رواية صرخات انثى الفصل الخمسون بقلم آية محمد رفعت
في أي وقت.
استأذن منهم آدهم وغادر لسيارته فاتبعه آيوب فقال الاخير بمشاكسة
_جاي ورايا ليه ما تطلع تشبع من أخوك.
أجابه وهو يبتسم بمحبة عارمة
_جيت أوصلك لعربيتك وأشكرك مرة تانية.
تنهد آدهم بتعب
_هو أنت مبتزهقش يا آيوب كام مرة هكرر كلامي وهقولك إنك أخويا
استند على مقدمة السيارة وتساءل بمكر
بصر له بدهشة من ملاحظته لحالته بالرغم من أنه كان بارعا بتبديد أحزانه فتابع آيوب بضيق
_إنت فيك حاجه وبتحاول تكون طبيعي يا آدهم.
سحب نفسا كبيرا وكأنه يبتلع الهواء من حوله ومال جانبه على مقدمة سيارته يخبره بارتباك
_مفيش يا آيوب... أنا بس مخڼوق لإني شديت مع بابا شوية في الكلام ودي يمكن المرة الاولى اللي أعمل فيها كده بس ڠصب عني.
_ومدامك عارف غلطك أيه اللي مخليك متردد تعتذر وتبوس ايده!
تطلع أمامه بصمت مطول وعاد يميل برأسه تجاهه قائلا
_مش متردد بس الموضوع صعب أنا اتعودت أشوف بابا بأجمل صورة تتخيلها لدرجة اني اديته أكتر من مكانة واكتفيت بيه.
زوى حاجبيه بعدم فهم فتابع آدهم ببسمة ألم
_يعني مكنش ليا أصدقاء فكان هو صديقي كنت بعيد عن عيلتي لطبيعة شغلي فكان هو كل عيلتي حتى بعد ۏفاة والدتي بقيت بشوفه أبويا وأمي وأخويا وصاحبي وكل اللي بمتلكه.. قدوتي اللي بفتخر بيها وفجأة صورته اتهزت قدامي لما حكالي عن شيء متعلق بيه فڠصب عني أنا عاجز ومش قادر أخد رد فعل!!
_طيب يا آدهم مهما كان والدك عمل أيه لو إنت كنت أول واحد يجلده ويبعد عنه مين هيقف جنبه ويهونها عليه! كلنا بنغلط احنا مش ملايكة على الأرض.
هز رأسه مرددا بعزم لانهاء الحديث
_عندك حق... أنا لازم أسمعه مرة تانية وأكون جنبه.
_شكرا يابن الشيخ مهران.
ضحك آيوب على لقبه الذي بات متنقلا بين أصدقائه فقال مشاكسا
_دي تالت مرة حد يقولي يابن الشيخ مهران بنفس الطريقة النهاردة.
_ومين قالهالك قبلي
_سيف وهو متعصب في مكالمة الصبح لإنه متخيل إني حجزت تذكرة سفري مع اني لسه واصل من كام يوم!!! وعمران من ساعتين وهو متعصب لنفس السبب!
_ولما تروحلهم هتلاقيني أنا اللي متعصب هنا لنفس السبب.
تلاشت ابتسامته وهتف مستنكرا
_ليه هو أنت مش راجع معانا!!!
أجابه ببساطة
_هرجع ليه.. آيوب أنا ماليش مكان محدد بكون فيه بلف العالم وبروح أي مكان تكون فيه مهمتي.. لكن الاكيد إني الفترة دي مستجم هنا عشان تحضيرات فرحي.
وبمرح قال
_أنا أكتر منك خبرة في اختيار القاعات الديكورات واللذي منه يعني!
ضحك بصخب وهو يضرب كفه بكف آيوب
_كويس رحمتني من أصعب جزء في الموضوع.
_رقبتي فداك يابو الصحاب...
واستطرد بموجة ضحك
_بس حوار البدلة والأوتفت كاملا عليك وعلى الطاووس الوقح هو الجنتل مان اللي فينا وبصراحة مضمنش أنه يساعدك إنت بالذات.
ضحك آدهم وقال
_لا ما أنا متأكد من نفس الحاجة... أنا إلى الآن مازلت بوجه غضبه وغيرته الغريبة على شمس!
وانتبه آدهم لأمر تناساه تماما
_صحيح يا آيوب هو الشيخ مهران لسه ميعرفش حوار آديرا!!
استدار پخوف خلفه وكأن أبيه يراقبه وصاح هامسا بشكل أضحك آدهم رغما عنه
_هووووش أيه يا آدهم ما تروح جوا البيت وټفضحني يا أخي!!!!!
قال بضحكة ساخرة
_حقك عليا أنا آسف!! بس لمؤاخذة يعني هتفضل مخبي أمرها لأمتى ما كده كده هتتفضح! إنت هنا في مصر مش لندن يعني الخبر مهما يتكتم هيتذاع في النهاية.
تنهد بحزن شديد وقال بتردد
_بصراحة يا آدهم أنا كنت ناوي أقعدها في البداية عند إيثان لحد ما أقدر أمهد للشيخ مهران الحكاية بس انشغلت مع قرايبنا اللي جيهم يسلموا عليا وبعد كده في حوار يخص يونس وطليقته ودلوقتي هو رجع.. لكن في شيء جوايا رافض نهائي مواجهة والدي إنت متتخيلش ممكن يحصل أيه لو عرف.. كمان أنا حاسس إن مفيش داعي أعمل ده أنا خلاص دوري انتهى خلصنا من عمها وبقت في أمان فمالهاش لازمة تفضل على ذمتي.
برق بدهشة
_عايز تطلقها!!
هز رأسه مؤكدا فتابع آدهم برزانة وتفكير
_بس يا آيوب إنت جبتها هنا معاك لما تطلقها هي هتروح فين أعتقد إن هي دلوقتي مبقاش ليها حد غيرك!
زفر بضيق وأجابه
_مهو ده اللي مسكتني عن قراري عايز أوفرلها سكن ومبلغ محترم تصرف منه ولحد ما أعمل ده سايبها على ذمتي عشان لو اضطريت أقابلها أو أزورها.
رفع أحد حاجبيه باستنكار
_عايز تفهمني إنك مشفتهاش من يوم ما وصلناها لشقة صاحبك!
أكد له دون أن يرف له جفنا
_أيوه.. إيثان اللي بيوصلها الأكل والفلوس وطلبت منه كتير تشوفني بس أنا مشغول أو بصراحة مش حابب العلاقة تتعمق بينا بشكل يخليها تتعلق بيا خصوصا إنها أسلمت ومحتاجه اللي يرشدها للطريق فبحاول أفكر في طريقة تجمعها بالشيخ مهران عشان يساعدها بدون ما أظهر في الصورة.
ربت على كتفه بقوة ومنحه الثقة
_أعمل اللي تشوفه صح يا آيوب أنا عارف إنك حكيم وهتقدر توازن الامور...
وسأله بدقة جعلت الاخير يندهش من عدم نسيانه لشق الحديث السابق
_لكن قولي بقى حوار طليقة يونس ده أيه!
بالأعلى.
وعينيه مصوبة على غرفة آيوب بتوتر قاټل لا يود خسارة ابنه الأكبر مهما كان الثمن ألا يكفيه ما تعرض له من عڈاب وقهرا وما أصعب أن يقهر الرجال!
حاول تشتيت عقله مطمئنا أن خديجة لا تتمكن من التحرك من فراشها لاضلاعها المنكسرة فحاول أن يكون صامدا حتى لا يثير شكوكه مفضلا متابعة حوار زوجته ويونس.
كانت متعلقة به بقوة بعدما عاد فقيدها الذي ظنته توفاه الله فقالت پبكاء يشق الصدور
قبل جبهتها ويديها معا لا يتناسى فضلها العظيم عليه بفضلها لم يكن يتيما قط كانت له أما يتحاكى عنها لألف سنة.
مسدت على شعره الغزير ورددت بحب وحيرة لما قد تفعله لاجله فقالت
_اقعد يا حبيبي هحطلك الاكل يارتني كنت أعرف إنك جاي كنت عملتلك وليمة.
بقى واقفا محله وبصوت متعب قال
_معلشي يا أمي مش هقدر عايز أرتاح وأكون لوحدي شوية.. كنت هطلع على فوق على طول بس حبيت أشوفك وأطمنك عليا.
_لأ يا يونس مش هسيبك تبعد عننا تاني... سريرك جوه زي ما هو يا حبيبي.
ربت على يدها مرددا بتوسل
_معلشي أنا محتاج أكون لوحدي.. وبعدين أنا شقتي فوقك ومش رايح في مكان بعيد عنك.
اتجه إليهما الشيخ مهران ومرر يده على كتف ابنه بتفهم
_خلاص يابني اطلع ارتاح فوق ولما تفوق انزل نتجمع عشان في حاجات كتيرة تخص شغلك وفلوسك وايجار العمارة لازم تعرف كل اللي فاتك دي فلوسك بردو.