السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع والاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بسخرية لازعة 
_ويا ترى بقى إنت عارف إنت رميت ابنك في أي ملجأ ولا رميته قدام باب جامع ولا فين
هز رأسه نافيا وردد 
_لأ يابني معملتش كده... اقعد وهحكيلك.
تهاوت دمعات آدهم وبتوسل باكي قال 
_مش قادر اسمع أكتر من كده... من فضلك سبني الوقتي ولما أتخطى اللي حكيته ده هجيلك بنفسي وأسمع باقي الحكاية..
واستدار ليغادر فلحق به مصطفى ليوقفه آدهم بحزم قاطع 
_عايز أكون لوحدي لو سمحت!!!
كسر قلبه واحتجز بين أضلعه نيران التهمت الأب وابنه وكلاهما تحيطهما دموعا مزجت بين صډمتها وبين ندما ورجاء. 
أخفت الشمس ظلام الليل وتآلقت بأجمل صورة اليوم يعلو المساجد أصوات الخطبة ويتآلق الرجال بالجلباب الأبيض ومن بينهم آيوب الذي ازدادت وسامته بجلبابه الأبيض الذي برز كتفيه وتناسق جسده الرياضي ولجواره أبيه الذي احتل المقدمة ليأذن في الناس بخطبة يوم الجمعة.
فرد آيوب سجادته وجلس يستمع لأبيه بفخر وسعادة إلى أن شعر بأحدهما يجلس لجواره فاستدار جانبه مرددا بفرحة 
_آدهم!
نزع آدهم نظارته السوداء التي تخفي عينيه المحمرة من أثر تعاسة ليلته الحالكة دون أن يرف له جفنا بعد معرفة سر أبيه الخفي وللعجب هو لم يستمع الا لنصفه مازال لا يحتمل سماع الجزء الأخر فبدى له بأنه الاصعب على الاطلاق وربما بعدها سيفقد احترامه لأبيه كاملا.
رسم ابتسامة باهتة وقال 
_وحشتني يا آيوب.. أخبارك أيه
أجابه بلهفة 
_أنا بخير الحمد لله... ها فين المفاجأة اللي مش مبطل تتكلم عنها
قال بابتسامة صافية 
_بعد الصلاة هتعرف.
ونهض كلاهما يستقيمان بالصفوف لتأدية الصلاة وفور الانتهاء منها أسرع آيوب لآبيه يشير له 
_بابا ده سيادة الرائد عمر الرشيدي اللي كلمت حضرتك عنه.
ابتهجت معالم الشيخ وقال
_ده آدهم اللي كلمتني عنه
أكد باشارة رأسه 
_ايوه هو اسمه الحقيقي عمر بس الكل بيناديه بآدهم وبصراحه لايق عليه أكتر.
صافح آدهم الشيخ مهران بحرارة 
_أتشرفت بحضرتك يا شيخ مهران.
وأشار لآيوب هامسا 
_عربيتي جنب بيتك ممكن تجيب والدك وتيجي ورايا بهدوء.
_ليه يا آدهم في أيه
تساءل بقلق فربت على كتفه يخبره 
_مفيش حاجة..بس نفذ اللي قولتلك عليه.
أومأ برأسه وبالفعل اتجه بأبيه للمنزل وبالاخص لسيارة آدهم الفخمة فرفع آيوب صوته بحيرة 
_قولي بقى في أيه
فتح آدهم الباب الخلفي لهما فتسللت أبصارهما للداخل پصدمة جعلت آيوب ېصرخ بعدم استيعاب 
_يونس!!
أكثر لحظة يخشاها يتعرض لها الآن هبط يونس من السيارة بصعوبة ما تعرض له بالأمس كان أبشع ما مر عليه ولكنه يثق بأن آدهم فعل ذلك لمغزى يود استكشافه لاحقا.
أفاق من شروده على اندفاع جسدا ضخما لأحضانه ولم يكن سوى ابن عمه وأخيه الأصغر الذي فارقه منذ خمسة سنوات والذي بات يملك جسدا يفوق بنيته الماضية تخشب بمحله وتحرر صوته بۏجع تام 
_متلمسش ضهري يا آيوب!!!
...........يتبع........... 

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات