رواية بيننا شي خرافي الفصل الثاني والثلاثون بقلم سنيوريتا
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
دى
خرج دون إنتظار إجابته فتبعه إلياس رغما عنه خاصتا عندما تصاعدة اصوات ضحكاتهم
المجلجله فى الارجاء تحرك بفضول ليرى سبب كل هذه السعاده التى إفتقدها هو فى الفتره الآخيره
دخل إبراهيم أولا فصاحت خديجه
_ كملت إعمل فيا معروف وخدهم كلهم وإخرج مش عارفه أعمل حاجه
رد عليها إبراهيم
_يا ستى أنا برتاح جانبك تبعدينى
_ تعال تعال الشوربه دى ناقصها ملح وهى مصره إنها مظبوطه
شمر ابراهيم عن ساعديه وهو يهتف بحماس
_ الشوربه دى لعبتى انا لسانى ميزان حساس
رفعت يدها للسماء مسلمه وهى تهدر
_ عليه العوض فى الاكل
تعالت الضحكات مجددا بين مكه ومرام وكذالك عدى وابراهيم يرفع المعلقه إلى فمه
دون أن يكترث برفضها
الاستيعاب تبادلوا النظرات بصمت الوحيد الذى رحب به وناده بأريحيه كان أبراهيم
_ تعال يا بنى خلينا نخلص العزومه دى ونقعد مع بعض
هز كتفيه وهو يقول
_ طيب ما كنا طالبنا اكل وخلاص
أجابه ابراهيم رافضا
_ لااا أنا ما بدخلش بيتى أكل من برا ابدا
_ تحب تشارك معانا
شملها بنظره محببه إليها وهتف بخفوت
_ أه ..عايز أقطع لسانه وأحطه فى الشوربه
ضحكت على طرافته وردت عليه مشاكسه
_ تبقى شوربه بلسان عصفور
رغم إبتسامته قال بعداء
_ تبقى شوربه لسان الافاعى
طالعته بنظرات بريئه وسألته
_ معقول هان عليكى لسانى أومال مين هيقولك بحبك
_ مش محتاج أسمعها كفايا إنى حاسسها
تبادلو الابتسامات الهادئه والنظرات التى تحكى أكثر من الالسنه فما كانت تتوقع وجوده
هنا فى بيتها بعد كل ما حدث وجوده هنا جعلها ترتبك وتبدى حبها المخبئ تجاه والذى
تكنه حلما وواقعا
بدأ الجميع يتصنع الانشغال حتى لا يحرج من همساتهم وضحكاتهم الخافته حتى إنتبهوا
اللطيفه وكأنهم لأول مره يعيشون هذا الشعور
لكن صرعات عدى مع خديجه دوما على البهارات كان تزداد وينتهى دوما بالضحكات
_ يا إبنى انت عارف اللى حطيتوا دا إيه
اجاب عدى دون أن يهتم
_ مش عارف بس ريحته حلوه
ناشدة إلياس الذى تلتمس فيه التعقل
اجاب إلياس وهو يحك رأسه
_ هو ايه الزعتر دا اصلا
هتفت خديجه وكأنها وجدت سبب لدفعهم جمعيا للخارج
_ إذا كان كدا إطلعوا برا نفسي أظبط الاكل دا اللى انتوا خيبته أمله
قالت مرام بإصرار
_ مش هنسيبك وبعدين إحنا مبسوطين هنا
ثم وجهت سؤال للجميع
_مش كدا ولا ايه
اجاب الكل بوقت واحد
_ ايوا
كانت فرد ضعيف وسط مجموعه من الجهله المتعندين عادت للاستسلام امام إصرارهم
ويحمى الله لهم الطعام
مال عدى لمرام وهو يهتف بخفوت
_ شايفه كلوا بيعملك حساب إزاى
أجابته
_ انت هتضحك عليا هما اللى عايزين يقعدوا
قال وهو يقطع ثمرة الطماطم مقتربا منها
_ انا عن نفسي وراكى حتى لوطلعتى القمر
توردت وجنتها فهو بارع بإحراجها وهى فاشلة تماما فى مجراته رغم ما بداخلها
من عشق كبير إن تركت له المجال سيملئ الكون ألحان وأغنيات امسكت بثمره
أخرى وشرعت فى تقطيعها لكن من فرط إرتباكها كادت أن ټجرح يدها فأمسك
بيدها ليمنعها وهو يحذرها
_ حاسبى
لا ټنهار وتكشف امرها امامهم وهكذا يكون الزوج لابد أن يستر كل سئ من زوجته
كما قال الله تعالى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن صدق الله العظيم
مال إلى أذنها يامره هامسا
_ إتنفسي إتنفسى أنا عدى حبيبك مش أى حد
تمالكت نفسها بصعوبه والحقيقه أن صوته وكلماته جعلتها تستعيد توازنها رغم صعوبه
الامر اؤمأت برأسها عندما أخرجت الالم الذى شعرت به فلم يتمالك عدى
نفسه وهو يميل إليها من جديد قائلا بفرح بإنصياعها له
_ هى دى مرام حبيبتى
بصدق
_ يا بختى بيكى
ابتسم وعاد ينظر حوله ليتأكد أن الجميع منشغل عنهم وياليت العالم ينشغل عنهم
كى يركض بالشوارع وهو ېصرخ بحبها بصړاخ يتسع لكل ما يمتلئ قلبه به من مشاعر
حتى لو كان ما بينهم مجرد لمست يد وحضن مرعليه زمن إكتفى بهمس خاڤت يخبرها به
_ لمست إيدك حضڼ وحضنك بيت
بيد مرتعشه وضعت يدها فوق يده والاصح أنها وضعت يدها على قلبه لان هو الاول الذى تأثر
وإذدا نبضه المچنون الذى يعشق ويرضى بأقل القليل حتى لو كان لمست يد وكلمه
_ بحبك
قالتها بجرأه لم تصدقها وأظهرت بالفعل تطور فى علاقتهم غير مسبوق إستغل هو ذلك
واشار لها بأن تسمح ليده أن تمسك بيدها فأمسكت بيده ووضعتها على يدها
فعلتها بنفسها فأعطها سکين وبدأ يضغط معها ليقطع الثمره معا بيد أصبحت واحده
من الجانب الآخر
تعالت ضحكات إلياس مع إبراهيم الذى أشار عليه بإضافة الملح فى الشوربه
وأصبحت مالحه جدا نظر الاثنين لبعض وهم ممسكان بمعلقتي التذوق وتعالت ضحكاتهم
قال ابراهيم من بين ضحكاته
_ استر عليا يا إبنى أنا كبرت وجتتى مش حمل الكنبه
بادله الياس الضحك ورد عليه
_ انت لو طولت الكنبه تحمد ربنا
توقف ابراهيم عن الضحك بصعوبه وهتف
_ قول ان انت اللى عملتها
اجابه الياس متسألا بخبث
_ مش دا يبقى كدب برضوا عايزنى اكذب يا بوا لسان حساس
اقترب منه ابراهيم مستمر فى الضحك
_ ما هو دا كدب مش هيضر حد بالعكس دا هينقذ مسلم من التشرد ولا إنت هتاخدنى ابات عندك
كان الياس يحاول حبس ضحكاته حتى لا يجذب انتباه المسكينه التى تقف عند الفرن
الكهربائى لتحمير الطعام قال وهو يلتفت حوله
_ والله انا خاېف زى زيك احنا ممكن نتأوى وماحدش يلاقى جثتنا
ضحك ابراهيم من جديد واتت على ضحكاتهم مكه تسأل بفضول
_ بتضحكوا على إيه
اشار إليها إلياس بالمعلقه وقال
_ تحبى تتدوقى
تناولت منه المعلقه وبدأ ابراهيم والياس يتبادلان نظرات الشك
ولم تطيل حين بصقتها مكه من فمها دفعه واحده وقالت
_ يا نهار مش فايت مما هتعلقنا على باب المطبخ
امسك الياس بيدها وهتف بجديه
_ انتى هتغطى على الچريمه دى
رفعت كتفيها متسأله بغباء
_ إزاى
تدخل إبراهيم وقال
_ ايوا قولها إزاى انت امن وطنى اكيد عندك مخرج من حلة الشوربه
نظر اليه الياس وهتف ضاحكا
_ حلة الشوربه دى هتوينا كلنا القسم ابلع ريقك شويه
التف إلى مكه وإستطرد
_بصى انتى هتشيلى الحلة وتعملى انها وقعت منك
تدخل ابراهيم من جديد ليقول
_ لاء الحله سخنه وممكن تحرقنا كلنا
صاحت خديجه وهى تقف أمامهم
_ واقفين كدا ليه يلا نجهز السفره
إطر للتفرق والتجهيز بصمت داعين الله أن لا تقرب الشوربه
بعد دقائق ....
امتلئت الطاوله بشتى أنواع الطعام وكانت خديجه سعيده بهذا الانجاز لكنها لم تكن
تعلم أن كل الموجود وضع الكل لمساته الخاصه وعلى هوائه التفوا وبدئوا فى الطعام
لكن الصدمه نالت منهم جميعا تبادلوا الادوار بمضغ الطعام الذى ابدا لم يشبه شكله
وبدأ الامتعاض على وجوهم وهم يلكوا الطعام فى فمهم وساد الصمت كلا منهم يعرف
ما إقترفته يداه ويريد أن يبصقه
اولهم كانت خديجه التى بصقت ما بفمها وهى تهتف بإنزعاج
_ استغفر الله العظيم مش قولت ماحدش يدخل معايا المطبخ
أسرع ابراهيم بالحديث وهو يرفع يده حتى يتدارك الموقف
_ إحنا نجيب أكل من براه
هنا إنفجر الجميع ضحكا على تغير مبادئه حتى يمتص ڠضبها الذى بدأ يتجه نحوه
ومع ضحكاتهم ذهب الحزن ذهب الڼزاع ذهبت كل ما هو سئ وأفسح المجال لكل ماهو
جميل وكل ما هو خرافى
..يتبع