السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الخمسون بقلم آية محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

عن هدوئه 
_فلوس أيه اللي بتتكلم عنها يا عمي! أنا مديون ليك بكل اللي امتلكه.
_لا يا حبيبي ده تعبك وشقاك.. واللي لازم تعرفه إن محلاتك الصغيرة بقوا ما شاء الله أربع محلات ماسكين ناصية الحارة داير ميدور وإسمك منور عليهم وكل أرباح تجارتك على ايجارات العمارة حطنهالك في حساب بنكي ما شاء الله عدي التمانية مليون جنيه وباقي فلوسك متدورة في رأس المال.
تفاجئ بما يستمع إليه وردد بحيرة 
_منين ده كله يا عمي ومين اللي دور المحلات وآيوب كان مسافر بيكمل تعليمه
أجابه بابتسامة واسعة فخورة باختياره لصديق كان كالوتد بظهره 
_إيثان يابني ساب شغله وماله ومسك ادارة المحلات ورفض يأخد أي مليم لنفسه دور الشغل
واسترسل متعمدا الضغط على حروفه 
_يعني يا حبيبي لو خارج وفاكر انك خسړت فلوسك وسمعتك فده مش صح لان كل اللي في الحارة عارفين اللي فيها وإنك اتحبست ظلم بسبب اللي معتز آآ...
قاطعه بۏجع وكأنه لم يحتمل ضړبة سوط أخر 
_بلاش تفتح سيرته ولا سيرة الخاېنة دي يا عمي... سبوني من فضلكم لوحدي مش عايز حد يطلعلي أنا لما هبقى كويس هنزل.
احترم رغبته وربت مجددا عليه 
_زي ما تحب يابني المهم أنك وسطينا وبخير.
ابتسم ساخرا على جملته الاخيرة من يراه منتصب بوقفته يظنه على ما يرام والفضل يعود لله ثم لذلك الآدهم الذي اخترع قوقعته فقد أصر على أن ينعم يونس بحمام دافئ ومنحه حقيبة 
خرج يونس من شقة عمه وصعد للطابق الثاني الخاص بشقته تهربت منه عينيه للدرج فكانت تلك الخائڼة من وجهة نظره تسكن الطابق الثالث كانت تمر عليه في ذهابها وعودتها والآن تركت له أمقت الذكريات التي قد يحملها إنسانا حمل يوما عشقا لها.
ولج لشقته سريعا وكأنه يتهرب من آلامه فأتاه ألما أعنف من السابق حينما أصبح بشقته التي تحمل جزءا صغيرا من ذكرياتهما. 
بينما داخل غرفتها تسلل لها صوته فظنت نفسهل تتوهم سماعه وحينما ارتفع نسبيا انتفضت بالفراش ساحبة ذراعها من أسفل رأس صغيرها النائم وحاولت قدر الامكان الاستقامة بجلستها ولكنها تأوهت وتمددت بعجز ومرضا تام هامسة پبكاء 
_يونس!!!!
جاهدت مرة أخرى للنهوض فسقطت أرضا محدثة صوت ضوضاء قوي ولجت لأجله السيدة رقية تهرع لمساعدتها قائلة بشفقة 
_يا قلبي عليكي يا بنتي... قومي.
عاونتها لتتمدد مجددا فتعلقت بذراعها وسألتها پبكاء 
_أنا كنت سامعة صوت يونس.. بالله عليكي قوليلي إنه عايش وإني مكنتش بحلم!
انهمرت دموع رقيةتاثرا وقالت
_لا يا خديجة مكنتيش بتحلمي..يونس عايش وخرج النهاردة من السچن.
ارتسمت ابتسامة واسعة على محياها وحاولت النهوض مجددا وهي تردد بلوعة شوقها المحترق 
_خديني ليه يا حاجة رقية أنا عايزة أشوفه وآآ..
ابتلعت باقي جملتها حينما استيقظت من حلمها الجميل بمرارة ما فعلته به من المؤكد بأنها أخر
مسدت رقية على وجهها بحنان وقالت 
_معلشي يا حبيبتي بكره هيعرف الحقيقة وهياخدك في حضنه يونس طيب وقلبه مش أسود.
وتابعت تملي عليها تعليمات زوجها 
_اسمعي يا خديجة كنا لسه من شوية بنتكلم أنا وعمك الشيخ وقال إنه مستحيل يسيبك تمشي من هنا وبردو هو خاېف يونس يشوفك فأنا هنقلك لأوضتي أنا وعمك الشيخ أمان عن اوضة آيوب يونس عمره ما دخل اوضتي.. فأنا عايزاكي لما يكون موجود هنا متتكلميش ولا تعملي أي صوت يا بنتي.
هزت رأسها بطاعه ودموعها تنهمر كالشلال 
_حاضر والله مش هعمل صوت بس عايزة اسمع صوته خليه ينزل دلوقتي واتكلمي معاه عايزة اشبع من صوته بلاش ألمحه لو هيعمل مشاكل.
همست پبكاء 
_يا حبيبتي اللي بتقوليه ده حرام انتي لسه على ذمة راجل تاني... بس متقلقيش آيوب وكلك صاحبه ومسك قضيتك وماشي في الاجراءات.
أغلقت عينيها بقوة وقهر يجتاحها واستدارت تجاه ابنها النائم فالتفتت لها من جديد تتساءل 
_طيب وفارس!
أجابتها بابتسامة عذباء وهي تمسد على شعر الصغير 
_مش هينفع نمنعه من الخروج ده مهما كان طفل.. عشان كده هنظهره ليه وهنقوله ان ابن ناس قريبنا سايبنه هنا لأي حجة بقى هنرتبها يعني.. وأهو فرصة يشوفه ويكون قصاده.
وسحبت الغطاء تداثره على جسدها وتخبرها 
_ارتاحي يا حبيبتي وبكره هنقلك للاوضة... مټخافيش وارمي حمولك على الله عز وجل.
بوهن رددت 
_ونعم بالله. 
طرق آيوب باب شقة يونس مرات متتالية فوقف يونس خلف الباب وردد بارهاق 
_وبعدين معاك بقى يا آيوب أنا مش منبه على عمي وقايله عايز أقعد لوحدي!
وتابع بانفعال
_ثم انك بقالك ربع ساعه بتخبط وأنا مطنشك مفتقدتش الأمل!
رد عليه بصوت حزين 
_يونس افتح.. أنت عارف إني مش هنفذ اللي انت عايزه.
استند على الباب بجبينه وردد بتعب 
_عشان خاطري انزل يا آيوب أنا محتاج أكون لوحدي افهم بقى!!
وبالفعل ترك آيوب الاكياس البلاستيكة جانبا وجلس أمام باب الشقة فزفر يونس بنزق وحرر المزلاج مرددا پغضب 
_هتفضل طول عمرك عنيد واللي في دماغك بتنفذه من غير ما يهمك كلام حد.
ابتسامة مشرقة تشكلت على وجهه الوسيم ونهض يحمل الأكياس ويتجه للداخل بفرحة طفل سمح له والده بالذهاب لقضاء عطلة الصيف.
فجلس مسترخيا بصمت استفز آيوب الذي يحاول سحبه للحديث فبدأ باقتراحه بتناول الطعام وحينما صده يونس لم ييأس فعرض صنع القهوة ولم يترك مشروبا الا وعرضه عليه فأطلق يونس زفرة حارة وقال بضجر 
_آيوب هتقعد تقعد وإنت ساكت مش بعامل طفل أنا!!
قال بابتسامة اتشحت بالبرود قد ما تمكن 
_مهو أنا مش هتأقلم مع وضع الصمت اللي انت فيه ده عايزك تتكلم وتفضفضلي وتقولي ناوي على أيه
رد عليه بارهاق 
_مش ناوي على حاجة ولو كترت في كلامك هطردك بره ومش هيهمني تنام ولا تتقتل قدام باب الشقة!
هز رأسه وقد بدى أنه اقتنع بأنه غير مستعدا للحديث سحب أحد الأكياس البلاستيكة واقترب منه بتردد وارتباك لاحظه يونس فسأله بقلق 
_ده أيه وليه متوتر بالشكل ده
فتح الكيس من أمامه فظهرت المراهم الطبية والكريمات وبعض الادوية من أمامه وبحزن قال 
_أنا عارف إنك موجوع ومش هتقبل تشاركني أوجاعك بس أنا مش هسيبك كده... حتى لو رفضت هحطلك ڠصب عنك.
تعمق بالتطلع إليه وازدرد ريقه بغصة ألمته فردد بصوت محتقن 
_بلاش.. بلاش عشان خاطري يا آيوب.
تألم لألمه ولكنه لم ييأس فقال بهدوء 
_طيب هسألك سؤال لو أنا كنت مكانك كنت هتتخلى عني حتى لو أنا طلبت منك تبعد
ضم شفتيه معا وكأنه يعتصرهما داخله واستغرق مدة من التفكير فلم يكن راضيا لأن يرى أحدا اصاباته وتوابع الظلم المستبد الذي إهانت به رجولته وجرد من كيونته دون

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات