السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الخمسون بقلم آية محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

صرخات_أنثى..طحبيبتي_العبرية!.. 
الفصل_الخمسون!
أخيه الغائب يقف قبالته بعد فراق دام لأكثر من خمسة أعوام قضاهم حائرا لا يعلم إن كان حيا  بأكثر مما تمناه لدرجة جعلته يقنع ذاته بأنه يتوهم ولكن أعين أبيه الباكية تعكس غير ذلك.
حسم صراعه الجائر بأن اختطفه لاحضانه يتلمسه ليتهيئ لتلك الحقيقة الهامه فردد پبكاء استل رغما عنه 

_يونس!!
ابتعد عنه للخلف يشمله بنظرة أكثر تفحص وزنه الذي انتقص بشكل ملحوظ ففقد كتلته العضلية التي نمت بفضل ممارساته للرياضة بالجيم الخاص برفيقه إيثار وجهه الشاحب والمحتفظ بكدمات حديثة دمائها مجلطة وبعدها لآثار قديمة تدل على طبيعة ما خاضه والمؤلم له هي ماذا تخفي ملابسه من اصابات!
انهمرت دموع آيوب كأمطار رعدية تهاجم دون موسمها فأمسك كفيه بين يديه المرتعشة 
ربت على كفه بتفهم وقال برجاء لمس به آيوب انكساره 
_امسح دموعك واهدى.. من فضلك مش عايز حد ياخد باله مننا.
أبعد الشيخ مهران ابنه وفتح ذراعيه لابنه الاخر هاتفا باحتقان اكتسح نبرته 
_ابني حبيبي! 
أدمعت أعين يونس وهو يرى دموع عمه لمرته الاولى عمه الذي اشتد عوده وهو لجواره وحينما يحيطه شيطانه بأنه خلق وحيدا دون أب أو أم كان ېصفع ذاته بأنه منحه شيخا فاضل  بقوة ليجابه تلك الآلآم القاټلة لاحتكاك صدره المجروح بصدر أبيه ويده التي تتلمس ظهره بحنان على الأغلب بأنه من صډمته لم يستمع لصراخه وهو يخبر آيوب بعدم ملامسة ظهره.
بعد آيوب أبيه عن ابن عمه وهو يبتسم بلطف ليخبي مفهومه 
_خلينا نطلع فوق بدل الواقفة دي يا بابا.
هز رأسه بتفهم واستدروا ليصعدوا لبنايتهم فوجدوا آدهم يقف بعيدا بمدخل المنزل بالتحديد ليترك لهم مساحة خاصة كان الشيخ مهران أول من تقدم منه يضمه بكل محبة وهو يردد بامتنان 
_أنا عاجز عن شكرك يابني إنت باللي عملته ده متتخيلش أسعدتني ازاي... انت ردتلي روحي بعد ما غابت عني لخمس سنين!
ضمھ آدهم بمحبة كبيرة وقال 
_أنا معملتش حاجة يا عمي.. دي إرادة ربنا سبحانه وتعالى.. أتصاب في مهمتي ويكونلي مكان في نفس الشقة اللي فيها يونس عشان بالنهاية أكون سبب في رفع الظلم عنه.
واسترسل وهو يمنح يونس بنظرة حملت له الوعد 
_ولسه لما أرجعله حقه وأشفي غليله.
وكأنه أيقظه لشيء هام فهبط الدرجتين التي كاد بهما استكمال طريقه للأعلى وإتجه يقف قبالة آدهم يخبره بنبرة عميقة 
_وعد عمر الرشيدي دين وسيف على رقبته يا يونس بس اللي انت متعرفهوش إن الموضوع طلع أكبر مما تتخيل أنا بعد ما زرعت كاميرات التجسس في زنزانتك واتفقت معاك تستفزه  وحظك بقى إن اللي تابع الموضوع ده هو الجوكر لما دور وراه اكتشف مصايب يعني مش بس ده اللي بيعمله في اللي أكبر من كده.
وتابع بهدوء رزين 
_لو اخدنا خطوة وحاسبناه على اللي عمله معاك ومع غيرك هيتجازى وممكن يتقاعد بس ده مش اللي احنا عايزينه.. احنا باللي بندور عليه لو أثبتناه هنلف حبل المشنقة حولين رقبته.. أما
_شكرا لإنك في وسط العتمة اللي كنت فيها كنت الأيد اللي خدتني للنور!
ارتعش جسد آدهم بصورة ملحوظة وكأنه تناسى مقاومات مبادلة الآخرون ففرق ذراعيه وقربهما من ظهره دون ملامسته لأنه الوحيد الذي يعلم حجم اصابته وهالته دموعه التي التمعت بعينيه شاعرا بحنين غريبا لأخيه!! 
ترى إن قابله بعد تلك السنوات هل سيصفح له عدم علمه بوجوده والأهم هل سيسامح أبيه وهو ذاته عاجزا عن ذلك!! لا يعلم لما تمنى بتلك اللحظة أن يكون يونس نفسه أخيه المفقود!! ويتعزز شعوره بأن ينتهي غضبه وتهدأ ثوراته ويندفع لاحضانه مثلما فعل يونس الآن!!
ابتعد يونس عنه يراقب ملامح وجهه بدهشة من رؤية دمعاته اللامعة ظنه رجلا قويا مجردا من المشاعر كحال أغلب ضباط الذي تعرض للضړب على ايديهم داخل ذلك المعټقل المظلم فوجده يتأثر بالمشاعر الصادقة بشكل عزز من حبه واحترامه لذلك الشخص النبيل.
تحرك آيوب عن مكانه يخفي آدهم الذي يحاول ازاحة دموعه دون أن يراه أحد وهتف بمرح 
_يونس من فضلك بقى تحترم نفسك آدهم صاحبي أنا من لما كنت في لندن مش هتيجي في كام يوم وتكونله البيست فريند.
ازدادت ابتسامة يونس بينما اڼفجر آدهم ضاحكا وهو يصيح بعدم تصديق 
_آيوب سيف طبع عليك ولا أيه
غمز له بمشاكسة 
_بيطبع عليا بمزاجي ووقت ما أحب.
وبصدق قال 
_أنا مش عارف أشكرك ازاي يا آدهم جمايلك بقت مغرقاني.. مرة أنقذت حياتي والمرة التانية أنقذت أخ......
ابتلع كلماته حينما اندفع والده يتساءل پجنون 
_انقذ حياتك ازاي!!! إنت تقصد أيه يا آيوب
سيطر التوتر على ملامحه وكأن ما حدث أخر شيئا توقعه فكان مكشوفا ليونس الذي تأكد من أن أخيه الصغير يخفي أمرا كارثيا بينما استبدى آدهم سرعته الملحوظة بادراك الأمر كما تدرب فقال بصوت واثق أدهش آيوب الذي لوهلة صدق الأمر 
_اللي حصل أن آيوب كان راجع مرهق وتعبان من الجامعة فكسل يقف يفقش لنفسه بيضتين وصمم ينزل يشترلنا أكل وسبحان الله إني رفضت أكل معاه عشان يكون فينا واحد سليم ينقل التاني للمستشفى.
قالها بطريقة مازحه بينما تعمق الشيخ بسؤاله 
_مستشفى ليه يابني
أجابه ببسمة جذابة مستغلا بعض المعلومات التي يشملها عنه 
_لآن الأكل مكنش نضيف كفايا وآيوب أساسا عنده حساسية.. تعب جدا وأخدته المستشفى بس الحمد لله أخد أدويته وبقى كويس وواقف قدامك أهو يا عم الشيخ! 
وتابع بمكر 
_هو مكنش عايز يقلقكم هنا في مصر بس لسانه مسحوب منه بقى هنعمل أيه!
ضحك الشيخ وقال بمحبة كبيرة 
_يعني أنا لسه بشكرك على اللي عملته مع يونس طلعت إنت مسبق بجمايلك مع ابني.. قولي بقى أشكرك أنا ازاي دلوقتي
فاجئه آدهم حينما قبل أعلى رأسه باحترام قائلا 
_معرفتي بحضرتك وبابنك ويونس بالنسبالي مكافأة..انا اكتسبت عيلة ومفيش بينا شكر ولا جمايل.
احتل الفخر والاعجاب حدقتي الشيخ فأشار على درج منزله 
_اطلع بقى كل لقمة معانا لو معتبرنا عيلتك بجد.
رد عليه بحرج 
_أنا للأسف لازم أمشي لإن عندي شغل مهم.. بس أوعدك إن في مرة تانية مش هرفض ده أبدا.
ربت على كتفه بحنان وتفهم 
_ماشي يابني.. البيت بيتك تشرفنا

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات