السبت 23 نوفمبر 2024

رواية المتاهة القاټلة الفصل التاسع بقلم حليما عدادي

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع
توجه إليهم "رام" بسرعة، وضع يده على كتف "جان" الذي كان يتلوى من شدة الألم، وتحدث بقلق:
جان، فيك إيه؟
كان يشعر بأن سكينًا تمزق جوفه، تحدث بصوتٍ مټألم:
بطني بتتقطع من جوا يا رام. 
شعر "رام" بالقلق الشديد مما يحدث، لم يعد يفهم ما يفعله، أصدقاؤه يتألمون وهو يقف ولا يعلم كيف يتصرف. 
زحفت "ماريا" على الأرض حتى اقتربت من أختيها، جلست بجانبهما رغم ألمها، فإنها لم تفكر في نفسها، قلقها على "إليف، ونايا" كان أكبر من إحساسها بالتعب، تحدثت بقلق:
انتوا كويسين؟ استحملوا، الألم هيخلص.
بطني بتوجعني أوي يا ماريا.
قبل أن ترد، شعرت "ماريا" بالغثيان، بدأت بالاستفراغ وأخرجت كل الماء الذي في جوفها.. الجميع بدؤوا بالاستفراغ أخرجوا كل الماء الذي شربوه وهم يسقطون على الأرض بتعب، كأن سكاكين غُرزت في بطونهم، تحدث "رام" بقلق قائلًا:
انتوا كويسين؟ 
تحدث "جان" بتعب:
أنا كويس دلوقت، لكن حاسس إني تعبان أوي، يمكن من قلة الأكل والنوم، احنا محتاجين إننا...
ارتاحوا شوية، خلونا نفكر وندور على أكل نسد بيه جوعنا.

جلسوا يستريحون وهم يخشون حدوث أمر ما، لقد اعتادوا كل شيء، أصبح الخۏف رفيقًا لهم، كل واحدٍ منهم يفكر بشرود وتعب، اهتزت الأشجار بنسمات هواء خفيفة، بدأت النسمات تتحول لرياحٍ قوية وأصواتٍ مخيفة تنبعث مع صوت الريح، وقفوا لكي يعرفوا ما الذي يحدث. 
نظروا إلى مصدر الصوت، كان الصوت ينبعث من النهر، وفي كل دقيقة يعلو الصوت بطريقةٍ مخيفة، فجأة تحولت مياه النهر إلى دماء، لوهلة لم يصدقوا ما يرون أمامهم، تصلبوا في أماكنهم، هل تحول الماء لدمٍ أحمر؟! تعالت صرخات قوية اهتز المكان من قوتها. 
تحدث "رام" بصوتٍ عالٍ كي يخرجهم من صمتهم:
يلا بينا نهرب من المكان دا، الوضع هنا ميطمنش.
ركضوا مبتعدين، يريدون فقط الفرار من هذا المكان حتى ابتعدوا عنه، أنهك التعب والجوع أجسادهم، أجبنتهم تتصبب عرقًا، وقفوا يلتقطون أنفاسهم بتعب، لفت أنظارهم وجود منزل متهالك مبنٍ من الطين يبدو عليه القدم، تحدث "جان" قائلًا:
دا بيت قديم، يمكن نلاقي جواه أي حاجة تنفعنا. 
اعترضت "ماريا" على فكرته، فهي قد أصبحت تخاف من كل مكان، في هذه المتاهة لا يوجد مكان دون خطړ، أصرت "ماريا" كثيرًا، ولكن "دينيز" أخبرتها ألا تخاف وأن ينتظروا معًا في الخارج.
جان، تعالى ندخل نشوف المكان جوا.
"دينيز" بقلق، وقلبها بيدق بسرعة من شدة الخۏف:
جان، خلوا بالكم. 
ابتسم "جان" وقد نسي تعبه وهو ينظر إليها، وتحدث بابتسامةٍ قائلًا:
ما تقلقيش علي، دا بيت مهجور يا ذات العيون الغزال.
ابتسمت بخجل وأنزلت رأسها تهرب من نظراته، أما "جان" فوقف ينظر إليها وهو يبتسم ببلاهة، حتى سحبه "رام" من ذراعه.
الفتيات وقفن بالخارج، دخل "جان، ورام" إلى الداخل، تحدثت "ماريا" بقلق قائلة: 
بتمنى إن ميحصلش حاجة.
بعد دقائق من الصمت والهدوء المريب الذي يحيط بالمكان، فجأة سمعوا صوت صړاخ "رام، وجان" الذي هز المكان.