رواية صرخات انثى الفصل الخمسون بقلم آية محمد رفعت
طلب مني أخد المفاتيح واستناه بره بس أنا لما خرجت معرفش ليه حسيت ان الدنيا بتلف بيا ومقدرتش أقف على رجلي فكلمتك على طول.
ربط علي الأمور وانتهت بشك يراوده فاحتجت أوردته باحتقان غاضب فمن المؤكد بأن أخيه لن يتطاول على أحد بمجال عمله الا إذا تلصصت عينيه على نساء منزله وقد طالت الآن فاطمة.
حافظ على هدوئه وقال بحب
واستطرد بحنان
_أنا معاكي أهو ومش هسيبك الا لما يرجع وأطمن إنك رجعتي بخير.
قالت وهي تخفض نافذة السيارة المعتم لتتفحص القادم بوضوح
_عمران جاي أهو.. بس في واحد جاي ورا أعتقد ده اللي كان بيتكلم في الميك أغلب الاجتماع.
_هنتحرك على البيت على طول يا فاطيما انتي كويسة
أجابته بارتباك من أن يكون لاحظ حالتها
_أيوه.
أوقفه من هرع إليه يصيح باللغة الايطالية المفهومة لعلي الذي يستمع لكل ما يدور بفضل اقتراب عمران للسيارة يكاد يكون ملتصق بها
_سيد عمران أعتذر لك نيابة عن جيرمان وأمل أن تقبل اعتذاري وتعود لمتابعة امضاء العقود.
_أي عقدا هذا! تناسى أي عقود تربطك بشركاتي إن بقى هذا القذر شريكك دانيال .
اړتعب الرجل وكاد بأن تصيبه إغماء تطلع للخلف فاتتبه لجمال الذي يدنو إليهما فناداه باستنحاد
_سيد جمال أرجوك أن تجعله يصفح خطيئة هذا الأحمق بالنهاية لقد اعتذر لك عما فعله.
صړخ باشتعال يمزقه إربا
_لم يكن يعلم بأنها زوجة أخيك!
_حتى وإن كانت أحد موظفيني كان سينال العقاپ نفسه.
أجلى جمال صوته الهادر يحدثه بالعربية
_خلاص بقى يا عمران ما انت بهدلت الراجل وكسرتله رجله لسه عايز تعمل أيه تاني!
جذب جمال تجاه سيارته القريبة من سيارة عمران وقال
لم يكن دانيال يفهم ما يحدث بينهما ولكن دفعة عمران أكدت له طلبه بالرحيل فأمسك يده يترجاه
_من فضلك سيد جمال لا ترحل دون أن نصل لحل.
وتطلع لعمران يخبره
_أخبرني مستر عمران ما الذي يرضيك لفعله أنا على استعداد لفعل أي شيء الا خسارتك!
بدى دانيال مشتتا لا يعلم كيف يتخذ القرار من ناحية أحد الشركاء الخمسة بالمشروع والناحية الاخرى عمران سالم الغرباوي الذي تفنن ليقبل بمشروعه رغم أنه مشروعا هاما يتمنى أي شخص أن يكون المحظوظ بتولي مهمة تنفيذه.
كسر قاعدة صمته وجمال يتابع ما يحدث بفضول لمعرفة ما يدور بعقله حتى علي يكاد ينفجر من الغيظ من تصرفات أخيه فحينما استمع لجمال يخبره بأنه كسر قدمه وأوسعه ضړبا شفي غليله وهدأت انفعالاته بل بات فخورا بأنه أمن أخيه على زوجته ولكن لا يرضى أن يخسر عمران مشروعا هاما وضخما مثل ذلك فلقد ذاع صيته بأكثر من بلد أوروبية وباتت وجهة مشرفة لعمران.
كسر الصمت بينهم صوت دانيال يخبره بارتباك
_لا أريد خسارة تعاملاتك سيد عمران ولكن أنا الآن عاجز فهو شريكا بنسبة ثلاثون بالمئة مثلي ونحن الآن في عجلة من أمرنا للبدء في تنفيذ المشروع فإن فعلت ذلك سنضطر للانتظار حتى نجد شريكا أخر يحتمل تلك النسبة ويدفع نفس المبلغ المتفق عليه.
بسمة انتصار ارتسمت على ملامح عمران الغامضة فسأله بشيء من اللامبالاة
_كم تقدر
_مئة مليون دولار أمريكي.
انتصب بوقفته وقال بخبث جعل علي وجمال يرفعون القبعة لذلك الماكر
_حسنا دانيال لا يرضيني خسارتك وتأخير مشروعك ولكن كما تعلم أنا لا اتهاون مع من يسيء لي لذا سأعوض خسارتك تلك بعرضي التالي سأجد لك شريكا بديلا لذلك الحقېر عليك فقط فسخ العقود معه وأحضر عقودا جديدة لمكتبي بالغد ستجد المبلغ والشريك الجديد حاضرا.
_ومن هو
ظنوا جميعا بأنه سيكون هو ولكنه فجأهم جميعا حينما قال بغموض
_أحمد الغرباوي..مؤكدا سمعت عنه.
تهللت أسارير الرجل لنيله شريكا مثل ذلك من قادة وأثرى الطبقة الآرستقراطية فردد بحماس
_حسنا سيدي... غدا سأحضر أنا والثلاث شركاء الاخرون.
هز رأسه وأجابه بجمود
_غدا سنكون أنا وفريقي بالموقع.. ولكن إن خالفت اتفاقك أخشى مصارحتك بما سأفعله بك ربما لن نجد أمك حاضرة لعلاجك!
_يخربيت دماغك السم دي يا وقح! أيه التخطيط السريع ده.
أجابه بصوت مخټنق
_هو اللي بدأ يستحمل ابن ال.. ولا بلاش عشان فاطمة متستحقرنيش لو شتمت.
ابتسمت وقالت بحرج
_هو أنا مفهمتش أي حاجة من الحوار بس علي فهم وعايز يكلمك.
قالتها وهي تقدم له الهاتف انتفض بوقفته يعاتبها بارتباك
_مش تقولي إنه على الفون يا فاطيما... يعني سمع كل ده!!
هزت رأسها موكدة له فضحك جمال وودعه قائلا
_اشوفك في الموقع بكره.. سلام يا طاووس.
وتركه وغادر فاستقل عمران مقعد القيادة ووضع الهاتف على أذنيه يردد
_حبيبي يا دوك كده تطول في الغياب والقلب حزنان!!
_سيبك من الاسطوانة اللي مبتأكلش عيش دي وقولي إنت ازاي تكسر رجل الراجل وتضربه بالۏحشية دي
_يعني أنت لو مكاني كنت عملت أيه وهو بيآ...
_متوضحش مش عايز فطيمة تفهم حاجة.. أنا معاك في اللي عملته ولو كنت موجود كنت هعمل أكتر من كده بس إنت في مكان مهم وحوليك ناس مهمين فبالتالي هيتاخد عنك أفكار وحشة هتضرك في شغلك يا عمران وبعدين أيه الفيلم اللي عملته على الراجل ده أقنعتني من كلامك إنك عايز تكون انت الشريك وفجأة قولت على عمي!!
_عشان أنا مش فاضي لادارة مشروع ضخم زي ده بالرغم من إن أرباحه وهمية ومضمونة وكمان عايز أرد جزء من جمايل عمك علينا يا علي.
ابتسم وهو يجيبه باحترام
_فخور بيك وبالرغم من إنك الصغير بس ساعات بتعمل حركات بتكبرك في عيني.. بس مش
_خلاص هطفشه ولا تزعل يا دكترة!
_طيب اقفل يلا واتحرك عشان فاطمة ترتاح.
_حاضر... سلام.
وأغلق هاتفه ثم ناوله لفاطمة وقاد عائدا للمنزل بلهفة اللقاء بعمه وإجباره بالمشروع الذي سيعد له دجاجة تبيض ذهب.
بمنتصف الليل عاد آدهم لمنزله ظنا من أن والده قد خلد للنوم فلا يريد أن يواجهه الآن يعلم بأنه سيتألم إن رأه حزينا.
فما كاد بصعوده الدرج حتى اتاه صوت أبيه من خلفه
_هتقاطع أبوك يا عمر! خلاص قلبك قسى عليا!
_حقك عليا يابني.. أنا حتى مخترتش الوقت الصح اللي أقولك فيه الحقيقة على الأقل كنت رعيت وجود مراتك وأخوها.. هيقولوا أيه لما يلاقوك كده.
ابتسم رغم ارهاق ملامحه واحمرار عينيه
_أنا كويس.. مفيش فيا حاجة.
ضم وجنته بيده وقال بلهفة وخوف
_سامحتني يا عمر
ضعف قبالته وغزت دمعته الغالية وجنته فتحرر