رواية صرخات انثى الفصل الخمسون بقلم آية محمد رفعت
وجل ما يسيطر على تفكيرها اكتشاف جوانب غامضة من شخصية عمران حالها كحال من ينخدع كونه شخصية صارمة مخيفة من ذو القساة قلوبهم أعجبها اهتمامه برفيقه في اطار حوار عاديا بينهما.
سحب عمران طبق إليه ووضع به قطعتين من اللحم غمس قطعة صغيرة بشوكته وقربها من جمال الذي تأفف بضجر
_ماليش نفس أحلفلك بأيه عشان تصدق!! بلاش تحسسني إني المدام وقلقان على اللي في بطني من قلة الأكل!!
_وإنت تطول يا معفن!
وتابع يحذره باشارة منه
_بلاش تستفزني يا جمال بدل ما أقوم أطربق تربيزة كفار الجاهلية دي فوق دماغك!
ضحك رغما عنه فما أروع تشبيهه حيث كانت تضم كميات طعام مبالغ به فمال إليه يخبره بارتباك من رد فعله
_عايز أسحب منك لقب الطاووس الوقح وأحطلك بعد إسمك سايكو بحيث تكون عمران سايكو!
_أنا لو دماغي سايكو مچنون زي ما بتقول مكنتش وصلت للمكان ده! أنا دماغي ألماظ حر واللي جايلي لحد مكتبي واثق كل الثقة إنه جاي المكان الصح.
كاد بأن يشاكسه جمال ولكن قطعه حديث الممولين بالحديث بفخر عن المشروع الضخم المقام بمبالغ مذهلة وبعد حوار طويل شرع بفخر تعامله مع شركات عمران الغرباوي لتنفيذ مشروعه وبالاشادة إليه انطلقت وابل من التصفيقات والأعين تتجه إلى مكان جلوسه فأصبح مكان فاطمة بارز للعلن مما أزعج عمران كثيرا.
_شكرا لكم... ولكني لست المسؤول عن المشروع بمفردي لدي شريكا أخر يساندني.
وأشار لجمال معلنا إسمه على ملأ من جمع كبار رجال الأعمال لينال نفس النصيب من المدح والتصفيقات فاضطر أن ينهض جوار عمران بعد أن أرغمه بذلك.
مضت نصف ساعه ومازال النقاشات قائمة ولكن أغلب الآعين تراقب مكان عمران بعد أن كشف عن هويته بفضول لرؤية ذلك المهندس الذي صنع لذاته صيتا باهرا مما بدد الخۏف ه
_تعجبت من جلوسك هنا رغم أنك من أهم الحاضرون هنا وما أن جلست قبالتك حتى كشفت تلك الجوهرة الفاتنة تتخفى لجوارك!
وتابع وهو يلعق شفتيه بطريقة مقيتة لمن يفهم مغزاه
_لحسن الحظ أن السيدة مايسان لم تحضر برفقتك والا لما حظيت برفقة تلك الحسناء!
طاحت باقي جملته حينما قلب الطاولة التي تفصله عنه وفي لحظة كانت يده تلتف من حول
أنهى كلماته وأسقطه أرضا يطيحه بركلة قدمه بقوة أمام أعين باقي الحضور المندهشون لما
_عمران في أيه
صرف عنه عفاريته ووقف إليها يمنحها مفتاح سيارته قائلا بهدوء يحاول الالتزام به خشية من أن تصيبها أي نوبة
_استنيني في العربية يا فاطمة.. شوية وجاي.
هزت رأسها وغادرت على الفور لشعورها باضطراب يصيبها رعشة يدها وجسدها أخافتها ان تهاجمها النوبة هنا وبرفقة شقيق زوجها انهمرت دموعها تباعا وحاولت فتح سيارته بيد مرتعشة أسقطت المفتاح أرضا وجعلتها تجلس على الرصيف باهمال.
فتحت فاطمة حقيبتها سريعا تبحث عن هاتفها لتطالب أكبر هالة تمنحها الأمان والسكون حررت زر الاتصال به ورعشتها تزداد تدريجيا.
على الجانب الاخر كان يجلس برفقة شقيقته بأحد المطاعم بعد ان قام باصطحبها لقصر عائلة الغرباوي بالقاهرة فتعالت ضحكاته بعدم تصديق لما تخبره به وأنهت حديثها بضيق
_متضحكش يا علي.. كنت هعمل أيه يعني لو عمران عرف إنه شافني كده! مش بعيد كان ركب على أول طيارة ونزلي أنا وآدهم.
أطلق ضحكاته الرجولية بحرية وصاح ساخرا
_طيب وبتحكيلي ليه لو مقتنعة إنك عملتي شيء غلط!!
أجابته بتلقائية
_لانك عاقل وجنتل في نفسك كده متأكدة إنك هتقعد وتسمعني ونتفاهم لكن الطاووس الوقح ده دراعه اللي بيتفاهم!!
ضحك مجددا فابتسمت وتابعت لتزيد ضحكاته التي تسعدها
_بس شكلي كان مسخرة لدرجة إن والد آدهم اتبرى منه وطلع جري من الاوضة مفكرني شبح مراته!!!
سعل بقوة وهو يرتشف عصيره من فرط الضحك فقال بحزم مصطنع
_خلاص بقى هفطس منك كده يا شمس.
وأشار على طبقها الذي مازال كما هو بينما انتهى هو من طعامه
هزت رأسها بتفهم وشرعت بتناول طعامها بينما تلقى هو مكالمة زوجته فنهض على الفور يردد
_ثواني وراجع يا شمس.. معايا مكالمة.
حركت رأسها بخفة فابتعد هو وفتح الهاتف يردد بحب
_حبيبتي كنت هكلمك أول ما أرجع على طول... ها طمنيني الاجتماع كان عامل ازاي
لم يستمع لصوتها فقط صوت شهقات يتسلل لها فردد بلهفة ممتلئة بالخۏف
_فطيمة!!! في أيه
لا رد يريح قلبه الثائر فعاد يتوسل لها
_حبيبتي ردي عليا طمنيني إنت كويسة
ازدادت الشهقات مما دفعه لقول
_ردي عليا يا فاطمة.. طيب فين عمران اديهوني أكلمه
أجابته برجفة صوتها المرتعش
_جوه في الفندق.
قالت وهي تستند على السيارة
_من أيه يا قلب علي.. فهميني أيه اللي حصل وليه عمران سايبك عند العربية لوحدك
وقبل أن تتحدث قال
_خلينا الأول نسيطر على الحالة اللي عندك قبل ما تقلب لنوبة اهدي يا حبيبتي ونظمي نفسك شهيق وزفير على مراحل.
اتبعت تعليماته نصيا لعدم رغبتها بحدوث ما يجعلها بموقف حرج خمسة دقائق استغرقتهم حتى هدأت تماما اتاها صوته الدافئ يتسأل بنبرة تعشق سماعها
_أحسن
_الحمد لله
_قادرة تقفي
_أيوه.
_قومي واقعدي جوه العربية وافتحي المكيف عشان تكوني مرتاحة في الكلام.
نفذت ما أملاه عليها صوته الحنون ذاته قد ساهم بتهدئتها عوضا عن تمارينه الطبية وما أن شعر بهدوئها قال
_احكيلي اللي مضايقك
استجمعت شجاعتها للحديث دون بكاء
_مش عارفة أنا كنت كويسة وعمران بصراحة كان مطمني تصرفاته من بداية دخولنا لحد ما اختار مكان ورا عشاني بس فجأة المكان بقى زحمة فحسيت بالخۏف وكمان معرفش أيه اللي حصل فجأة عمران اتنرفز ومسك واحد من اللي جوه ضربه جامد.
_ضربه ليه
_معرفش أنا مش بعرف ايطالي يا علي.
_طيب اهدي وكملي أنا سامعك ومعاك يا حبيبتي.
_مفيش هو