الطاووس خليني أقولك الكلمتين.
ازى إيثان شفتيه بسخط وقال
_بتشتكيني لمين يا بيضة
ونغز يونس المتفرج بصمت
_ما تقوم تشكم أختك وتشوفها بتكلم مين في نصاص الليالي!
احتقنت الډماء بأوردة آيوب الذي لطالما شعر بالعجز من مجابهة هذا الإيثان ذات اللسان السليط فأتاه صوت الوقح المستمع للحوار قائلا بسخرية
_مين العربجي ده!
صعق بشكل كاد بإسقاطه عن الأريكة حينما برزت ضحكة آيوب بتشفي وخاصة حينما بدأ عمران بفهم مغزى مكالمة آيوب لعدم قدرته بصد هذا المزعج فتابع بقوة
_ماله بيك ده يا آيوب.. حبيبي أنا مش منبه عليك وإنت نازل لمصر وقولتلك متلعبش مع أولاد الشارع!! أخلاقك يا آيوب.. أخلاقك يا حبيبي!
تحررت ضحكة عالية منه استفزت إيثان الذي انتفض بوقفته يصيح پغضب
_مين ده يا آيوب!
أجابه ببرود وهو يضع الهاتف قبالة وجهه ليكون الصوت مسموعا رغم أن السماعة الخارجية تنقل صوته بشكل واضح
_صاحبي وأخويا زي علاقتك إنت وابن عمي كده وزي ما يونس طيب ومالوش في حواراتك أنا الطيب في نفس العلاقة بس حظك بقى واقعك مع طاووسنا الوقح عمران سالم الغرباوي.
_حصلنا الړعب!! بس عشان الحارة نورها ميقفلش خليه ورا شاشة التليفون أحسن!
رد عمران بثقة
_وإنت شايل الهم وزعلان ليه كانوا بيسحبوا الكهربا من بيت مامي يا قمور!!
سقط آيوب أرضا من فرط الضحك وردد بصعوبة بالحديث
_احمد ربنا إنه مقالكش من بيت أمك!!!
ازدادت موجة ڠضب إيثان واستفزه هدوء يونس الذي لم يتأثر بما يدور حوله فهزه پعنف
_ما تشوف ابن عمك ده يا يونس!! من كتر سكوتك الواد ساق فيها بس وربي لأسحبه بكره الجيم عندي وأربيه
_إيدك تتمد عليه وأوعدك هكون على أول طايرة نازلة مصر بس ساعتها مش هتلاقي حضڼ حنين ټعيط فيه.. ألا أمك عايشة ولا مېتة
أجابه آيوب ضاحكا
_لا عايشة يا عمران.
_طمنتني إننا هنلاقي حد نرد عليه عمايله!
إيثان بانفعال
_ترد على أمي ليه عيل صغير أنا!
_ده رأفة بيك إني بعاملك على إنك عيل وعقله فوت لكن لو عاملتك المعاملة التانية هتسبب بكسر فون آيوب والمسكين لسه ملحقش يتهنى بيه ومش بعيد تيجي هنا لندن تدور عليا ويبقى مدفنك هنا بعيد عن مامتك وإنت على ما أعتقد الحيلة.. مش كده ولا أيه يا حيلة أمك!!
اتسعت حدقتيه بدهشة من ذلك الوقح وردد بعدم استيعاب
_ده من لندن ازاي!!
ضحك عمران وأجابه
_لا متقلقش أيام الجامعة كنت واخد كورس من صديق ليا من نزلة السمان إنما أيه نفعني مع الاشكال الوقحة اللي زيك كده يا آ....
واستطرد بعجز
_قولتلي إسمه أيه يا آيوب.
أتاه صوته الفرح يجيبه
_إيثان... إيثوو!!
_أممم... وأيه يعرفك على أشكال زي دي يابن الشيخ مهران مش كنا عقلنا!
_ده صاحب ابن عمي مش تبعي بس هو بيستغل الست سنين اللي بينا بشكل مستفز.
صاح إيثان بعصبية
_ماشي يا آيوب.. هتنضرب يعني هتنضرب وشوف مين هيحوشك من إيدي!
_تضرب مين يا قمور! وحد الله واقعد في جنب عشان محطكش في دماغي وده أبشع مكان ممكن أحطك فيه لأن قبل ما دراعي هيطولك كلابي هتقطعك على سنانها.
تحررت نوبة ضحك من آيوب الذي يراقب انعقاد ملامح إيثان پشماتة فعلق على جملة وحد الله وقال
_مسيحي هو يا عمران.
_وماله يا حبيبي مسيحي مسلم المهم يقعد بأدبه!
جذب إيثان الهاتف من آيوب بقوة هادرا
_وريني كده الاكونت بتاعه!
نجح بسحب الهاتف وفتح شاشة المكالمة ومنها لحسابه الشخصي فضحك عمران وردد بوقاحة
_عايز تجمع معلومات عني يعني! ولا وقعت في غرامي وحابب تشوف شكلي!! بس خد بالك أنا بيوقع في غرامي ستات ورجالة عادي فخد بالك من قلبك لأسرقه يا قمور!
ابتسم يونس أخيرا بينما كان الذهول والاندهاش من نصيب إيثان الذي جلس برزانة على الأريكة يتطلع لحساب عمران المتخطي للثلاثة مليون متابعا والذي بدى له من شخصه وصوره القيمة بأنه ليس شخصا عاديا خمن بأن عمله مرتبط بالمنشئات الهندسية وأكثر ما لفت انتباهه ذوقه الراقي وتنسيقه لملابسه بشكل ملفت جعل فرحته بمشروع أحلامه يبرز فور رؤيته.
زفر عمران بملل وقال
_صوتك راح فين يا إيثو بقالك نص ساعة جوه أكونتي أنا سايبك جوه بمزاجي عشان أعرف أجاريك بس!
وأخيرا رفع عينيه لآيوب وأشار للهاتف بعدم تصديق
_ده هو ده
هز رأسه كثيرا وأضاف مؤكدا
_أيوه وإنت استفزيت النسخة الوقحة منه لما اتعديت على صاحبه مش كده ولا أيه يا عمران
_حظه الأسود بقى... وسبحان الله أنا النهاردة مزاجي رايق ومستغرب إزاي هنام بالروقة دي!!
صاح إيثان بفضول وكأنه تناسي حرب فنون الرد بينهما
_هو عارض أزياء.. Fashion model
ضحك آيوب ونفى ذلك
_مهندس أد الدنيا وما شاء الله عنده أكتر من شركة بس هو كده عنده أناقة رهيبة في تنسيق هدومه