رواية صرخات انثى الفصل الخمسون بقلم آية محمد رفعت
رأفة.
كان يريد الاختلاء بذاته ليتخلص من ذكرياته واعتياد عينيه علة الظلم كان بحاجة ليلملم چروحه فلا بأس إن حرر صرخاته أو بكى كالصغير ولكن في حضرة أخيه حرم حتى من ذلك.
تنهد يونس بۏجع وعاد يتطلع لآيوب الذي يتطلع له بنظرات متوسلة الا يرفض معالجته لچروحه فهز رأسه باستسلام جعل الفرحة تشرق من جديد على وجهه وقال
سحب كفه من يده وأجابه پغضب
_لاااا...مش عايز أدخل الاوضة دي..ومن بكره تغيريلي عفش الشقة كله يا آيوب.
ربت على يده ليسترخى فلا يريد خسارة فرصة معالجته فقال
_زي ما تحب... تعالى نروح أوضة الاطفال.
هز رأسه بخنوع واتجه للداخل راقبه آيوب وهو يتجه لاحد الأسرة وبدأ في حل أزرار قميصه ببطء وتردد واضح حتى نجح أخيرا بنزعه عنه.
بقى محله يحمل كيس الدواء وجسده يدور دون رأفة منه خشى أن يلاحظه أخيه فاقترب وهو يجاهد لرسم ملامح عادية تماسك لأصعب درجة ليضع ما بيده على صدره والأخر يغلق عينيه ويئن بصمت.
وحينما جلس خلفه يعالج ظهره ترك آيوب العنان لدموعه تتساقط لتغسل وجهه المحترق بكائه على الرغم من إنه ليس مسموعا ولكن شعر به يونس فقال ومازال مغلق العينين
اتجه للسرير المقابل له يخبره باصرار
_مش نازل ومش هسيبك واللي عندك أعمله.
زفر بقلة حيلة وتمدد على الفراش يغلق عينيه
_عايز أنام وبس يا آيوب.
نهض يجذب الغطاء لساقيه مراعيا عدم لمس ظهره الذي تتركز به الچروح بكسرة عن صدره وهمس له
هز رأسه وأغلق عينيه مجددا محاولا أن يحظى بنومة مريحة بعد أن حرم من أن يحظو بقطعة حصير تمنع عنه رطوبة الأرض المتصلبة من أسفله.
في لندن.
عاد لشقته ليبدل ملابسه سريعا قبل غداء العمل الذي سيجمعه هو وعمران مع أهم مساهم بالمشروع التجاري مرر جمال يده بين خصلات شعره المشعث بإرهاق قد ذهق ملامحه فقد قضى أيامه كلها برفقة والدته لم يتركها منذ خروجها من العمليات حتى هذا اليوم ولولا أن وجوده برفقة عمران هاما للغاية لما كان اهتم بالذهاب.
_كنت بدور عليكي في المطبخ ولما ملقتكيش قولت أكيد انك هنا.
منحته نظرة باردة وقالت
_عادي يعني قولت أمدد شوية وأنا بتفرج على المسلسل.
وتساءلت وهي تقضم ثمرة التفاح أمامها
_غريبة إنك راجع بدري النهاردة.
_ورايا معاد مهم مع عمران.. غداء عمل.
_يعني اليوم الوحيد اللي جته بدري من المستشفى هتخرج فيه
سحب أحد بذلاته الآنيقة وقال
_يعني بمزاجي يا صبا ما قولتلك شغل مهم.
أصرت إليه بطلبها وكأنها تتحجج لخلق المشاكل من العدم
_طيب ما تكنسله وتيجي نخرج نتغدى برة في أي مكان حلو.
ارتدى بنطال البذلة ووضع حذامه من حول خصره قائلا بنفس نبرته المتمسكة بالهدوء
_مينفعش لازم أكون موجود معاه لإني شريكه.. وبعدين عمران مصمم أكون موجود.
ربعت يديها أمام صدرها وقالت پحقد
_مدام بتنفذ طلباته وبتعزه أوي كده بصله واتعلم منه.
توقف عن غلق أزرار قميصه واستدار تجاه مكان وقوفها مرددا بدهشة
_أتعلم منه!!!! تقصدي أيه بكلامك ده
اندفعت بهجومها الضاري تلقي ما اعتمرها
_قصدي تتعلم من معاملته الرقيقة لمراته تتعلم من طريقته بالكلام حتى طريقة لبسه
انفعلت أنفاسه المنطلقة من داخله وصاح پغضب ساحق
_إنت بأي عين تقفي قدامي وتتكلمي عن راجل غيري!! وبأي حق تسمحي لنفسك تبصي
_أقسم بالله لاندمك على كل كلمة خرجت منك يا صبا.. أنا زي ما أنا ومش هتغير لا عشانك ولا علشان أي حد وبعدين إنت أيه مفيش ليك كاسر! بقى أنا طالع عيني في الشغل ليل نهار ورافض إنك تقعدي مع أمي وقايم بكل طلباتها عشان واجب عليا أولا وعشان عارف إنك تعبانه من الحمل بعاني وشايل فوق طاقتي وانتي مقضياها مقارنات ومستحلة لنفسك تبصي لراجل بصة ژبالة بالشكل ده وفوق كل ده جاية تتكلمي قدامي!!!!
وتابع وهو يلقي المزهرية المتطرفة على الكومود صارخا
_امشي من وشي مش طايق أشوفك.
وكأنها أفاقت من جنون غيرتها وحقدها لفضاحة ما ارتكبته فاقتربت منه تردد بدموع غائرة
_أنا آسفة والله ما أعرف قولت كده ازاي.. أنا مبصتلوش أنا شوفته كذه مرة وعجبني استايل لبسه وطريقته مع والدته ومراته وآ...
تتعمد أن تخرج أسوء ما فيه فكور يده وصاح بانفعال
_اخرسي مش عايز أسمع حاجة.
ودنى إليها يردد وعينيه ترمقها باستحقار
_أنا صونتك وعمري ما رفعت عيني في عين واحدة في حين إنك مقضياها مقارنات بيني وبين رجالة تانية الظاهر إن طيبتي معاكي اديتك الجراءة إنك تتكلمي قدامي عن اللي جواكي فخليني أنا كمان أصدمك بشيء مكننش أتمنى أقوله بس عشان مقارنتك لشخصية عمران تكون كاملة من كله.
واسترسل ببسمة ألم لخوضه بسيرة صديقه المخلص والأخ القريب لقلبه دونا عن أشقائه
_كنت هتقبلي إنك تكوني على ذمتي وأنا يكونلي علاقة بواحدة غيرك!! كنت هتقبلي إنك تعيشي معايا في بيت واحد وأنا ليا أوضة بشاركها مع عشيقتي كنت هتقبلي بكرهي ليك واهانتي ليك واجباري ليك تكوني موجودة في أي مناسبة احضرها وايدي في ايد عشيقتي!!
جحظت عينيها صدمة ورفض تام لهذا التخيل فأضاف ببسمة ساخرة
_مايا قبلت بده وده كان جزء من شخصية عمران غير علاقاته السابقة ودلوقتي بعد ما اتغير وبيعوضها عن اللي شافته بصيتلها في حياتها!!!
وجذب جاكيته وحذائه واتجه للخروج متغاضيا عن قميصه المهمل فلم يعد يحتمل البقاء معها بنفس المكان لأكثر من ذلك.
لحقت به وهي تناديه فاستدار يصيح بشراسة
_متنطقيش اسمي على لسانك.. خليكي قاعدة هنا لوحدك لمقارناتك العظيمة... ويا بنت الحلال مدام أنا مش مالي عينك ولا بمواصفات فارس أحلامك الخيالي واټصدمتي بيا فأنا ميرضنيش تعيشي معايا معذبة هديكي فرصة تعيشي مع راجل غيري وعشان تعيشي حياتك بدون أي عائق هسيبك على ذمتي لحد ما تولدي سبيلي الولد هربيه وروحي شوفي حالك مع اللي تتمنيه.
صعقټ مما استمعت إليه فقالت پبكاء
_انت بتقول أيه يا جمال!!! هتطلقني بالسهولة دي!! هتبعد عني يا جمال!!
منحها نظرة شملتها من رأسها لأخمص قدميها وخرج مسرعا صافقا الباب من خلفه ولج للمصعد يستكمل ارتداء ملابسه واستند على المرآة يبتلع تلك المرارة المريرة كيف تسمح لذاتها بالتطلع لرفيقه بتلك الدقة كيف فعلتها وهي على ذمته!!
خرج من المصعد لسيارته واتبع الموقع على هاتفه ليصل للفندق المنشود.
زفر بضيق