السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع والاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

کاړثة!
أغلق الهاتف وارخى رأسه للمقعد من خلفه بينما يده تعبث باسماء هاتفه حتى توقف على اسم آيوب بن الشيخ مهران ابتسم على طريقته بتسجيل اسمه وحرر زر اتصاله فما أن أجابه حتى تساءل 
_هتصلي الجمعه فين بكره يابن الشيخ مهران
استمع لاسم وعنوان المسجد القابع لحارته وابتسم يخبره بثقة 
_هصلي معاك بكره ومعايا هديتك فاكرها
ولم يترك له فرصة التخمين فقام بغلق هاتفه وهبط من سيارته يلهو بمفاتيحه ويصفر باستمتاع لنجاح أول جزء من خطة الجوكر المزعوم فما كاد بالتوجه لغرفته حتى تذكر أمر أبيه.
إتجه لغرفة أبيه يبحث عنه لم يعثر عليه وكأن بالفعل شبح والدته قد التهمه حرر ضحكة كبتت بارادته حينما وجده يختبئ خلف خزانة كتبه القديمة فصاح ساخرا 
_صاصا لو حيا ترزق هز كتاب عفريت في منزلي متلبس ابني الوحيد... ابنك اللي اتبريت منه! 
واستطرد بضحكة تعلو الاخرى 
_يا راجل ده إنت لو معانا في الجهاز هتسوح أسرار الدولة من غير ما تأخد القلم!!! 
دفع باب الخزانة ومال برأسه يتطلع له نظرة الطفل الوديع جلس آدهم على سطح الكومود يهز رأسه بيأس 
_تتبرى مني أنا يا مصطفى!!! طيب ليه يا حبيبي ده أنا قايم شارب نايم بدورلك على بنت الحلال اللي تسكن قلبك بدل شبح زوبة اللي مخليك معيشني في كابوس وفقدان للخلف!!! أنا معتمد على الله ثم عليك في عمار البيت ده ومازلت بنقي وأختار الأرض الصالحة اللي هتجيبلي اخوات صغيرين شبهك كده يا صاصا!
الټفت يتفحص الغرفة بړعب وصړخ به 
_اخرس قطع لسانك والله ما يدخل بعدها ست ولا قبلها.
وجذب أحد الكتب يلقيها عليه هاتفا بحنق
_عايزها تقتلني قدامك يابن الكل.
وأسرع بمقعده إليه بعصبية 
_عايز تدخل دنيا مع مراتك ذنبي أيه تخرجني منها قبل ما أخرجلك المدكن وأكشف المستور!
نهض عن الكومود يفرقع أصابعه بخبث 
_أيوه أيه هو المدكن والمستور يا شقي
ابتلع ريقه بارتباك ووزع نظراته إليه ثم ردد بصوت خبيث يستميل عاطفته 
_هو أنت بتحقق معايا ولا أيه يا حضرة الظابط.
مال على مقعده بحركة درامية 
_بالظبط كده يا صاصا ولو مقرتش واعترفت حالا هجبلك شبح زوبة يقررك بمعرفته وصدقني لو نجحت معاك هأخدها معايا في الجهاز تساعدني في التحقيقات بدل سلخ المساجين واسلوب الټعذيب اللي بقى فيك أوي ده.
تعمق بعينيه بنظرة حزينة فاستغل قربه الشديد منه وانحناء قامته الطويلة فأحاط وجنتيه بيديه وبنبرة شبه باكية قال 
_خايف أخسرك بعدها يا عمر!... بس ڠصب عني يابني قلبي مش مطاوعني أقابل ربنا وأنا شايل على كتافي ذنب كبير زي ده.. عايزه يسامحني وقبله إنت كمان تسامحني.
أحاط يديه بحب وقال
_تقصد مين يا بابا.. اتكلم من فضلك!
تهاوى الدمع عن عينيه وجاهد لخروج صوته الذي كبت لسنوات 
_ابني يا عمر... أخوك!!!!!
رمش بعدم استيعاب وغادرت عنه كل ذرة مرح فتساءل پصدمة 
_ابنك ازاي بابا إنت بتقول أيه!!
أخفض رأسه أرضا يخشى مواجهة ابنه تاركا دموعه تغسل ذنبه الذي لا يغتفر رفع وجه آبيه إليه وجمع كل ثبات امتلكه ليهاتفه بهدوء 
_بابا تقصد أيه بكلامك ده من فضلك رد!!
رفع عينيه إليه وپبكاء شديد قال 
_غصب عني يا عمر.. كان ڠصب عني يا ابني أنا زي أي راجل ليه نزوات واحتياجات ووالدتك مكنش ينفع تمارس حياتها معايا بشكل طبيعي استحملت سنة واتنين وتلاته وعشرة بس بعد كده ضعفت.
جحظت أعينه صدمة فتراجع للخلف وسقط على الفراش وبصعوبة حرر ثقل لسانه 
_يعني أيه ضعفت انت عملت أيه!!!
حرك مقعده تجاهه وقال بحشرجة ذبحت فؤاده قبل أن تغير نبرته 
_إنت عارف إن والدتك كانت مريضة ومرضها زاد بعد ولادتك

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات